أحصت مديرية البيئة بولاية قسنطينة، 15 نقطة سوداء منتشرة عبر ربوع الولاية، مهددة بخطر الفيضانات، منها 3 نقاط ببلدية زيغود يوسف، ومثلهما ببلديتي الخروب وعين اعبيد، مع تسجيل نقطتين ببلدية قسنطينة ومثليهما ببلدية عين السمارة، ونقطة سوداء واحدة بكل من بلديتي حامة بوزيان وابن باديس. حسب رئيسة مصلحة البيئة الحضرية بمديرية البيئة، طريفي ليليا، التي تحدث ل"المساء"، على هامش اليوم التحسيسي المنظم من قبل مديرية الحماية المدينة، بقصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، فإن المواطن يساهم في ظهور النقاط السوداء، من خلال الرمي العشوائي للنفايات، خاصة الردوم ومخلفات البناء، التي تتسبب في العديد من المرات، في غلق مجاري الأودية والبالوعات، وتكون سببا مباشرا في حدوث الفيضانات. من جهته، كشف رئيس قسم فرعي لدائرة قسنطينة بمديرية الموارد المائية، السيد سلمون علاوة، في تصريح ل"المساء"، عن تسجيل مشروع قطاعي، قيمته المالية حوالي 7 ملايير سنتيم، من أجل التخلص من النقاط السوداء المتسببة في الفيضانات، عبر إقليم دائرة قسنطينة، تضاف لها بلدية مسعود بوجريو. حسب السيد سلمون، فإن مديرية الموارد المائية، قامت السنة الفارطة، في نفس هذا التوقيت، بعملية تنظيف الوديان، شملت وادي الرمال، وادي بن شرقي، وادي بومرزوق ووادي الحد، مع التركيز على المنشآت الفنية، التي غالبا ما تتراكم النفايات في محيطها، وقال إن "وعي المواطن له أهمية كبيرة في مجابهة هذه الكوارث الطبيعية..."، مضيفا أن مديرية الموارد المائية، تدخلت للقضاء على النقطة السوداء بمدخل المنطقة الصناعية، والتي كانت تتسبب دائما في توقف الترامواي عند كل تساقط كثيف للأمطار. بخصوص المشكل الذي وقع بوادي بمرزوق، على مستوى منطقة النشاطات الجديدة، أسفل الحي القديم المسمى "نيويورك"، أكد محدثنا، أن هناك انزلاق أفسد ميل الوادي، مما تسبب في تجمع كمية كبيرة من الماء في مساحة صغيرة، وكان بسبب الرمي العشوائي للأتربة من قبل أحد المستثمرين الخواص، مضيفا أن المديرية الوصية، لجأت إلى مخبر عمومي من أجل تقديم الخبرة التي ستحول إلى مكتب دراسات مختص لوضع الحلول اللازمة، وسيتم تقديم هذه الحلول للمؤسسة الكورية "دايو"، المشرفة على إعادة الاعتبار لهذا الجزء من الوادي، لأن المشروع لم يتم تسليمه بعد. وحسب رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الحماية المدينة، النقيب عبد الرحمان لقرع، فإن المشكل الرئيس الذي يعاني منه رجال الحماية المدنية، خلال حدوث الفيضانات، هي النداءات الكثيرة والمتكررة من قبل المواطنين، مضيفا أن عمل أصحاب المركبات الحمراء، يكون دوما وفق برنامج دقيق، يرتكز على ترتيب أولويات التدخلات، موجها نداء للمواطنين بالتزام إجراءات بسيطة لتفادي الكارثة، من خلال عدم رمي القارورات البلاستكية على الأرصفة وأمام البالوعات. وكشف أن أغلب التدخلات التي قامت بها مصالح الحماية المدينةبقسنطينة، بسبب حوادث الفيضانات، كان في التجمعات الحضرية الكبرى، على غرار المدينة الجديدة علي منجلي، الخروب، قسنطينة، عين السمارة، حامة بوزيان وعين اعبيد، وفي أغلب الأنفاق، مضيفا أن قسنطينة تعرف فيضانات حضرية، مقارنة بالولايات المجاورة، على غرار الطارف، عنابة وسكيكدة، وأن مشروع إعادة الاعتبار لوادي الرمال، ساهم بشكل كبير في تفادي الكوارث. سجلت ولاية قسنطينة، وفقا للإحصائيات المقدمة من قبل مصالح الحماية المدينة، 6 وفيات خلال الست سنوات الفارطة، من خلال 4 فيضانات تم تسجيلها، حيث لم تسجل الولاية أي فيضان خلال السنة الفارطة، في حين سجلت وفاة رجل يبلغ من العمر 56 سنة في شهر أوت من سنة 2019، بينما سجلت ضحيتين، ويتعلق الأمر برجل يبلغ من العمر 55 سنة، وامرأة 34 سنة، في فيضانات 2018، أو ما يعرف بفيضانات "الكانطولي"، كما سجلت 3 وفيات سنة 2015 بعلي منجلي، ويتعلق الأمر بسيدتين 40 سنة و21 سنة وشاب 16 سنة.