قفزت أسعار النفط بأكثر من 2% أمس، مسجلة أعلى مستوياتها في نحو 14 شهرا، بعد أن اتفقت "أوبك" وحلفاؤها على عدم زيادة المعروض في أفريل المقبل، حيث ينتظرون تسجيل تعافي أكبر في الطلب. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1,52 دولار أو 2,3% إلى 68,26 دولارا للبرميل بحلول الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1,30 دولار أو 2 % إلى 65,13 دولار مع استمرار كلاهما في مسار تحقيق مكاسب أسبوعية. وصعد كلا العقدين بأكثر من 4% أول أمس، بعد أن مدّدت دول "أوبك+" قيود إنتاج النفط حتى أفريل القادم، ومنحت روسيا وكازاخستان إعفاءات صغيرة. من جانبها أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط، أمس، عن ارتفاع سعر سلة خاماتها يوم الخميس إلى 64,26 دولارا للبرميل مقابل 62,15 دولارا للبرميل يوم الأربعاء. وكان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب قد أكد، أول أمس، قرار إبقاء "أوبك+" على مستوى إنتاجها الحالي، إلى غاية نهاية أفريل المقبل، في تدخله عقب الاجتماع الوزاري 14 للمجموعة المنعقد عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد. وأوضح الوزير أنه تم الاتفاق على تمديد نفس مستويات الإنتاج التي كانت في جانفي، أي 7,2 مليون برميل في اليوم "بسبب الشكوك الحائمة حول تطوّرات سوق النفط الذي لازال دائما متأثرا بجائحة كوفيد-19". وبلغت نسبة الامتثال الشامل لاتفاق تحديد الإنتاج 105% في جانفي الماضي، حسب الوزير الذي اعتبرها نسبة "إيجابية جدا" تثبت "التزام كل البلدان الموقعة على إعلان التعاون بتعزيز جهود استقرار أسعار النفط". وقال إن كافة البلدان المشاركة في الاجتماع الوزاري 14 ل«أوبك +"، ترى ضرورة متابعة جهود تخفيض انتاج النفط بالمستويات المقررة في بداية السنة، قصد التوصل إلى استقرار الأسعار وتخفيض مستويات المخزونات النفطية العالمية. في هذا الشأن، تطرّق الوزير إلى التقارير التي أعدتها لجان الخبراء التقنيين التي تدعو إلى "الحيطة" و«الحذر" بشأن تطوّرات سوق النفط على المديين القصير والمتوسط، لاسيما بسبب استمرار جائحة كوفيد-19 التي نجم عنها تعليق النقل الجوي والبري في العالم. وقال إن "النقل الجوي الدولي متوقف بنسبة تقارب 50% ونفس الحالة بالنسبة للنقل البري، ما يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط وبالتالي علينا أن نكون حذرين أكثر خاصة مع المتحور الجديد للفيروس". العامل الآخر الذي أخذته بعين الاعتبار بلدان "أوبك+" في قرار تمديد اتفاق الخفض إلى غاية نهاية أفريل المقبل، يكمن في النسبة الضعيفة للتلقيح ضد فيروس كورونا، يضيف السيد عرقاب الذي أشار إلى أن هذه النسبة بلغت لغاية اليوم 2%فقط على المستوى الدولي، مبرزا الجهود التي تقوم بها بلدان "أوبك" والتي مكنت إلى الآن من رفع أسعار البرميل إلى نفس المستوى المسجل في نهاية سنة 2019. وفيما يتعلق بحصة إنتاج النفط الجزائري، أكد أنه يتم الإبقاء عليها في مستوى 876 ألف برميل يوميا، مذكرا أن الجزائر تحترم "تماما" مستوى إنتاجها الذي حددته المنظمة. وقال محللون في المجال إن "أوبك +" اتبعت نهجا حذرا واختارت زيادة الإنتاج بمقدار 150 ألف برميل فقط يوميا في أفريل، بينما كان المشاركون في السوق يتطلعون إلى زيادة 1,5 مليون برميل يوميا. حيث شكل قرار السعودية ابقاء انتاجها في نفس المستوى "مفاجأة" بالنسبة للمتابعين. وينتظر أن تعقد الاجتماعات القادمة للجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق "أوبك+" والاجتماع الوزاري يومي 5 و6 أفريل المقبل، من أجل تقييم حالة السوق والنظر في القرارات التي يجب اتخاذها. ورفع بنك غولدمان ساكس المتخصص في الطاقة، توقعه لسعر خام برنت للربعين الثاني والثالث للسنة الجارين، بخمسة دولارات للبرميل، بعد أن أبقت "أوبك" وحلفاؤها اتفاقهم لخفض الإمدادات دون تغيير. وقال البنك إن "انضباط منتجي النفط الصخري" على الأرجح وراء زيادة إنتاج المجموعة بوتيرة أبطء، مشيرا في مذكرة أصدرها، أول أمس، إلى أنه يتوقع أن تبلغ أسعار برنت 75 دولارا للبرميل في الربع الثاني، و80 دولارا للبرميل في الربع الثالث من 2021. واعترف البنك أن استراتيجية إمدادات أوبك "ناجحة" بسبب ما وصفه ب«عدم توقعها وفجائيتها". وأوضح في هذا الصدد "نعتقد أنه من الواضح حاليا أن "أوبك+" في الحقيقة تنتهج استراتيجية سوق النفط التي تتسم بالشح، فيما يشير ميزان العرض-الطلب، المحدث لدينا إلى أن مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تنخفض لأدنى مستوياتها منذ 2014 بحلول نهاية العام الجاري".