طالب البطريرك الماروني، بشاره بطرس الراعي، المسؤولين اللبنانيين الإسراع في تشكيل حكومة جديدة قبل الرابع أوت القادم الذي يوافق الذكرى الأولى لتفجير ميناء بيروت الدامي. وأكد البطريرك الماروني، أمس، تطلع اللبنانيين إلى أن تجري الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس جديد لتشكيل الحكومة غدا، معربا عن أمله في أن تسفر الاستشارات عن تكليف شخصية وطنية إصلاحية يثق بها الشعب اللبناني ويرتاح إليها المجتمعان العربي والدولي المعنيان بمساعدة لبنان للخروج من ضائقته المالية ومن الانهيار. وأهاب الراعي بكل المعنيين بموضوع تكليف رئيس للحكومة وتشكيل الحكومة الجديدة أن يتعاونوا ويسهلوا هذه المرة عملية تشكيل الحكومة سريعا دون تكرار لما وصفه ب"لعبة الشروط والشروط المضادة" و"بدعة" الاجتهادات الدستورية والتنازع على الصلاحيات. وأكد الراعي أن الوضع في لبنان لا يحتمل البحث عن الحقوق والصلاحيات والبلد يسقط في الفقر وتنتشر فيه الفوضى، متسائلا عن قيمة حقوق الطوائف أمام الخطر الداهم على لبنان. وأضاف أنه لا يمكن الاستمرار فيما وصفه ب"محاولات التهرب من العدالة" بعد أن جدد الدعوة لإجراء تحقيق دولي يضع الجميع أمام مسؤولياتهم ويحول دون تهرب أي متهم. وتأتي دعوة البطريرك الماروني في وقت لا تزال فيه الطبقة السياسية اللبنانية عاجزة عن تشكيل حكومة جديدة وسط أزمة متعددة الجوانب تعصف ببلد الأرز من انهيار للعملة المحلية وارتفاع جنوني للأسعار وغلاء المعيشة وزادتها تداعيات انفجار مرفأ بيروت قبل حوالي عام تعقيدا، إضافة إلى جائحة كورونا التي لا تزال تضرب العالم أجمع. وفي مسعى منها لتجاوز الأزمة السياسية، حددت رئاسة الجمهورية اللبنانية اليوم الاثنين موعدا للبدء في استشارات النيابية لتعيين رئيس حكومة جديد، أيام، منذ اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد أكد في وقت سابق أن "لبنان سيتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها حاليا على مختلف المستويات، لأن الأحداث أثبتت أن إرادة الحياة عند اللبنانيين مكنتهم دائما من التغلب على صعوبات كثيرة في الماضي".