❊ الحكم على الوالي السابق للعاصمة في ثلاث قضايا ب4 و4 و5 سنوات سجنا نافذا أيدت غرفة الجنح بمجلس قضاء تيبازة، أمس، خلال جلسة استئناف، الأحكام الابتدائية السابقة القاضية ب4 و4 و5 سنوات سجنا نافذا، في ثلاث قضايا فساد متهم فيها والي العاصمة الأسبق عبد القادر زوخ. وجاء منطوق حكم الاستئناف حضوريا وعلنيا، بعد جلسة محاكمة جرت وقائعها يوم 6 فيفري، حيث التمست النيابة أحكاما تتراوح ما بين 10 و15 سنة سجنا نافذا في قضايا يتابع فيها أيضا أفراد من عائلة المدير العام الأسبق للأمن الوطني، عبد الغاني هامل ورئيس منتدى رجال الأعمال الأسبق، علي حداد، وكذا رجل الأعمال محي الدين طحكوت وعدد من أفراد عائلته. وجاء تأييد الأحكام في حق عبد القادر زوخ، المسجون حاليا، بعد إدانته شهر ديسمبر الماضي في قضايا الفساد الثلاث، من قبل المحكمة الابتدائية بتيبازة بعقوبات 4 و4 و5 سنوات سجنا نافذا مع مصادرة جميع ممتلكاته وغرامة مالية بقيمة واحد مليون دينار في كل قضية مع فرض عليه، في كل قضية، تعويضا بقيمة 10 ملايين دينار كتعويض عن الأضرار التي تسبب فيها للخزينة العمومية فضلا عن مصادرة جميع ممتلكاته وإقصائه من تقلد منصب سام أو الترشح لمنصب سياسي خلال خمس سنوات بعد نفاد عقوبته فيما تمت تبرئته من جنحة الرشوة. وتمت متابعة عبد القادر زوخ بصفته متهما رئيسيا في القضية المتعلقة بعائلة عبد الغاني هامل "زوجته وابنه شفيق وابنته شاهيناز" بصفتهم شهودا في هذه القضية، بتهم "التبديد العمدي لأموال عمومية من طرف موظف عمومي دون وجه حق" و"الاستعمال غير الشرعي لممتلكات وأموال عمومية عهد إليها بحكم وظيفته" و"إساءة استغلال الوظيفة أو منصب عمدا في إطار ممارسة وظيفته على نحو خرق القوانين والتنظيمات بغرض الحصول على منافع غير مستحقة لشخص أو كيان آخر". وبخصوص التهم الموجهة لوالي العاصمة الأسبق المرتبطة بعلي حداد، الرئيس الأسبق لمنتدى رؤساء المؤسسات، بصفته شاهدا في القضية، فتتعلق ب"منح امتيازات غير مبررة للغير" و"إساءة استغلال الوظيفة". وأما التهم الموجهة لزوخ في قضية طحكوت الذي مثل رفقة عدد من أفراد عائلته، بصفتهم شهود أيضا، فتخص جنح "منح عمدا للغير امتيازات غير مبررة عند إبرام صفقة وعقود مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمات، الرشوة في مجال إبرام الصفقات العمومية والعقود، تبديد أموال عمومية وإساءة استغلال الوظيفة من طرف موظف عمومي على نحو يخرق القانون، تعارض المصالح، منح إعفاءات ضريبية وتخفيضات دون مبرر قانوني في الرسم". وعن القضية الخاصة بأفراد من عائلة عبد الغاني هامل، فتعود وقائعها لمطلع سنة 2014، لما استفاد أفراد من عائلة المدير الأسبق للأمن الوطني عبد الغاني هامل، من امتيازات، منها عقار بمساحة 7128 متر مربع بمنطقة باب الزوار استفادت منها ابنته شاهيناز، لإنجاز مركز تجاري وفندق، دون تجسيد المشروع ودون دفع مستحقات الإتاوات لفائدة إدارة أملاك الدولة وكذا دون دفع مستحقات الوكالة العقارية في أشغال تهيئة المنطقة. كما استفادت زوجة عبد الغاني هامل بفضل تدخلات والي العاصمة، من تسعة محلات تجارية بمساحة 824 متر مربع بأولاد فايت بالجزائر العاصمة، بسعر زهيد يقدر ب 22 ألف دينار للمتر الواحد في حين تم بيع محلات في نفس الحي ب120 ألف دينار وهو حي تابع لديوان الترقية والتسيير العقاري. واستفاد من جهته، ابنه شفيق من سكن عمومي إيجاري من فئة أربع غرف بحي مختار زرهوني "المحمدية" بالجزائر العاصمة دون ملف قاعدي ودون وجه حق، واستفادت أخته شاهيناز أيضا من سكن اجتماعي تساهمي بأولاد فايت، دون وجه حق أيضا. أما تورط الوالي السابق في قضية علي حداد، فخلص تحقيق المفتشية العامة للمالية إلى تسبب المتهم في "خسارة كبيرة للعقار الفلاحي والصناعي والسياحي وكذا خسائر مالية معتبرة للخزينة العمومية" مع ثبوت وجود خروقات ومخالفات صريحة لقوانين تسيير أملاك الدولة والاستثمار في تسعة ملفات "استثمارية" ظهرت فيما بعد أنها مشاريع "وهمية" لم يجسدها علي حداد على أرض الواقع. ومنحت لحداد مساحات "خيالية" أبرزها قطعة أرضية بمساحة أزيد من 39.300 متر مربع أي ما يعادل 174 هكتار بمنطقة واد السمار لإنشاء مركب صناعي بمنطقة هي في الأصل مخصصة لاحتضان حديقة، وهو ما يتنافى مع قانون تخصيص الأوعية العقارية فيما لم يتم تجسيد المشروع، وتحوّل المركب لإنتاج الزفت وركن الآليات وتسبب في خسارة قدرت ب133 مليار للخزينة العمومية لبلدية الحراش. كما استفاد علي حداد من دون وجه حق من عدة قطع أرضية بإقليم بلدية حسين داي وعين البنيان والدار البيضاء إلى غيرها من المناطق الأخرى، منها مساحة بأزيد من 16 ألف متر مربع بحسين داي فضلا عن استيلائه على عدة قطع أرضية فلاحية منها 30 ألف متر مربع استعمل لإنجاز مركب رياضي لفائدة فريق اتحاد العاصمة. أما بخصوص منح عبد القادر زوخ امتيازات لفائدة، محي الدين طحكوت وعدد من أفراد عائلته، فيتعلق الأمر بإصدار 15 قرار حق امتياز للاستثمار في عقارات واقعة بالجزائر العاصمة تتراوح مساحتها ما بين 2025 و93 ألف متر مربع، شوبتها خروقات قانونية ودون وجه حق ودون تجسيد لمشاريع وعدم تسديد مستحقات الإتاوات لإدارة أملاك الدولة وعدم تسديد مستحقات الوكالة العقارية الخاصة بأشغال تهيئة المنطقة.