في الوقت الذي شرعت فيه المصالح البيطرية بمديرية الفلاحة في تطبيق برنامج عمليات التلقيح لفائدة الأبقار الحلوب ومختلف المواشي من أغنام وماعز وغيرها، تفاديا لوقوع مشاكل صحية خطيرة يصعب علاجها أو فحصها، كشف مدير الفلاحة بوهران، السيد فيرون محمد، ان العديد من مربي الابقار الحلوب يتفادون اللجوء الى الكشف الصحي لأبقارهم ومواشيهم.. ويتجه العديد منهم الى تسويق الحليب الذي يجنونه الى المضاربين وبيعه مباشرة في السوق الموازية، دون اجراء أية رقابة عليه. مشيرا الى أن كمية الحليب التي تستغل على مستوى الوحدات الإنتاجية لا تتعدى 7 ملايين لتر في الوقت الذي تقدر كمية الإنتاج ب 17 مليون لتر سنويا، وذلك من منطلق الإحصائيات المتوفرة القائلة بوجود (310 مرب يملكون 8500 بقرة حلوب وأن معدل انتاج كل بقرة يعادل 25 لتر يوميا). مدير المصالح الفلاحية، اكد أنه كان من المفترض على مربي البقر وجامعي الحليب توجيهه الى مقرات الوحدات الإنتاجية قصد تعقيمه وبسترته ثم تعليبه من أجل تسويقه، بدل القيام ببيعه في السوق الموازية مباشرة دون أي اعتبار لصحة المستهلك، الذي قد يتعرض لأخطار هذه الممارسات التجارية المنفعية غير الصحية، خاصة مع اكتشاف المصالح البيطرية خلال العام الماضي للعديد من الحالات المرضية نتيجة هذه التصرفات اللامسؤولة، وذلك بإحصاء 9 حالات بروسولوز بكل من بلديات السانيا وبوتليليس ووادي التليلات وحالتي سل، وهذا إثر مراقبة وفحص 1591 بقرة حلوب تم اكتشاف إصابة بعضها بمرض الجدري والحمى المالطية واللسان الازرق. وقصد مواجهة هذه الظاهرة، أكد مدير المصالح الفلاحية، أنه سيتم بداية من الاسبوع المقبل اتخاذ عدة اجراءات احترازية لتفادي الوقوع في مثل هذه الامراض الصحية، وذلك من خلال رفع الدعم المالي لمربي الأبقار الى 12 دينارا وجامعي الحليب الى 5 دنانير ووحدات انتاج وتعليب الحليب الى 3 دنانير عن كل لتر، كما سيتم رفع الدعم ب3 دنانير عن كل لتر لكل بقرة يقوم مالكها بالكشف الصحي عنها. يذكر بالمناسبة، انه تم مع بداية هذه السنة، حسب مسؤول المصلحة البيطرية بمديرية المصالح الفلاحية بوهران، غلق وحدة حليب كانت تستقبل يوميا 7 آلاف لتر من حليب البقر بعد اكتشاف بكتيريا بذات الحليب، وما زالت التحاليل قائمة ومتواصلة لمعرفة نوعية هذه البكتيريا قصد معالجة الوضع والتصدي له. أما عن سبب تفادي مربي الأبقار اللجوء الى الكشف الصحي، فإن ذلك مرده الخوف من اكتشاف مرض يصعب علاجه، مما يعرض البقرة للذبح دون تعويض، وهو ما يعتبره المربون خسارة مادية كبيرة، هذا اضافة الى رفض بعض الوحدات الإنتاجية استقبال الحليب وتفضيل استعمال مسحوق الحليب المستورد الذي لا يكلف غاليا كما أكد ذلك أحد المربين، الذين قال بأنه نقل 800 لتر من الحليب الى احدى الوحدات التي رفضت استقباله، مما جعله يفضل السوق الموازية والتعامل معها على التعامل مع مسؤولي الوحدات الإنتاجية، الذين يتعاملون مع مربي الأبقار وجامعي الحليب بذهنية بيروقراطية أكل عليها الدهر وشرب، كما يقول مرب آخر.