كشفت الحصيلة الأولية للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء (سي تي سي) التي باشرت مصالحها أشغال الاستكشاف والتصنيف، ببجاية، عن تضرر أزيد من 300 بناية، ما بين بنايات فردية وجماعية وهياكل عمومية، بدرجات متفاوتة الخطورة عقب الزلزال الذي ضرب الولاية ليلة الأربعاء إلى الخميس الفارطين. وقد أثرت الهزات الأرضية التي تعاقبت منذ الساعة الثامنة والنصف مساء، لاسيما الهزة الأرضية القوية التي ضربت الولاية على الساحة الواحدة و5 دقائق وبلغت شدتها 5,9 درجات على سلم ريشتر، على البنايات، لا سيما ببعض الأحياء العتيقة، غرار البناية الواقعة بشارع فطيمة غير بعيد عن ثانوية ابن سينا والبريد المركزي والتي انهارت بالكامل. أما البنايات التي لم تنهار فقد شهدت تصدعات وتشققات، بالإضافة إلى سقوط الجدران الداخلية والواجهات، بفعل قوة الزلزال الذي أحدث حالة من الهلع لدى المواطنين القاطنين بالأحياء المتضررة والذين كانوا يخشون منذ عدة عقود كارثة محتملة. وتتمركز البنايات الهشة في كل الأحياء العتيقة، انطلاقا من ساحة مجاهد إلى سيدي والي مرورا بباب اللوز وباب الفوكة وحومة كرامان وأميمون، التي لا تزال معرضة للخطر. في سياق متصل، كشفت مصالح الولاية عن تأثر أزيد من 5 مساجد و20 مؤسسة تعليمية من الزلزال، ما أدى إلى تعليق نشاط هذه المؤسسات، لاسيما ثانوية الحمادية التي تضم ما يقارب 1800 تلميذ، والتي ستقوم بتأجيل استئناف الدراسة اليوم بعد نهاية عطلة الربيع. وأعطى وزير الداخلية مهلة تقدر ب10 أيام لإعادة ترميم الثانوية واستقبال التلاميذ في أحسن الظروف، حيث يتم لهذا الغرض، اطلاق مناقصة ل15 ولاية من شرق الوطن بغية تقديم المساعدة للمسؤولين عن الورشة. كما يتعلق الأمر بالمؤسسات التعليمية الأخرى التي سيتم ترميمها فور انتهاء تقييمات الخبراء. ومن المقرر أن تنطلق أشغال الترميم سريعا، بعد التزام الشركات المجندة بتدوير فرقها 24 ساعة على 24 ساعة.