أكد منسق اللجنة الوطنية السياسية لمراقبة الانتخابات السيد محمد تقية أمس أن الحملة الانتخابية كانت ناجحة وسارت بطريقة جيدة، حيث لم تتعثر ولم يحدث أي جدل منذ انطلاقها باستثناء بعض الهفوات التي سجلت بسبب عدم اتصال بعض المترشحين مسبقا باللجنة أثناء تنظيم التجمعات في إطار تنشيط الحملة. وأوضح السيد تقية أن الحملة سارت سيرا حسنا طيلة تسعة عشر يوما وأن المترشحين تمكنوا من عرض برامجهم وأفكارهم ودعوة الناخبين للتصويت دون أية عراقيل تذكر وأن الاحتجاجات التي أثارها البعض هي احتجاجات بسيطة لا يتجاوز عددها سبعة احتجاجات اغلبها عبارة عن طلبات تدخل من اللجنة. وأرجع المتحدث خلال نزوله، أمس، ضيفا على القناة الإذاعية الأولى طلبات التدخل التي تقدمت بها بعض الأحزاب الى سوء الاتصال مثلما حدث مع المترشح الحر محمد السعيد بقاعة الأطلس بباب الواد وجيجل وعنابة حيث تدخلت اللجنة لإنهاء المشكل كما فعلت أيضا مع شكاوى تقدمت بها مرشحة حزب العمال لويزة حنون بسبب مشاكل اعترضتها عند وصولها لوهران وتمنراست لتنشيط الحملة. واعتبر أن الشكاوى التي تم تقديمها أمام اللجنة لم تؤثر على سير الحملة التي أثيرت خلالها أيضا قضية الملصقات التي دار حولها الكثير من الكلام، حيث لم تقصر اللجنة حسب منسقها بهذا الجانب وقامت بسبع مداولات حول هذه النقطة وأرسلتها للجهات المعنية، مذكرا في هذا الصدد بأن مناضلي المترشحين لم يقوموا بواجباتهم باستثناء لويزة حنون ولم يظهروا في الساحة لمراقبة الملصقات رغم أن وضع الملصقات في غير أماكنها يعتبر عفويا -كما قال- ويعبر عن نوع من الميول، كما انه لا يمس بمصداقية العملية الانتخابية. من جهة أخرى؛ أشار منسق اللجنة الوطنية السياسية لمراقبة الانتخابات الى التجاوزات اللفظية التي استعملها بعض المترشحين والتي مست الأشخاص وثوابت ورموز الدولة رغم أن ذلك يعد إخلالا بالقاعدة المعمول بها في الحملات الانتخابية ولا يصنف ضمن الحريات، مذكرا في هذا الإطار أن التغيير يكون بعرض البديل والأفكار القوية في مختلف الميادين وليس بالتهجم على الغير والجحود ونكران الجميل وإثارة الحقد. وفي تقييمه للخطاب السياسي ومستوى إدارة الحملة الانتخابية من قبل المرشحين، أوضح السيد تقية أن هناك نقصا كبيرا في إدارة الحملة بسبب قلة التجربة عند البعض وعدم التحضير المسبق من قبل المرشحين أنفسهم، مؤكدا على ضرورة تحرك النخب في هذا المجال والاستفادة من القدرات والإطارات الجامعية للاستثمار في الحملة بالإضافة الى استحداث مركز للدراسات وصبر الاراء للارتقاء بمستوى الحملة. وفي سياق متصل؛ اكد السيد تقية أن المراقبين الدوليين الذين استقبلتهم اللجنة وبلغتهم دورها على المستوى الوطني أعربوا عن ارتياحهم للديمقراطية في الجزائر وأن انطباعاتهم كانت جيدة عن الحملة كما أوضحوا طبيعة عملهم ومهمتهم التي سيقومون بها خلال هذه الفترة بالجزائر. ووصف المتحدث تغطية الحملة الانتخابية من قبل وسائل الإعلام بالجيدة، حيث ساهمت فيها كل الصحف ووسائل الإعلام السمعية البصرية التي تابعت خطابات المرشحين بإنصاف. من جهتهم؛ أكد أساتذة جامعيون ومحللون سياسيون على ضرورة رفع مستوى النقاش خلال الحملات الانتخابية، مشيرين إلى تركيز بعض المرشحين على الجانب الاجتماعي وإفراطهم في ذلك مقابل إهمال بعض النقاط الأساسية وجوانب قد تستقطب الناخبين موضحين أن النقاش خلال الحملة لم يرق إلى مستوى تغيير القناعات.