تتجه الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس، جو بايدن، نحو مراجعة اعتراف ترامب بسيادة المغرب المزعومة على الأراضي الصحراوية المحتلة مع احتمال قوي للعودة لطرح خطة جيمس بيكر للسلام من جديد. ونقل موقع صمود الصحراوي عن صحيفة "هاريتس" الصهيونية، تأكيد الباحث المغربي علي العلاوي على إمكانية سحب الإدارة الأمريكية الجديدة إعلان ترامب وقيامها "بتحدي الرباط والمساعدة في تحرير الصحراء الغربية". وأكد الباحث المغربي أنه وفي إطار البحث عن حل وسط لقضية الصحراء الغربية ستعيد إدارة بايدن إحياء خطة بيكر الداعية إلى تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية والمعروفة بخطة السلام لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية التي قدمها أمام مجلس الأمن الدولي عام 2003. وأضاف العلاوي أن إدارة الرئيس بايدن ولكي تفي بوعدها بالتمسك بالقيم الديمقراطية "عليها أن تعلن بحزم أن الحل الديمقراطي في الصحراء الغربية ليس ضروريا فحسب، بل حتميا ويجب أن يحدث ذلك قريبا قبل تفاقم الحرب". أشار الباحث في مقاله المنشور في الصحيفة العبرية الى أن "جبهة البوليزاريو تبقى الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي، مثلما أكدت عليه قرارات الأممالمتحدة والتي اعتمدتها طرفا رئيسيا في البحث عن حل سياسي عادل ودائم ونهائي لمسألة الصحراء الغربية". وحذّر العلاوي من أن يؤدي إعلان ترامب إلى زيادة "تعنت المغرب وتهديد أي دور مستقبلي للولايات المتحدة وتقويض القانون والمؤسسات الدولية بما في ذلك بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة". ودعا "الولاياتالمتحدة إلى أن توضح للمغرب بأنها ستعود إلى السياسة الخارجية المعيارية وأن علاقاتها الثنائية لن تقوم على المصلحة والروابط غير المتوافقة بل على العدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي"، موضحا "التزام الولاياتالمتحدة بإنهاء الاستعمار المؤجل إلى ما لا نهاية لأكبر منطقة خاضعة للقهر في العالم". وتأتي جملة التقارير الإعلامية التي تحتمل توجه إدارة بادين نحو مراجعة اعتراف ترامب بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، غداة تعهد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ب"النظر عن قرب" إلى مسألة الصحراء الغربية، في رده على رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جيمس إينهوف، الذي أراد معرفة رأيه بخصوص تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، مؤكدا أن هذا الملف "سيكون من بين المسائل التي سينظر فيها". وكان إينهوف، أعرب عن "صدمته وخيبة أمله" إزاء قرار ترامب مذكرا بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعترفت منذ عقود بالحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره من خلال إجراء استفتاء حرّ ونزيه وأن الولاياتالمتحدة أيدت هي الأخرى هذه السياسة وعملت من أجل تنظيم الاستفتاء. كما سبق ل27 عضوا من مجلس الشيوخ الأمريكي أن طالبوا الرئيس، جو بايدن بالتراجع عن إعلان ترامب، الذي اتخذه في 11 ديسمبر الماضي وإعادة واشنطن إلى التزامها بإجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي بقناعة أن القرار "المفاجئ" "قصير النظر ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية التي عرفت بها ما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الإفريقية".