اختتمت أمس، أشغال الدورة الثانية للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني، باحتفاظ أمين عام الحزب السيد عبد العزيز بلخادم، بالمكانة التي يُحظى بها منذ انتخابه في المؤتمر الجامع، بل وأكثر من ذلك، فقد استطاع أن يظهر بثوب "المنتصر في المعركة"، خاصة بعد تردد احتمالات رحيله "من على رأس الأفلان وقال السيد بلخادم في ختام أشغال الاجتماع أنه "خاب ظن من كان يتوقع حدوث انفصام وشرخ في صفوف الحزب"، وأشار إلى أن الأشغال سادها النقاش الحر والبناء·وأمام هذا الوضع المريح جدد أمين عام الأفلان دعوته لتعديل الدستور وتمكين الرئيس بوتفليقة من الترشح لعهدة ثالثة، وتلقت دعوته هذه مساندة ودعما قويا من أعضاء الهيئة ال121، وألحوا على التعديل بما يسمح بتوضيح منظومة الحكم وفتح المجال للرئيس بالترشح لولاية أخرى· ولم يخف السيد بلخادم في ندوة صحفية عقدها على هامش الأشغال أمس، "سعادته بإجماع الحزب وحرصه على تعديل الدستور ودعوة رئيس الحزب (الرئيس بوتفليقة) للترشح لرئاسة الجمهورية لعهدة ثالثة"· وأضاف أن هذا الإجماع "نابع من معاينة وايجابيات عمل أخرج الجزائر من عزلتها ومن المحنة التي عانت منها بلادنا طيلة سنوات عدة بتبني رئيس الجمهورية، لسياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية إلى جانب برنامج ضخم يعمل على تحديث المنشآت الأساسية للبلاد وعلى الاستجابة لانشغالات المواطنين" في كل المجالات· وحول موضوع ترشيح الرئيس لعهدة ثالثة، أبرز أن هذه المسألة تحظى بإجماع من قبل جميع الحساسيات داخل الحزب، وفي محاولة للحصول على دعم خارجي حول ذلك وجه دعوة إلى كافة القوى الحية في البلاد لاحتضان هذه المبادرة، وأعلن في هذا السياق عن تكليف الأمانة التنفيذية بالشروع في التحضير للاستحقاقات الرئاسية قصد ضمان فوز الرئيس· وبخصوص الشأن الداخلي للحزب فقد تميزت أشغال الدورة بنقاش ساخن بين مؤيدي ومعارضي الأمين العام، وحسب مصادر شاركت في النقاش، فإن الجميع انتظر تدخلات عضو مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة، وعضو الأمانة التنفيذية المستقيل عبد القادر بونكراف اللذين وجه انتقادات لاذعة للأمين العام وحمّلاه مسؤولية فشل الحزب في الانتخابات المحلية والتشريعية· ولكن رد الطرف الآخر كان من بلخادم ومؤيديه الذين اعتبروا تلك الانتقادات مجرد محاولة للتشكيك في العمل الذي تم إنجازه منذ المؤتمر الجامع للحزب، وتلقى الأمين العام خلال النقاش مساندة قوية من رؤساء المحافظات والمكاتب الولائية المؤقتة· وفي تبريره لتراجع الحزب في الانتخابات المحلية مقارنة بانتخابات 2002، أشار السيد بلخادم إلى أن الفضل في حصدها ل199 مقعدا في البرلمان سنة 2002 يعود إلى أصوات الأسلاك المشتركة·