يعيش سكان بلدية باش جراح هذه الأيام حالة من الهستيريا نتيجة سيطرة العصابات التي حولت أجواء الطريق الشعبي للمدينة إلى نوع من مسلسلات العنف بدأت حلقاته في اليوم الأول من رمضان، حيث أبيحت كل أنواع الأسلحة بما في ذلك السيوف و السهام، وأطلق العنان للسرقة ، والشجار وممارسة كل ما هو مخالف للقانون، في ظل غياب الأمن . كل شيء يكون على ما يرام بالشارع المؤدي الى المركز التجاري الجديد بباش جراح موقع الأروقة الجزائرية سابقا مرورا بمكتب البريد لباش جراح و سوق "مولود بزنيس" في الظهيرة حيث تمتزج صيحات بائعي الخضر الفواكه بصيحات المواطنيين المقبلين من مختلف بلديات العاصمة على اعتبار أن سوق باش جراح معروفة بانخفاض أسعارها، ووفرة كل متطلبات شهر رمضان .وما يسهل الحركة داخل السوق هو أن أعوان الأمن الذين يمارسون لعبة القط و الفأر مع التجار الفوضويون، استطاعوا طيلة الظهيرة من منع البعض من التجار من اكتساح الأرصفة و الشوارع. لكن في حدود الساعة الرابعة مساء يتغير كل شيء، حسب مايصفه بعض المواطنين، إذ يتحول الوضع إلى فوضى وإكتظاظ بعودة التجار غير الشرعيين للأرصفة و الطرقات، مستغلين فرصة انصراف أعوان الأمن من مطاردتهم، إلى جانب وجود "الدلالة" الذين يفضلون هم أيضا الفترة المسائية لبيع الذهب . وهنا تكثر حالت السرقة ويكثر الشجار، إذ يلجأ اللصوص لفنيات مختلفة لإصطياد فريستهم فمثلا "يلقون بمادة المايونيز على المارة لشد انتباههم ثم يسرقون هواتفهم النقالة أو حقائبهم اليدوية وإن كان أغلب الضحايا نساء فإن الرجال هم أيضا لم يسلموا من السرقة و الاعتداءت، فعلى حد تعبير أحد الشباب " واحد غريب عن باش جراح خلات عليه إذا دخل هذا الشارع " وفي السياق نفسه يقول أحد الزبائن المتعود على قضاء حاجاته بأسواق باش جراح" في بعض الأحيان أتخيل بأنني أشاهد حلقات المسلسل السوري الكواسر.. كل شي مباح هنا السيوف، السهام ..."وأضاف قائلا " أنا أفضل هذا السوق على كل الأسواق الأخرى المتواجدة بالعاصمة، لكنني بالمقابل أستعين بعصى البيز بول للدفاع عن نفسي في حالة ما إذا تعرض لي أحد الشباب ..." . وتقول الآنسة "أ" المقيمة جوار سوق"مولود بزنيس" إنهم عصابات يبيحون كل أنواع الشجار بدون رحمة ولا شفقة، أول أمس فقط شاهدت شابين يتصارعان على الغنيمة التي سرقوها بالسلاح الأبيض، حتى أردى أحدهم الاخر مجروحا ...ولا أحد يتدخل " وأضافت "أمس أيضا نشب شجار بين بعض الشباب ففر أحدهم هاربا قبل أن يلاحقه آخر بواسطة سهم كاد على إثره أن يصيب شيخا طاعنا في السن، وطفل في 15 من عمره" . سيدة أخرى تصرح قائلة "أنا أفضل قضاء حاجاتي في الصباح لكي أتفادى ما يحدث بالسوق في الفترة المسائية" من جهتهم اشتكى عدد من السكان المقيمين بالقرب من الشارع الرئيسي لباش جراح الفوضى التي ميزت شوارعهم، والتي أدت إلى غلق كل المنافذ للإتحاق بمنازلهم ، حتى حضائر السيارات لم يعد لها دور بعد أن اكتسحها التجار والزبائن في آن واحد، مطالبين بتدخل السلطات لوضع حد للفوضى السائدة هناك. في سياق آخر فإن بعض المواطنين الذين يقصدون سوق باش جراح تنتابهم هذه الأيام تخوفات كبيرة بشأن انتشار بعض الإشاعات مفادها وجود قنابل موقوتة بمركز السوق،حيث عاش البعض منهم حالة من الهلع قبل يومين بسبب انتشار خبر مفاده وجود قنبلة تقليدية بمحافظة الشرطة لباش جراح التي قام بتفكيكها أعوان الأمن. يذكر أننا حاولنا مرارا الإتصال برئيس البلدية لكنه لم يكن موجودا على حد تعبير السكرتيرة. سليمة حمادي