كشف مدير المصالح الفلاحية بوهران، السيد محمد ميدون، أن 60? من حليب الابقار المنتج بوهران يتم تداولها في الاسواق الموازية الامر الذي أحدث فوضى كبيرة لمؤسسات انتاج الحليب وتسويق منتوجها المقدر ب 18 مليون لتر سنويا. وتسبّب هذا الواقع في إحداث فوضى موازية لمربي الابقار الذين اصبحوا يواجهون صعوبات جمة في تسويق منتوجاتهم باتجاه وحدات الانتاج، حيث ساهم هذا الوضع المتردي في تأزيم واقع مربي الابقار الحلوب، وأفرز هذا الواقع المر ظروف عمل اخرى من خلال تفضيل أصحاب الوحدات الصناعية الإنتاجية مسحوق الحليب بدل حليب البقر بسبب السعر المنخفض الذي لا يتعدى في اقصى الحالات 7 دنانير، في الوقت الذي وصل سعر حليب البقر الى 25 دينارا واحيانا قارب 30 دينارا للتر الواحد، زيادة على أن حليب الأبقار معرض للحموضة بسرعة عكس الحليب المسحوق الذي يتم التحكم فيه بشكل احسن. وحسب مدير المصالح الفلاحية دائما، فإن اصحاب الوحدات الصناعية الإنتاجية يبحثون دوما عن المواد الاولية الرخيصة ذات التكاليف المنخفضة كونها تساهم في تحقيق الارباح الطائلة، خاصة وأن مجمل المتعاملين يعانون عجزا كبيرا بسبب عدم تمكن الحليب المبستر من تغطية كامل تكاليف معالجته وتعليبه ثم نقله وبيعه. هذا المشكل يواجهه من جهة أخرى مربو الابقار الحلوب وذلك بسبب ارتفاع العلف ومختلف الاغذية التي يتم استيرادها بأسعار باهظة، الامر الذي أدى الى تقلص نشاط تربية الابقار الحلوب بالجهة الغربية على وجه العموم. وفي هذا الاطار أكد السيد ميدون محمد، بأن الدولة والسلطات العمومية المركزية وضعت برنامجا لإعادة تنظيم قطاع انتاج الحليب وتشجيع نشاط تربية الابقار لتعويض اللجوء الى المسحوق وتخفيض فاتورة الاستيراد، ولعل أهم شيء وفرته الدولة وتعمل على تجسيده الميداني، هو تدعيم المربين ماديا من خلال تسديد 25? من ثمن البقرة الحلوب ورفع التدعيم الى حدود 33? من تكاليف الاستثمار الفلاحي.