اختارت مجلة "الاختيار" الأمريكية كتاب أستاذ الأدب المقارن بجامعة قطر، الدكتور «صبري حافظ» الذي يدور مضمونه حول موضوع تطوّر القصّة القصيرة العربية هذا العام ضمن قائمة أفضل الدراسات الأكاديمية، وفي تعليقه على موضوع الكتاب قال «صبري حافظ» إن هناك اهتماماً كبيراً بالرواية في عالمنا العربي، ولكنّ هذا الاهتمام لم يزح القصّة القصيرة عن مكانتها المهمّة في الثقافة العربية. قال صاحب كتاب "السعي لصياغة الهويات" بأن الاهتمام بالرواية في العالم العربي لم يُزح القصّة القصيرة عن مكانتها في الثقافة العربية، مشيرا إلى أنها تعاني التهميش في الغرب لصالح الرواية وتعاني انصراف الناشرين عنها لعدم تحقيقها مكاسب مثل الرواية، وقد امتدّ هذا التهميش إلى التنظير النقدي أيضا، حيث ازدهرت نظريات السرد التي تتناول الرواية، بينما عانت القصّة القصيرة من التجاهل في مجال التنظير النقدي، ويقول «حافظ» "تأتي أهمية كتابي من أنه يهتم بالتنظير لجنس القصّة القصيرة ويطرح نظرية نقدية جديدة له باعتباره الجنس الأدبي الذي يسعى عبره الإنسان للتعبير عن فرادته وصبواته الذاتية، وصياغة هُوّيات الجماعات المختلفة في كل مجتمع"، وتعليقا على التميّز العربي في مجال القص، يقول هذا الباحث "إن القصّة القصيرة هي الفن الأكثر ملاءمة للتعبير عن الإنسان الفرد وهمومه وأوجاعه وصبواته، وعن بحثه عن هويته وعن ذاته ومكانته في العالم، فالقصّة القصيرة هي التي تبلور احتياجات الأفراد باعتبارهم ممثلين لشرائح اجتماعية وعرقية وثقافية مختلفة، وهي التي ترسم قطع الفسيفساء الصغرى للّوحة الاجتماعية الأكبر، عكس الرواية التي تقدم الصورة الاجتماعية العامة ولا تهتم بالشظايا المستقلة من الفسيفساء الاجتماعية"، وبخصوص الترجمة وجهودها من وإلى الأدب العربي، قال «صبري» إنه حدثت طفرة في ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية الأوروبية خاصة بعد نيل الروائي «نجيب محفوظ» جائزة نوبل للآداب، فبعد أن كانت هناك ثلاثة كتب ل«نجيب محفوظ» مترجمة إلى الإنجليزية عام فوزه، أصبحت جميع رواياته الآن مترجمة إلى الإنجليزية، بما فيها الثلاثية التي لم تترجم لها إلا بعد فوزه بالجائزة، وتمت ترجمة العديد من الأعمال العربية إلى الإنجليزية، أما اللغة الفرنسية فالحال أفضل بالنسبة لها لأن هناك أكثر من 400 كتاب مترجم لكتاب عرب، معظمها في مجال الرواية والقصّة، وبعض الدواوين مُتاحة باللغة الفرنسية، مع أنها لم تكن تتجاوز 40 كتابا في عام 1975، وهو ما يدل على الاهتمام الذي أصبح الأدب العربي يحظى به لدى الغرب، وهناك أعمال عربية عديدة تُرجمت أيضا إلى الألمانية والإيطالية، ولذلك يمكننا الحديث عن وجود طفرة في ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى، ولكنها لا تقابل بطفرة مماثلة في الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية.