❊ الإشادة بمبادرات رئيس الجمهورية لإحياء الذاكرة الوطنية ❊ مواقف الشعب الجزائري مستلهمة من العقيدة الوطنية ورسختها الثورة التحريرية ❊ الموروث الوطني أنتج عبقرية الأجيال السابقة في شتى المجالات أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، أمس، أن مواقف الشعب الجزائري "ثابتة" لأنها مستلهمة من العقيدة الوطنية ورسختها الثورة التحريرية، مشيرا إلى أن هذا الشعب "عاقد العزم على ألا يحيد عن هذه المواقف مهما كلفه الأمر من تضحيات". وقال الفريق شنقريحة، الأربعاء، في كلمة خلال إشرافه على افتتاح أشغال ندوة وطنية بعنوان "الذاكرة والوحدة الوطنية"، إن "جزائر الشهداء لا تقبل الابتزاز وأن مواقفها المبدئية ثابتة كالجبال لا تتزحزح، لأنها مستلهمة من عقيدتها الوطنية الثورية ومن وحدتها الوطنية الصلبة، التي ختم عليها بدماء الملايين من الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم إبان المقاومات الشعبية الباسلة وخلال ثورة نوفمبر المجيدة وكذا أثناء كفاحنا البطولي، الذي نجح في إفشال مشروع زرع جرثومة الإرهاب في أرض بلادنا الطاهرة". وأضاف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمته، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، والتي تابعها إطارات ومستخدمو الجيش الوطني الشعبي عبر تقنية التحاضر عن بعد، بأن الشعب الجزائري "عاقد العزم على ألا يحيد عن هذه المواقف، مهما كلفه الأمر من تضحيات"، مشيرا إلى أن "هذا الرصيد القيمي الثري يمثل دون أدنى شك صمام أمان وحدتنا الوطنية ومنارة مسيرتنا المظفرة". كما حرص الفريق شنقريحة على "التذكير والإشادة بمختلف مبادرات السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطن، لإحياء الذاكرة الوطنية، من أجل بناء شخصية المواطن الجزائري الواعي بقيمه الحضارية والفعّال في مجتمعه"، فضلا عن ترسيم يوم 8 ماي من كل سنة يوما وطنيا للذاكرة وكذا استعادة عدد معتبر من رفات شهداء المقاومات الشعبية، في انتظار استرداد الجزء المتبقي من الذاكرة الوطنية. واستطرد الفريق قائلا بأن "كل هذه المساعي النبيلة، لكفيلة بإحياء الذاكرة الوطنية من خلال بعث الوعي بالتاريخ الوطني وترسيخ الانتماء الحضاري، بما يحصن الفرد الجزائري من تأثيرات البدائل التي تقدم عبر مختلف الوسائل ويرسخ أقدام الجزائر في محيطها الطبيعي بأبعاده التاريخية والجغرافية والثقافية الأصيلة". وأكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بأن "كل هذه الأبعاد تمثل الثوابت الوطنية التي كرستها ثورة نوفمبر المجيدة والتي في إطارها فقط يحفظ أمننا الوطني واستقرارنا ونتمكن من بلوغ أهداف مسيرتنا الواعدة المتمثلة في بناء دولة قوية، حاضرة في محافل المجتمع الدولي". وأضاف قائد الأركان في هذا الخصوص بأن "هذا المشروع المتعلق بإحياء الذاكرة وتوظيفها هو مشروع وطني يتطلب تضافر جهود كل قطاعات الدولة من تربية وثقافة وتعليم عالي وإعلام وشؤون دينية، حيث تتكامل الأدوار مع ما تؤديه الأسرة، باعتبارها الخلية الأولى في المجتمع وبذلك نضمن بناء شخصية المواطن الواعي بقيمه الحضارية والفعّال في مجتمعه". وحيا الفريق شنقريحة المجاهدين الذين حضروا الندوة، مشيرا إلى أن هؤلاء الأمجاد "طعموا الذاكرة الوطنية بأنبل القيم ووضعوا في متناول الأجيال الجديدة دروسا وعبرا ومرجعيات أصيلة، كفيلة بصون الأمانة وتحقيق رقي الأمة وازدهارها". كما تقدم الفريق بتهانيه الحارة بمناسبة عيد النصر وشهر الشهداء، إلى جميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وإلى الشعب الجزائري برمته، متضرعا إلى الله العلي القدير أن يتغمد برحمته الواسعة شهداء المقاومات الشعبية وشهداء ثورتنا التحريرية المجيدة وشهداء الواجب الوطني والمجاهدين المتوفين وأن يحفظ الأحياء منهم ويمدهم بالصحة والهناء. وخاطب رئيس أركان الجيش متابعي الندوة قائلا "لقد ارتأينا تنظيم هذه الندوة تحت عنوان: "الذاكرة والوحدة الوطنية" بهدف التطرق إلى الموروث الوطني، ما أنتجته عبقرية الأجيال السابقة في شتى المجالات وما أقرته المجتمعات التي تعاقبت على هذا الفضاء الجغرافي من سنن وأعراف والانعكاسات الإيجابية لهذا الموروث على الوحدة الوطنية أرضا وشعبا، بالرغم مما تعرضت له عبر مسارها الضاربة جذوره في أعماق التاريخ". للإشارة حضر الندوة وزراء كل من الاتصال والتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والفنون والأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، فضلا عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني بالنيابة وقادة القوات وقائد الناحية العسكرية الأولى ورؤساء الدوائر والمديرين ورؤساء المصالح المركزية بوزارة الدفاع الوطني وبأركان الجيش الوطني الشعبي. وخلص البيان إلى أن فعاليات الندوة تواصلت بمتابعة مجموعة من المداخلات التي ترمي في مجملها إلى "التحسيس بالتداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن إهمال الذاكرة الوطنية والتخلي عن الحفاظ عن الخصوصيات التي مكنت الأمة من التشكل والتطوّر عبر الحقب، من خلال بعث الاهتمام بالمرجعيات التي تختزنها الذاكرة الوطنية وإبراز أهمية الذاكرة في الحفاظ على الوحدة الوطنية وانسجام المجتمع"، فضلا عن "تسليط الضوء على منظومة القيم التي رسختها ثورة نوفمبر المجيدة".