❊ المركبات القديمة يمكنها استخدام هذا الوقود بكل نجاعة وأريحية ❊ نفطال شرعت في إزالة التلوث على مستوى شبكة التوزيع أكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أمس، أن البنزين بدون رصاص سيكون "البنزين الوحيد على مستوى السوق الوطنية" ابتداء من الفاتح جويلية المقبل، مشيرا إلى أنه سيكون متاحا في نفس محطات الخدمات التي كانت توفر سابقا البنزين العادي والبنزين الممتاز، وبنفس السعر الحالي للبنزين الخالي من الرصاص، أي 45 دينارا للتر الواحد. وشدد الوزير خلال إشرافه على افتتاح يوم تقني حول تعميم استعمال البنزين الخالي من الرصاص، نظم بمقر الوزارة، على أن "هذا الانتقال لن يخلو بعادات المستهلك بأي شكل من الأشكال"، موضحا أن السيارات القديمة يمكنها استخدام هذا النوع من الوقود "بكل نجاعة وأريحية". ولإنجاح العملية، قال الوزير إن شركة "نفطال" باعتبارها أكبر موزع للبنزين، شرعت في إزالة التلوث على مستوى شبكة التوزيع، مع المتابعة المنتظمة لرصد وجود الرصاص على مستوى الخزانات ومحطات الخدمات، مذكرا بأن إزالة الرصاص من البنزين يعد تتويجا لعملية انطلقت في 1998، حيث تم إدراج توزيع هذا النوع من الوقود على مستوى محطات البنزين. كما تحدث عن الجهود التي تبذلها شركة سوناطراك في مجال التكرير، لاسيما من خلال إعادة تأهيل المصافي لتطوير انتاج البنزين الخالي من الرصاص. ولفت في هذا السياق، إلى أن استهلاك هذه المادة عرف ارتفاعا ملحوظا، ليصل اليوم إلى مستوى 1,3 مليون طن سنويا، أي ما يعادل 40% من الاستهلاك الوطني لمادة البنزين، معتبرا هذا النهج يتناسب اليوم تماما مع "الاهتمامات البيئية والصحية"، ويدخل في إطار المنهجية المعتمدة من طرف الحكومة للشروع في الانتقال الطاقوي والذهاب نحو استهلاك وقود نظيف. وعرف اليوم الإعلامي تقديم عدد من المداخلات، صبت في اتجاه إظهار الجهود المبذولة لتوحيد نوعية البنزين المستخدم في الجزائر، وكذا المزايا التي يجرها التخلي عن الرصاص من الناحيتين الصحية والبيئية، إضافة إلى الفائدة التي سيجنيها أصحاب المركبات، من حيث الحفاظ على المحركات. في هذا الصدد، قال رئيس سلطة ضبط المحروقات رشيد نديل في تصريحات هامشية، أن الشروع في عملية الانتقال إلى نوع واحد من البنزين، تم في حقيقة الأمر منذ أكثر من سنة، وذلك بوقف إنتاج البنزين الذي يحوي الرصاص، ثم البدء في عملية تنقية الخزانات سواء على مستوى مصافي سوناطراك أو خزانات نفطال، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تم الانتهاء منها. وتحدث عن أهمية التخلص من أنواع البنزين الأخرى، سواء من أجل الحفاظ على صحة المواطنين أو على البيئة، فضلا عن آثارها الاقتصادية. حيث يؤدي ذلك إلى خفض الكلفة على مستوى الانتاج في المصافي وعلى مستوى التوزيع، إضافة إلى وقف الاستيراد، في ظل تجاوز قدرات سوناطراك 4 ملايين طن، فيما لا تتعدى الاحتياجات الوطنية 3,7 مليون طن. وأوضح نديل أن سحب البنزين العادي والبنزين الممتاز سيكون بداية من جويلية، وأن العملية ستتم بطريقة تدريجية لتشمل كل محطات الخدمات، مشيرا إلى أن أكثر من 90% من المحطات ستكون مزوّدة ببنزين واحد فقط بداية الشهر المقبل، وسيتم تسويقه بالسعر الحالي للبنزين بدون رصاص. وقد انتهجت شركة سوناطراك سياسة تدريجية لتحقيق الانتقال نحو البنزين الموحد الخالي من الرصاص، وذلك منذ سنة 2000، حيث شرعت في خفض نسبة ضخ الرصاص بالبنزين، لتوقف تماما عملية ضخه في كل المصافي منذ 15 سبتمبر 2020 وتشرع في تنقية مخازنها من آثاره. ارتفاع استهلاك البنزين بدون رصاص ب85% وتشير الأرقام التي قدمت في اليوم التقني، إلى أن استهلاك البنزين الخالي من الرصاص ارتفع بنسبة 85% بين 2019 و2021، فيما انخفض استهلاك البنزين العادي بنسبة 59% والبنزين الممتاز بنسبة 61% في نفس الفترة. وبلغت مبيعات البنزين بدون رصاص في نهاية ديسمبر 2020 أكثر من 1,3 مليون طن، منخفضة عن المستوى المسجل في 2019 والمقدر ب1,51 مليون طن. وعرفت سنة 2020 انخفاضا عاما في نسبة استهلاك الوقود بكل أنواعه بنسبة 12,7% مقارنة بسنة 2019، لعدة أسباب، من بينها الأزمة الصحية وارتفاع الأسعار وكذا تراجع اقتناء السيارات، حيث قدر حجم الحظيرة الوطنية في 2020 ب6,6 مليون مركبة. وتعد منطقة الشرق الأكثر استهلاكا للوقود على المستوى الوطني بنسبة 38 بالمائة من الاجمالي الوطني، تليها منطقة الوسط ب26 بالمائة ثم المنطقة الغربية ب21% وأخيرا منطقة الجنوب ب15%. خسائر التلوث تفوق 11 مليار دولار سنويا وحسب ممثلة وزارة البيئة، فإن الجزائر مازالت بعيدة عن المعايير العالمية، إذ أشارت إلى أن نوعية الهواء في المناطق الحضرية للمدن الكبرى تفوق بثلاث مرات توصيات منظمة الصحة العالمية. وأوضحت أن هذا التلوث الناتج عن الجزئيات الدقيقة، مصدره الأساسي هو الانبعاثات الصادرة من السيارات ولاسيما التي تسير بالدييزل، مع العلم أن ما بين 70 و80% من الرصاص الموجود في البنزين ينبعث في الهواء. كما تحدثت عن خسائر اقتصادية هامة ناتجة عن الأضرار التي يجرها التلوث، وقدرتها ب11,38 مليار دولار سنويا، ما يعادل 6,9% من الناتج الداخلي الخام. ويعد الرصاص من المعادن الثقيلة التي تخلف أضرارا على صحة الإنسان، حتى وإن كانت نسبة التعرض إليه ضعيفة، وفقا للخبراء. وتعتبر الجزيئات المنبعثة من البنزين الأكثر خطورة، نظرا لتأثيرها المباشر على الجهاز التنفسي. وتمتد تأثيرات الرصاص إلى صحة الأطفال الذين قد يعانون عند التعرض إليه إلى اضطرابات في السلوك وضعف في الذكاء وصعوبات في التعلم.