❊ الجزائر لم تمتلك برنامج "بيغاسوس" ولم تضطر أبدا إلى استخدامه رفع سفير الجزائر بباريس محمد عنتر داود أمس الجمعة، دعوى قضائية باسم الحكومة الجزائرية ضد منظمة "مراسلون بلا حدود" بتهمة "التشهير"، على خلفية نشرها يوم 19 جويلية الجاري عبر موقعها الالكتروني مقالا يزعم بأن الجزائر من الدول التي تستعمل برنامج "بيغاسوس" للتجسس. وأوضح بيان صادر عن سفارة الجزائر بباريس، تحصلت "المساء" على نسخة منه، أن المنظمة تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تشويه سمعة الجزائر، مع التشديد على أن هذه الادعاءات غير مقبولة تماما. وأضاف البيان، أنه "احتراما للحريات الفردية والجماعية الأساسية التي يكفلها الدستور الجزائري ووفاء للمبادئ التي تحكم العلاقات الدولية، فإن بلدنا ينفي رسميا هذه الاتهامات". كما أشارت السفارة إلى "أن الجزائر تؤكد عدم امتلاكها هذا البرنامج على الاطلاق ولم تضطر أبدا إلى استخدامه أو معالجته أو التعاون بأي شكل من الاشكال مع الاطراف الحائزة لهذه التكنولوجيا في أي وقت والتي تهدف إلى الإضرار بشرف وسمعة الدول التي تحترم القانون الدولي".في الموضوع، أكدت مصادر موثوقة ل"المساء" أمس، أن الدعوة القضائية التي رفعها سفير الجزائر، سرعان ما أتت أكلها، حيث لجأت المنظمة فور ذلك إلى غلق موقعها الالكتروني بحجة الصيانة(..)، كما تداركت الوضع بإلغاء كل المواضيع التي لها علاقة بالجزائر في بيانها المنشور بهذا الخصوص. ولم يستبعد مراقبون أن تكون جهات مغربية وراء هذه الخطوة غير البريئة، خصوصا بعد أن أصبح المخزن في ورطة بعدما وجهت له منظمات ودول غربية تهمة التجسس على شخصيات سياسية باستعمال هذا البرنامج الاسرائيلي المشبوه. وكانت الجزائر قد أدانت أول أمس، قيام سلطات بعض الدول وعلى وجه الخصوص المملكة المغربية لاستخدامها برنامج "بيغاسوس" ضد مسؤولين ومواطنين جزائريين إلى جانب صحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، واصفة ذلك ب"الاعتداء الممنهج والمرفوض على حقوق الإنسان والحريات الأساسية الذي يشكل أيضا انتهاكا صارخا للمبادئ والأسس التي تحكم العلاقات الدولية". من جهته، أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإجراء سلسلة من التحقيقات بشأن ملف هذا البرنامج في أعقاب تقارير إعلامية كشفت عن استخدامه من قبل جهاز أمني مغربي للتنصت على هواتفه، حيث أشار رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس لقناة "تي أف 1"، أن قرار الرئيس ماكرون يأتي بعد ما كشفت عنه وسائل إعلام عدة بشأن اختراق هواتف سياسيين وصحفيين فرنسيين بمن فيهم الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب بهدف المراقبة المحتملة من قبل برنامج التجسس بيغاسوس.