يواجه مكتب بريد باش جراح ضغطا شديدا، نتيجة الإقبال الكبير للمواطنين الذين يقصدونه يوميا، باعتباره المرفق البريدي الوحيد الذي يجمع بين بلديتين - باش جراح وبوروبة - ويتموقع بين أكبر المراكز التجارية على مستوى العاصمة، فضلا عن قربه من السوق البلدي والأسواق الفرعية الأخرى، التي يقصدها يوميا الآلاف من المتسوقين من مختلف الأحياء التابعة للبلديات المجاورة··· وأمام كل هذه المشاهد التي تتكرر على امتداد أيام الأسبوع، يجد الفريق العامل بالمكتب البريدي، صعوبات جمة في تقديم الخدمات، جراء الضغط الذي يفرضه هذا الإقبال، وتؤكد الأرقام أن العمليات الحسابية التي يقوم بها المكتب يوميا تفوق الأربعة آلاف عملية، فضلا عن تمكين أكثر من 200 مشترك من التقرب من المكتب لصرف أموالهم بواسطة صكوك النجدة يوميا أيضا· والملاحظ أن القابض وأمام نفاد الأموال الذي يتسبب فيه هذا السيل الجارف من الوافدين على مكتب البريد، يضطر شخصيا للتعامل مع محافظ الشرطة للتمويل من البريد المركزي لحسين داي، وبالتالي توفير السيولة الكافية، تأمينا لمصلحة الزبون حتى لا يعود هذا الأخير دون الحصول على حاجته· وبالمقابل، أبدى الكثير من الزبائن رضاهم عن الخدمات التي تقدم لهم، خاصة المتقاعدين والمنتمين إلى الأسلاك المشتركة من الموظفين العموميين والفئات الأخرى من المجاهدين وذوي الحقوق، وكذا ذوي الحاجات الخاصة ممن يقصدون المكتب في تواريخ معلومة من شهور السنة، والذين يجدون كل الترحاب في كل الأوقات، وهي شهادة يعتز بها كل العاملين وفي مقدمتهم القابض، الذي يحرص على متابعة ما يدور في مكتب البريد على امتداد ساعات العمل اليومية· ويؤكد السيد يوسف شطابي قابض مكتب باش جراح، أن التوافد الكبير الذي يعرفه هذا المرفق، كثيرا ما يتسبب في نفاد الأموال بسرعة مذهلة ويكون أيضا وراء استهلاك بعض الوثائق المستعملة في التعامل المباشر مع الزبائن، وعليه، تجده كثير الحرص على توفير كل ما يحسن الخدمة ويقرب مصالح وموظفي المكتب من المواطن· أما آراء المواطنين الذين يقصدون المكتب، فتشير إلى أن الخدمات الجيدة التي يستفيدون منها بمكتب بريد باش جراح، تعفيهم من الذهاب للبحث عنها خارج بلديتهم، غير أنهم يشكون ضيق المقر، الذي لا يمكنه وفي كل الحالات استيعاب تلك الأعداد الكبيرة للوافدين عليه، وربما يكون ذلك هوالسبب المباشر في امتعاض البعض·