* email * facebook * twitter * linkedin توج المخرج الشاب عبد الرحمان حراث مؤخرا، بالجائزة الأولى لمسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير 2020، عن فيلمه "جميلة في زمن الحراك"، وهي الجائزة التي تأتي لتؤكد مجددا المواهب الشابة التي لا زالت تصنع الفارق بالجزائر، وعلى الدور الكبير الذي لا تزال تلعبه المرأة كمحرك أساسي في صنع القرار وصناعة التغيير، حسب المخرج. الجائزة التي حازها المخرج الشاب حراث عبد الرحمان، الذي سبق له أن توج بعدة جوائز سابقة، جاءت ضمن مشاركة الفيلم إلى جانب 300 فيلم مشارك من 30 بلدا، وحسب المخرج حراث عبد الرحمان في تصريح ل"المساء"، فإن الفيلم القصير صور بولاية عنابة خلال الحراك الشعبي، من أجل إيصال صوت المرأة ممثلة في السيدة "جميلة"، المرأة التي تعيش بلا مأوى، ويوضح حراث أن شخصية جميلة حقيقية في الواقع، وهي امرأة يعرفها منذ سنوات بالمنطقة التي يقطن فيها، وتتخذ مكانا بالحي للنوم. أضاف حراث "ترددت كثيرا كمخرج لإنجاز فيلم وثائقي، خصوصا أنه ليس لي تجربة في المجال، غير أن نظرتي للوضع وتفكيري بالسيدة جميلة ووجود الحراك، قدم لي دفعا لإنجاز الفيلم القصير، لاسيما بعد فتح مجال المشاركة ضمن مسابقة الفيلم القصير لشبكة الجزيرة، فقمت بالتصوير وجمع كل المعلومات عن السيدة جميلة لمدة أسبوعين، مستخدما كاميرا حديثة تعمل بنظام "5 دي" وهاتف ذكي، وبدأت في المونتاج. بالمناسبة، أشكر المخرج سعيد ولد خليفة الذي ساعدني كثيرا بتوجيهاته، على إنجاح تصوير الفيلم وإخراجه وتقديمه بهذه الطريقة. يضيف حراث بأن الاسم الحقيقي للبطلة هو "ديدي مبروكة"، وينادوها في الشارع باسم جميلة، وكانت تزاول حياتها بصفة طبيعية في سنوات التسعينات، لتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد وفاة زوجها، وتجد نفسها بين الأزقة والشوارع لسنوات طويلة دون أن يعرف أي شخص حقيقتها، وقد لوحظت مشاركتها المتكررة في الحراك، لتتحول إلى وجه معروف خلال المسيرات الشعبية، وقد تم تصوير أغلب لقطات الفيلم ليلا، لرصد الواقع الذي تعيشه جميلة التي تمكنت من العيش وفرض نفسها والتعبير عن رأيها، رغم واقعها المرير دون مأوى، وهو ما قدم صورة حية أعجبت بها لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة، والتي ظفر الفيلم من خلالها بالمرتبة الأولى. كما كشف المخرج الشاب حراث عن أنه بصدد التحضير لتصوير فيلم قصير جديد بعنوان "مرت خويا"، حيث سيرفع من خلالها الغطاء عن أحد الطابوهات التي لا زالت في المجتمع بنظرة اجتماعية، وسيكون جاهزا قريبا، وهو فيلم يصور علاقة غرامية بين امرأة وشقيق زوجها. كان المخرج عبد الرحمان حراث قد أخرج أول فيلم قصير بعنوان "آسف"، بمشاركة نجوم جزائريين، منهم الممثلة بهية راشدي ورشيد بن علال، ونال جائزة "العناب الذهبي" لأحسن فيلم قصير في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، إلى جانب فيلم "حب الشيطان" الذي عرض بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الأولى، وعرض أيضا ضمن حملة وجهت مداخيلها لصالح علاج شاب مريض، كما عرض الفيلم في المركز الثقافي الجزائري بباريس، وفاز المخرج سابقا بجائزة "البانورما" للمهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، وجائزة "السنبلة الفضية" لأحسن سيناريو بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بسطيف، وجائزة أحسن إخراج بالأيام السينمائية للفيلم القصير والوثائقي في ولاية مستغانم، وجائزة "النجمة الذهبية" لأحسن عمل سينمائي ضمن الأيام السينمائية الشبانية بولاية عنابة، ثم الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم التربوي بالدار البيضاء في المغرب. كما شارك حراث ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان السينمائي الدولي بالقدس، والمسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب عرض أفلامه في فرنسا ولوكسمبورغ.