❊ مواقف الجزائر ثابتة بشأن مالي وليبيا والصحراء الغربية ❊ تنامي مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة والتدخلات الأجنبية عوامل تعرقل عملنا المشترك أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، أمس، أن "عدم تصفية بقايا الاستعمار واستمرار العديد من النزاعات في إفريقيا لا يزال يحول دون بلوغ هدف إسكات صوت البنادق في افريقيا"، داعيا الى التصدي للمناورات الرامية إلى إضعاف أو تغييب الاتحاد الأفريقي في حل هذه النزاعات. وقال السيد بوقدوم في رسالة، بمناسبة الاحتفال ب"يوم إفريقيا"، إن الجزائر "ستواصل مرافقة الإخوة في مالي، لتجاوز الوضع المتأزم الحالي والعودة السريعة إلى الشرعية الدستورية والتنفيذ الكامل لبنود اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر". كما جدد دعم الجزائر، ومساندتها للسلطات الليبية للدفع بالعملية السياسية، وضمان نجاح الاستحقاقات الهامة المبرمجة نهاية السنة الجارية"، مضيفا أن الجزائر "لن تتوانى أيضا عن دعمها لحل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية، يكفل حق تقرير مصير الشعب الصحراوي ويطوي آخر ملفات تصفية الاستعمار في إفريقيا". وذكر السيد بوقدوم، أن هذه المحطة السنوية (الاحتفال ب"يوم إفريقيا")، "تستوقفنا لتجديد وفائنا لقيم ومبادئ منظمتنا الإقليمية ولتقييم الأشواط، التي قطعناها في مسار بناء الصرح الافريقي"، مشيرا إلى تواصل الجهود التي تبذلها القارة الافريقية، لتجاوز جائحة كورونا وآثارها المتشعبة التي مست كل مناحي الحياة، وذلك من خلال "المساعي الرامية لتوفير اللقاحات المضادة للفيروس بكميات تسمح بالإسراع من وتيرة التطعيم وتحصين أكبر عدد ممكن من سكان القارة". ولفت وزير الخارجية إلى أن هذه الجائحة "أبانت عن ضرورة دعم الأمن الصحي والقضاء على التبعية للخارج في هذا المجال"، ما يستوجب حسبه "مواصلة الجهود لاستكمال الإصلاح المؤسساتي لمنظمتنا قصد دعم قدراتها وتفعيل دورها والنهوض بالعمل القاري المشترك". وأضاف بوقدوم في سياق متصل: "يتعين علينا العمل على تحقيق ذلك لمجابهة التحديات المتعددة التي تهدد أمن واستقرار قارتنا وتعيق مسارها الاندماجي وتمنعها من التفرغ كاملا لإنجاز مخططها التنموي المرسوم في الأجندة 2063"، مؤكدا أن عدم تصفية بقايا الاستعمار واستمرار العديد من النزاعات لا تزال تحول دون بلوغ هدفنا الرامي لإسكات دوي الأسلحة والبنادق في قارتنا". كما لفت بوقدوم إلى أن "تنامي مخاطر وتهديدات جديدة على السلم والأمن، كتلك المتعلقة بآفة الإرهاب والجريمة المنظمة والدور المزعزع للتدخلات الأجنبية والتداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية والأمراض والأوبئة كلها عوامل تعرقل عملنا الافريقي المشترك". وأمام هذا الوضع، اعتبر الوزير أنه "لابد من تضافر جهود الدول الأعضاء للالتزام بمبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية والتصدي للمناورات الرامية، لإضعاف أو تغييب دور الاتحاد الإفريقي في حل النزاعات". وقال أنه يتعين "المضي قدما في المشاريع المهيكلة للاندماج الإفريقي، كمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التي ستسمح بفتح آفاق واعدة للتكامل الاقتصادي، وتمنح فرصا جديدة لخلق الثروة و النهوض باقتصاديات الدول الأعضاء". كما جدد بوقدوم، "عزم الجزائر على الاستمرار في الدعم الفعال للاتحاد الإفريقي وتعزيز قدراته للقيام بمهامه كاملة غير منقوصة، وكذا التزامها بالاستمرار في جهودها الرامية لاستتباب السلم والأمن في ربوع إفريقيا، بما فيها محيطها الإقليمي المباشر". كما تسعى الجزائر، مثلما أشار إليه ممثل الجزائر، إلى "تحويل الاندماج القاري إلى واقع ملموس مثلما يدل تصديقها في الخامس من أفريل المنصرم على الاتفاق المؤسس لمنظمة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ويوم الرابع والعشرين من نفس الشهر على اتفاقية إنشاء الوكالة الإفريقية للأدوية، ما من شأنه أن يسهم في تنمية الإنتاج المحلي للأدوية واللقاحات وتقليص اعتماد دول القارة على الواردات الخارجية". وتابع وزير الخارجية يقول "تعمل الجزائر أيضا على استكمال المشاريع المهيكلة ذات البعد القاري مثل الطريق العابر للصحراء، والربط بالألياف البصرية وأنبوب الغاز بين الجزائر ونيجيريا، دعمها للبرامج المسطرة في إطار وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "اودا- نيباد". وباعتبار أن الاتحاد الإفريقي، اختار هذه السنة موضوع "الفنون والثقافة والتراث: ركائز تأسيس بناء إفريقيا التي نريدها"، اشار وزير الشؤون الخارجية إلى مساهمة الجزائر في تعزيز الجهود الرامية لتشييد قارة قادرة على حماية هويتها وممتلكاتها التاريخية وإرثها الثقافي، لاسيما من خلال احتضانها لمقر المتحف الكبير لإفريقيا، الذي يعتبر أحد المشاريع الكبرى لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063. وفي ختام الرسالة، أعرب السيد يوقدوم عن "ايمان الجزائر الراسخ، أن الوفاء لمثل الآباء المؤسسين لمنظمتنا القارية والالتزام الكامل بالمبادئ المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي هو النهج الوحيد الذي سيسمح لنا ببناء إفريقيا التي نريدها، قارة آمنة، مندمجة و مزدهرة".