أسدل الستار ليلة أول أمس الثلاثاء على الدورة الثالثة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بتتويج الفيلم الجزائري الطويل «عن آخر الزمان» ب»العناب الذهبي» للمخرجة الشابة ياسمين شويخ، وهو الفيلم الذي تمكن من افتكاك جائزتين خلال هذه التظاهرة، حيث نالت بطلته جميلة عراس جائزة «أحسن دور نسائي». بعد أسبوع من التنافس بين 34 فيلما من فئة الأفلام الطويلة والوثائقية والقصيرة، ل11 دولة عربية وأجنبية، أعلنت لجنة التحكيم، أمام جمهور اكتظت به قاعة عز الدين مجوبي، وكان وفيا لهذه الفعالية السينمائية طيلة التظاهرة، عن الأعمال الفائزة بجوائز مهرجان الفيلم المتوسطي، حيث كان التنافس قويا حسب لجنة التحكيم بين الأفلام المشاركة، ليعلن في الأخير عن فوز الجزائر بجائزة «العناب الذهبي» عن الفيلم الطويل «إلى آخر الزمان» لياسمين شويخ، التي غابت عن التظاهرة لحضور مهرجان بمسقط. أما جائزة «العناب الفضي» فقد كانت من نصيب الفيلم الإسباني الطويل «صيف 93» للمخرجة كارلا سيمون، فيما توج الإيطالي «جوناس كابينيانو» بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «في كامبريا»، ونال الفنان أحمد الفيشاوي من مصر جائزة أحسن أداء رجالي عن دوره في فيلم «الشيخ جاكسون»، ليعود أحسن دور نسائي للفنانة القديرة جميلة عراس، التي أبدعت في أداء دورها في «فيلم آخر الزمان» الذي يروي قصة عاطفية ولدت داخل مقبرة بين جوهر الأرملة التي تعيش وضعا صعبا بسبب وفاة أختها، وحفار القبور علي. وفي فئة الأفلام الوثائقية،عادت جائزة «العناب الذهبي» للفيلم الفرنسي «مربع 35» للمخرج إيريك كارفاكا، في حين حجبت الجائزة الفضية، لتعود «جائزة الجمهور» للفيلم الفلسطيني «اصطياد الأشباح» للمخرج رائد أندوني، وفي ذات السياق نوهت لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الوثائقية بالفيلمين الجزائريين «كباش ورجال» لكريم صياد و»اهتم بحالك» لمحمد لخضر تاتي. وفيما يخص المسابقة الوطنية لفئة الأفلام القصيرة، التي تبناها مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي لأول مرة، توج الفيلم القصير «ما أحلى أن نعيش» لاسكندر رامي علوي بجائزة «العناب الذهبي»، فيما عادت جائزة العناب الفضي لفيلم «دهنيز» لمحمد بن عبد الله، ونوهت لجنة التحكيم بفيلم «بين الغرف» لمروان بودياب. من جهة أخرى منحت محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شهادة تقدير وعرفان، لما يوليه من اهتمام ودعم للثقافة الجزائرية، وعلى رأسها الفن السابع. «عناب الصداقة» يستذكر شخصيات خدمت الفن السابع تظاهرة عنابة ميزت الدورة الثالثة بتخصيص «جوائز الصداقة» والتي قدمت لنخبة من الفنانين وأهل الثقافة من الجزائر وخارجها نظير عطائهم وجهوهم المبذولة للرقي بها، حيث تم في البداية تكريم أسماء رحلت عن هذا العالم، على غرار الكاتب الجزائري مولود معمري، والذي قال بشأنه مدير الثقافة لعنابة إدريس بوديبة، بأنه شخصية تستحق التكريم، حيث أغنى الأدب بأعماله وكذلك السينما. كما تم منح «عناب الصداقة»، لكل من المخرج الراحل محمد زموري والذي تم عرض مجموعة من أعماله، إلى جانب يوسف بوشوشي، والمخرج التونسي الطيب لوحيشي الذي تسلم الجائزة نيابة عنه مدير أيام قرطاج السينمائية، مشيرا إلى أنه يعتبر أول تكريم للمخرج الراحل بعد وفاته، وقال بأنه كان سعيدا ليكون بعنابة. «عناب الصداقة» مُنح أيضا لأسماء سينمائية، ما تزال تخدم الفن السابع إلى يومنا هذا، على غرار الفنانين القديرين نادية طالبي وحسان بن زراري، المخرج التونسي رضا الباهي، المخرج السويسري بربيت شرودر، مدير أيام قرطاج السينمائية نجيب عياد.. وبعيدا عن التتويج استمتع جمهور «عز الدين مجوبي» بعرض موسيقي لفرقة «المشاغبين» والذي قدم وصلات موسيقية جميلة، أمتعت الحضور الذي صنع بدوره الفرجة، وخلق الحماس داخل القاعة حين تم الإعلان عن الأفلام الفائزة.