تناولت مجلة "الشارقة الثقافية" في عددها الأخير الخاص بشهر فيفري الجاري، مداخلة حول إشكالية الانشطار ومنفى اللغة عند الروائي الجزائري مالك حداد، قدمتها الكاتبة والشاعرة الجزائرية نوال يتيم، التي تساءلت في مستهل مقالها "هل اللغة هي مجرد وسيلة تواصل وكتابة، أم أنها هوية بحد ذاتها، تعبر عن صاحبها؟". ثم تمضي الكاتبة نوال يتيم بفكرتها، لتقول إن مالك حداد وقف متعبا منشطرا منفيا في لغته، مستعينة بقوله: "اللغة الفرنسية حاجز بيني وبين وطني، أشد وأقوى من حاجز البحر الأبيض المتوسط، وأنا عاجز عن التعبير باللغة العربية، إن الفرنسية لمنفاي". وفي سياق إثرائها الموضوع، تستعين نوال يتيم بأمثلة عديدة لكتّاب جزائريين، مرهون تعبيره مبلغة المستعمر، وهم من الرعيل الأول في الكتابة الروائية، على غرار محمد ديب وآسيا جبار ومولود فرعون وغيرهم. ويمكن للراغبين الاطلاع على العدد الأخير من الشارقة الثقافية، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، على موقعها الرسمي على الأنترنت وتحميله. كما سيجد المطّلع على المجلة، مواضيع عديدة في الأدب والأماكن والقصة والشعر وغيرها. وجاءت الافتتاحية بعنوان "بيت الحكمة في الشارقة والبعد الثقافي العالمي". وكتب مدير التحرير نواف يونس عن "القصيرة جدا.. إشكالية أدبية ونقدية". وفي تفاصيل العدد، نشر يقظان مصطفى موضوعا عن إنجازات الحضارة العربية، متناولاً علم الأثقال والموازين عند العرب. وتوقف وليد رمضان عند اللغة العربية في نيجيريا، التي راجت دينيا وأدبيا مع دخول الإسلام. وفي باب "أمكنة وشواهد" كتب عدنان حسين عن مدينة دمياط في مصر. وتناول الدكتور محمد خليل تجربة أحد أعلام الفكر العربي الإسلامي شكيب أرسلان الذي لُقب ب "أمير البيان". وحاور الأمير كمال فرج الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد. وكتبت عزة أحمد حامد عن سيرة الإذاعي صاحب "قول على قول" حسن الكرمي. وكتبت سوسن محمد كامل عن أحد أشهر رواد أدب المغامرات والخيال العلمي نبيل فاروق. وتوقف الدكتور هانئ محمد عند كاتب القصة الواقعية الأديب يحيى الطاهر عبد الله، "الذي صوّر عالم القرية بفرادة". وقدّم الدكتور محمد صبيح قراءة في ديوان "الفراشة" لبروين حبيب. وكتب إبراهيم إستنبولي عن "شاعر الألم الروحي عمر دانيليبكوفيتش، الذي سحقته (مدحلة) الحياة، فصورها شعرا". وتناولت الدكتورة بهيجة إدلبي تجربة الأديب والمترجم شوقي جلال، بينما رصد عزت عمر الارتحال الثقافي، والمفارقات السردية في رواية "خفافيش بيكاسو" للروائية آمال بشيري. ومن المواضيع الأخرى، نشر محمد هجرس موضوعا عن الروائي والسيناريست يوسف جوهر، الذي جسر العلاقة بين الأدب والسينما، بينما نقل عبده وازن احتفال الأوساط الأدبية بالذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الروائية مارغريت دوراس التي تُعد من مؤسسي الرواية الجديدة. كذلك أجرى أشرف قاسم حوارا مع الشاعر محمد الدش. وتتبّع محمد محمد مستجاب الطريق السري بين قريتي "ديروط الشريف" و"شاندونغ"، وغير ذلك من المواضيع. في باب "فن. وتر. ريشة"، نقرأ مجموعة من المواضيع، منها "فيلم خورفكان، إضافة جديدة للسينما الإماراتية" للدكتور أمل الجمل، و"جهاد العامري يرسم غرناطة الحلم" ليوسف عبد العزيز، و«وليد نظامي يمحو الغربة بالرسم والألوان" لمحمد العامري. وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لباسم سليمان "إعجام" قصة قصيرة، وبلال المصري "قصتان قصيرتان"، ومحمد رفاعي "الضحى" قصة قصيرة، ورفعت عطفة "قصة من طفولتي" قصة مترجمة، إضافة إلى "أدبيات" من إعداد فواز الشعار، والزوايا والموضوعات الثابتة.