نال المخرج الجزائري عبد الرحمن حراث تنويها خاصا عن شريطه "جميلة في زمن الحراك"، في النسخة السابعة لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي اختُتم مانحا الفلسطيني إياد الأسطل والسوري أنس زواهري، جائزتين ذهبيتين عن أفضل فيلمين قصيرين. الفيلم القصير الذي سبق أن افتك المرتبة الأولى في مسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير من بين 10 أفلام، تم انتقاؤه من ضمن 386 فيلم شارك في هذه المسابقة الدولية. صُور بولاية عنابة خلال الحراك الشعبي، من أجل إيصال صوت المرأة ممثلة في السيدة "جميلة"، المرأة التي تعيش بلا مأوى. ويوضح حراث أن شخصية جميلة حقيقية في الواقع، وهي امرأة يعرفها المخرج منذ سنوات بالمنطقة التي يقطن فيها، وتتخذ مكانا بالحي للنوم. الاسم الحقيقي للبطلة هو "ديدي مبروكة"، وينادونها في الشارع باسم جميلة. كانت تزاول حياتها بصفة طبيعية في سنوات التسعينات، لتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد وفاة زوجها، وتجد نفسها بين الأزقة والشوارع لسنوات طويلة بدون أن يعرف أي شخص حقيقتها. وقد لوحظت مشاركتها المتكررة في الحراك، لتتحول إلى وجه معروف خلال المسيرات الشعبية. وقد تم تصوير أغلب لقطات الفيلم ليلا، لرصد الواقع الذي تعيشه جميلة، التي تمكنت من العيش وفرض نفسها والتعبير عن رأيها، رغم واقعها المرير بدون مأوى، وهو ما قدّم صورة حية، أعجبت بها لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة، والتي ظفر الفيلم، من خلالها، بالمرتبة الأولى. وكان المخرج عبد الرحمان حراث أخرج أول فيلم قصير بعنوان "آسف"، بمشاركة نجوم جزائريين، منهم الممثلة بهية راشدي ورشيد بن علال. ونال جائزة "العناب الذهبي" لأحسن فيلم قصير في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، إلى جانب فيلم "حب الشيطان" الذي عُرض بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الأولى. وعُرض أيضا ضمن حملة وُجهت مداخيلها لصالح علاج شاب مريض. كما عُرض الفيلم في المركز الثقافي الجزائري بباريس. وفاز المخرج سابقا بجائزة "البانورما" للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، وجائزة "السنبلة الفضية" لأحسن سيناريو بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بسطيف، وجائزة أحسن إخراج بالأيام السينمائية للفيلم القصير والوثائقي في ولاية مستغانم، وجائزة "النجمة الذهبية" لأحسن عمل سينمائي ضمن الأيام السينمائية الشبانية بولاية عنابة، ثم الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم التربوي بالدار البيضاء في المغرب. كما شارك حراث ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان السينمائي الدولي بالقدس، والمسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب عرض أفلامه في فرنسا ولوكسمبورغ. للإشارة، في النسخة السابعة من المهرجان الذي أقيم في "مركز الحرية والإبداع" في مدينة الإسكندرية، انتزع فيلم "كرة العكاكيز" للفلسطيني إياد الأسطل، الجائزة الذهبية للمهرجان، متشاركا مع السوري أنس زواهري عن فيلم "يوم عادي جداً"، ضمن فئة أفضل فيلم "روائي قصير". وحصد اللبناني نيكولا فتوح ذهبية أفلام التحريك عن شريطه "كيف تحولت جدتي إلى كرسي". وكانت الدورة السابعة من المهرجان شهدت مشاركة 17 دولة (لبنان، فلسطين، سورية، العراق، المغرب، مصر، الجزائر، تونس، اليمن، ليبيا، الإمارات، السعودية، فرنسا، بلجيكا، ماليزيا، ألمانيا، إيطاليا). أما فضية الأفلام الروائية القصيرة، فذهبت إلى العراقي حسين الأسدي، الذي حصد الجائزة الفضية عن فيلمه "لم تكن وحيدة"، وإلى فيلم "توك توك" للمخرج المصري محمد خضر. كما حصل الكاتب الجزائري رضا صديقي على تنويه خاص عن فيلمه "سيرانو ليه". وحاز مدير التصوير محمد شون شهادة تقدير عن فيلم "27 مايو من هذا العام" (إخراج مراد مصطفى)