وضع شباب بلوزداد قدما أولى في نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، بعد فوزه المهم يوم السبت الماضي، على نظيره الترجي التونسي بهدفين بدون مقابل على ملعب 5 جويلية الأولمبي، لحساب ذهاب الدور ربع النهائي. وبهذا التفوق وبدون تلقيه أي هدف، يبقى على النادي الجزائري أن يحسن تسيير لقاء العودة في تونس، ليضمن تأهله بصفة رسمية إلى الدور القادم. وقد أظهر الشباب واقعية أكثر في هذه المباراة، مغتنما فرصة استقباله على قواعده في الجزائر، ليسجل فوزا ثمينا له وزنه الكبير في هذا الدور من هذه المنافسة القارية الكبيرة، محافظا على عذرية شباكه، وهو ما يُعد أمرا إيجابيا بالنسبة لنادي بلوزداد، الذي سيلعب مباراة العودة بأريحية نوعا ما، محاولا الحفاظ على هذه النتيجة، ومتفاديا الانهزام بنتيجة كبيرة. وكان النادي الجزائري أول مبادر في لقاء يوم السبت، حين حاول منذ انطلاق اللقاء، نقل الخطر إلى منطقة الخصم، مسجلا أول تهديد منذ الدقيقة الرابعة بواسطة ركنية صانع الألعاب أمير سعيود، التي نفذها بطريقة مباشرة نحو الشباك، تصدى لها الحارس التونسي، ليأتي رد الترجي بعد عشر دقائق من كرة ثابتة كذلك، والحارس موساوي يرد كذلك (د 14). وعقب مرور نصف ساعة من اللعب، كلّلت مجهودات أشبال المدرب الصربي زوران مانولوفيتش، بتوقيع الهدف الأول، إثر انطلاقة جميلة من حسين سالمي على الرواق الأيمن، وبفتحة عرضية نحو منطقة العلميات، تَسلّم متوسط الميدان النشيط زكرياء دراوي الكرة في أحسن الظروف، ليفتتح بوابة التهديف من تسديدة أرضية باغتت الحارس الدولي التونسي بن شريفية (د 34). وأنهى ممثل الجزائر الشوط الأول متقدما في النتيجة بأداء متوازن، عرف كيفية استغلاله لتسجيل الهدف الأول على فريق الترجي التونسي الذي لم يظهر بإمكانياته المعتادة. وبعد فترة الاستراحة وأمام نقص النجاعة الهجومية لعناصر الترجي التونسي بعجزهم عن تسجيل الفرص التهديفية التي صنعوها، انقلبت الوضعية لفائدة شباب بلوزداد، الذي تمكن من مضاعفة النتيجة، فبعد تسلمه الكرة قام المتألق أمير سعيود بتبادل كروي ثنائي مع دراوي، الذي يعيد له الكرة بتمريرة دقيقة داخل منطقة الجزاء، ليوقّع الهدف الثاني بقذفة أرضية (د 82). وبهذا أكد اللاعب السابق لنادي الأهلي المصري، علو كعبه، والمستويات الباهرة الذي يقدمها طوال هذا الموسم بقميص "الشباب". وبفضل هذ الفوز المهم سيتنقل شباب بلوزداد إلى العاصمة التونسية بأريحية، من أجل افتكاك بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي ضد الترجي التونسي في لقاء الإياب يوم 22 ماي، بملعب "حمادي العقربي" برادس. تصريحات: زوران مانولوفيتش (مدرب شباب بلوزداد): التأهل لم يُحسم بعد "نهنّئ لاعبينا على هذا الفوز المستحق. ويجدر بهم الاحتفال به نهار اليوم قبل الانطلاق في تحضير لقاء الإياب بداية من غد. تحدثنا مع اللاعبين بأن التأهل لم يُحسم بعد، وطالبناهم بنسيان الفوز، والحفاظ على التركيز؛ إذ تنتظرنا مواجهة ثانية، وعلينا التأكيد خلالها من أجل انتزاع بطاقة التأهل إلى نصف النهائي من تونس. اعتمدنا على استراتيجية لعب خاصة ضد فريق الترجي التونسي الخطير، تمثلت في عدم توظيف رأس حربة، وهذا ليس بسبب نقص المهاجمين. وأظن أن استراتيجيتنا نجحت بتسجيل هدفين وعدم تلقي أي هدف أمام فريق كبير مثل الترجي. اللقاء لُعب كثيرا من الناحية التكتيكية وكذا الصراعات البدنية، وخاصة اللعب بشراسة، والرغبة في تحقيق الفوز، وهو ما صنع الفارق لصالحنا". معين الشعباني (مدرب الترجي التونسي): تعرّضنا لهزيمة قاسية "تعرضنا لهزيمة قاسية أمام شباب بلوزداد بنتيجة 0-2، وهو ما يصعب مأموريتنا على الورق تحسبا لمباراة العودة، لكن نتيجة لقاء الذهاب ليست حاسمة في سبيل التأهل للدور نصف النهائي. وحظوظنا تبقى قائمة في تونس. صراحة، لم نتوقع نتيجة وسيناريو هذه المقابلة التي حضّرنا لها بطريقة جدية عبر إراحة بعض اللاعبين قبل موعد الجزائر. أظن أن سبب خسارتنا اليوم هو ارتكابنا أخطاء دفاعية بدائية لم نتعود عليها، وتضييعنا عدة فرص تهديفية صريحة. كما لم ندخل جيدا في مجريات اللقاء، وخسرنا الصراعات الثنائية التي كان فيها لاعبو شباب بلوزداد أكثر حضورا وشراسة في مستوى ربع نهائي رابطة الأبطال. كان ينقصنا التركيز اللازم والندية في اللعب. سنعمل على تحقيق ردة فعل إيجابية خلال مباراة الإياب بملعبنا".