اعترف النقاد والأدباء المشاركون في ندوة القصة القصيرة أن غياب هذا النوع الأدبي في الجزائر راجع بالدرجة الأولى إلى عزوف النقاد والصحفيين عن الحديث عنها، مؤكدين أن حظ القصة لم يكن كبيرا كحظ الرواية في الجزائر وهو ما ساهم في تراجع هذا النوع الأدبي إلى مراتب متأخرة غير أن المحاولات الكثيرة لبعض رواد القصة في الجزائر فتح لها بصيص نور للعودة مجددا الى الساحة الأدبية بوتيرة بطيئة، مؤكدين أن الصحافة والنقاد لهم الدور الأكبر في إعادتها إلى الواجهة كما كانت في فترة السبعينيات. * السعيد بوطاجين يؤكد: الجزائريون لا يقرؤون قال إن نسبة المقروئية لا تتعدى ال 1 بالمائة تأسف الدكتور سعيد بوطاجين لتدني المقروئية في الجزائر مؤكدا أن الجزائريين لا يقرؤون أبدا واستدل بوطاجين بدراسة أكاديمية قام بها عبر تسع جامعات وطنية خلصت نتيجها الى تسجيل نسبة مقروئية لم تتعد الواحد بالمائة وهو رقم مرعب يدل على أن الطلاب في الجزائر لايقرؤون الكتب والروايات والأسوأ من ذلك أن الدراسة أكدت ان عددا كبير منهم لا يعرف ادباء الجزائر كمحمد ديب مثلا. وأضاف بوطاجين خلال تنشيطه لندوة ادبية ضمن فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الثانية والعشرين حملت عنوان "عودة القصة " أن الجزائري لا يقرأ لا الرواية ولا القصة ومن يعتقد أن الجزائري يقرأ الرواية فهو مخطئ، مؤكدا أن الأحكام التي تقول إن الرواية تغلبت على القصة في الجزائر غير صحيحة وغير مؤسسة على دراسات أكاديمية، مبيناأن فترة السبعينات عرفت هيمنة كبيرة للقصة القصيرة في بلادنا قبل ان تنسحب تدريجيا لتحل محلها الرواية ورغم ذلك لم تختف القصة بل التحول نحو كتابة النص الطويل دحرج القصة الى المرتبة الرابعة.
* الكاتب بشير خلف: القصة الجزائرية بخير أما الكاتب بشير خلف فقد حاول إنصاف القصة القصيرة مؤكدا في تدخله أنها الجنس الادبي الذي لايزال بخير في بلادنا معترفا أن هذا النوع الادبي صعب جدا جازما أن من يكتبون الرواية استعصت عليهم كتابة القصة، وأضاف ان القصة لم تنته من يومياتنا فحكايات الانسان منذ نشأته قصص يمكن تدوينها وأن العرب عرفوا القصص من خلال كتب قديمة كالبخلاء للجاحظ أو مقام الهمذاني، وأكد بأن القصة بخير بدليل أن هناك مسابقات عربية وعالمية تقام لاختيار أحسن القصص عبر العالم وتخصص لها جوائز قيمة سنويا. ومن جهتها أكدت الأستاذة القاصة والروائية ليلى حموتان في تدخلها أنها سعت من خلال القصة الى إيلاء أهمية للشخصية، وفي ذات الوقت محاولة متابعة التغيرات التي تحصل في البلد، كما اهتمت بقضايا مطروحة في مجتمعنا والتركيز على موضوع معين وقالت إنها انتقلت إلى الرواية لكنها تحن دوما للقصة القصيرة.
* الروائي محمد جعفر القصة القصيرة انسحبت من المشهد الأدبي الجزائري أكد الروائي محمد جعفر أن القصة القصيرة انسحبت من المشهد الأدبي الجزائري، مؤكدا أن عودتها تحتاج إلى الإجابة عن الكثير من التساؤلات والبحث عن طريقة تعيد لهذا الجنس الأدبي رونقه، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن القصة دون العودة إلى التاريخ، وطرح سؤالا حول إمكانية أن يكتب الأديب قصة قصيرة وأن يبدع فيها دون أن يعرف ماضي هذا الجنس الأدبي، مؤكدا أن مشكل القصة اليوم هو التبعية للدارج والمألوف والسارد، وأضاف قائلا إن القصة اليوم تعاني من العنف النقدي الأكاديمي وغيابها في الصحف ففي صحافتنا الجزائرية لا نجد مثقفا يهتم بالسرد كما أن الذهنية السائدة اليوم قلصت الإقبال على قراءة القصة القصيرة.
* الروائية والقاصة أمينة شيخ: بعض المجموعات القصصية مجرد خواطر أشارت القاصة والراوية أمينة شيخ إلى أن غياب القصة القصيرة ليس مشكلة ارقام أو إحصائيات بل المشكل في التجنيس ليس كل ما يكتب فوق غلافه قصة فهو قصة مؤكدة هناك بعض المجموعات القصصية هي مجرد خواطر، والأمر الثاني هو النشر عبر الفيسبوك والنقد عبر هذا الفضاء الأزرق واستسهال الأمر بشكل كبير، هناك عودة ونصوص جيدة جدا ولكننا بحاجة الى تمحيص وعمل جاد للصحافة الثقافية والنقاد الجزائرين وبالنسبة للنقد تعاني القصة من احتقار وتجاهل كبيرين من النقاد والصحافة، كما أن هناك مشكل النشر فالناشر يفكر مرتين قبل أن ينشر قصة وهمه الأكبر القارئ والجوائز. __________________________ * لقي ترحيبا من وزارة الثقافة الجزائرية اقتراح سعودي لإقامة ملتقى ثقافي جزائري سعودي سنوي قدم سعيد بن علي، ممثل وزراة الثقافة السعودية مجموعة من الاقتراحات لتفعيل التبادل الثقافي بين الجزائر والمملكة العربية السعودية وفي مقدمتها إقامة ملتقى ثقافي جزائري سعودي سنوي يعنى بتقديم موضوعات في الثقافة العميقة تعزز الترابط بين البلدين وتتيح مساحات ثقافية جديدة بين مثقفي البلدين، وقد لاقى اقتراح ممثل الثقافة السعودية موافقة مبدئية من وزير الثقافة عزالدين ميهوبي الذي رحب بالفكرة التي عززها سعيد بن علي بمقترحات أخرى تصب في فائدة مثقفي البلدين ومنها إقامة توأمة بين المدن الجزائرية والسعودية، وكذا تفعيل الزيارات والمبادلات الثقافية بين البلدين على مدار العام، وعدم اقتصارها على المناسبات للتعريف بالموروث الشعبي الذي يعكس الهوية الثقافية الخاصة بالسعودية والجزائر، ووضع خارطة للتعاون الثقافي المتبادل، كما دعا ممثل وزارة الثقافة السعودية إلى إقامة مهرجان شعري مشترك يقدم موضوعات في الثقافة العميقة، ويعزز الترابط ويتيح مساحات ثقافية جديدة وكذا مشاركة الترجمة والأدب المترجم بين السعودية والجزائر خصوصا أن الجزائر تتميز بالترجمة من اللغة الفرنسية والسعودية من اللغة الانجليزية وهو ما ينتج مشروعات تغذي المكتبة العربية وتساعد على تعزيز الاستضافة بين مثقفي ومبدعي البلدين من خلال المؤتمرات والملتقيات الأدبية وبيوت الشعر ومؤسسات الفنون والفكر. سهام حواس