شيّعت جنازة الفنان القدير سمير غانم، أمس الجمعة، بعد أن انطفأت شمعته للأبد عن عمر يناهز 84 سنة متأثرا بتداعيات إصابته بفيروس كورونا، حيث أصيب جسمه بخلل تام في الوظائف الحيوية. النجم سمير غانم، الذي يعدّ أحد رموز الكوميديا في مصر والوطن العربي، كان قد أصيب قبل عشرين يومًا بفيروس كورونا، وما بين بداية مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، وحتى آخر ظهور له في إعلانٍ لإحدى شركات الاتصالات المصرية؛ ملأ الراحل قلوب جمهوره في مصر والعالم العربي بهجةً، عبر عشرات الأدوار الكوميدية التي قدمها على المسارح، وفي السينما والتلفزيون. ابن أسيوط الذي ولد في 15 جانفي 1937، لم ينجح في جعل سيرته امتداداً لسيرة والده اللواء يوسف غانم، فبعدما فشل في كلية الشرطة التحق بكلية الزراعة وتخرج منها، وهناك قرّر رسم مسيرة خاصة بدأها فنيّاً من المسرح الجامعي، وقدر لها أن تحفر عميقاً في وجدان المشاهدين لسنواتٍ طويلة. شكل فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" في الستينيات مع الراحلين جورج سيدهم، والضيف أحمد، انتهى مشوارها بعد نجاحاتً كبيرة بوفاة الأخير مطلع السبعينيات، وخلال قرابة الستين عاماً قدم نجم الكوميديا المصرية، عشرات المسرحيات التي جابت مسارح العالم العربي تاركة ابتساماتٍ لا تنسى، و"إيفيهات" خالدة توارثتها الأجيال، وصورًا لإطلالاتٍ اتسمت بالخصوصية والغرابة، ميزّت طريقة سمير غانم في اللبس حتى آخر ظهورٍ له. ومن أشهر المسرحيات التي قدمها "الأستاذ والمزيكا"، "فخ السعادة الزوجية"، "أهلاً دكتور"، وغيرها.. وكانت مسرحية "الزهر لما يلعب" آخر عروضه المسرحية في العام 2020. أما في السينما فقد قدم "المشاغبون"، "الأحضان الدافئة"، "بنت واسمها محمود"، "عندما يسقط الجسد"، "فيفا زلاطا"، "سنوات الانتقام"..وغيرها من الأعمال، وظهر بشخصيته الحقيقية في فيلم "عقدة الخواجة" عام 2018. كما خلف الراحل عشرات الأدوار التلفزيونية التي قدمها، منذ أواخر السبعينيات من مسلسل "كيف تخسر مليون جنيه"، مروراً ب"بطل الدوري"، رجل شريف جداً، "دعوني أعيش"، "ألف ليلة وليلة"، "إنسى اللي فات يا فرحات"، وصولاً لمسلسل "عوالم خفية" الذي عاد فيه للوقوف أمام "الزعيم" عادل إمام في 2018. وشارك ابنتيه دنيا وإيمي، في مسلسلات تلفزيونية ناجحة قدموها خلال السنوات الأخيرة ك "لهفة، اللالا لاند، نيللي وشريهان، عزمي وأشجان"، وكان آخرها "بدل الحدوتة 3" في 2019. وتبقى تجربة الفوازير التي قدمها الراحل خلال مرحلة الثمانينيات بشخصية "فطوطة" الأكثر رسوخاً في ذاكرة المشاهدين.