أكد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري في أول خرجة إعلامية عقب تقديم استقالته، على أنه حر في السعودية مشيرا إلى عودته الوشيكة إلى لبنان لاستكمال إجراءات استقالته قانونيا. وقال الحريري ، مساء الأحد، خلال لقاء مع الإعلامية بولا يعقوبيان، بثته قناة المستقبل اللبنانية، من داخل منزله بالرياض: إنه اكتشف معطيات جديدة خلال آخر زيارة له للعاصمة السعودية الرياض دفعته للحفاظ على لبنان و أنه أراد من إعلانه تقديم استقالته من الرياض ”إحداث صدمة إيجابية لإظهار خطورة الوضع وانا حريص على مصلحة اللبنانيين”. مضيفا: ”صار هناك لغط كبير في البلد، اعرف ان دستوريا يجب ان اتقدم بالاستقالة الى رئاسة الجمهورية وسأقوم بذلك فور عودتي الى لبنان”، مضيفا: ”أملك حرية الحركة الكاملة في السعودية وبإمكاني مغادرتها في أي لحظة”، وأنه من بين الأسباب التي دعته إلى تقديم الاستقالة، هو ما يحدث إقليميا الأمر الذي يشكل خطرا على لبنان ويعرضه إلى عقوبات أمريكية وعربية، وأوضح أنّه بات من الصعب على اللبنانيين ”تحمّل تدخل حزب الله في الدول المجاورة”، مشيراً الى أنّه من واجبه ”اقول الحقيقة وأنا لا أوارب الامور”، لافتاً الى ”انني فخور بالتسوية واريد من التسوية ان تنجح، وحتى تنجح يجب ان نلتزم ان لبنان مصلحتنا الأولى والاخيرة”. وأضاف الحريري قائلا: ”لا يمكن اعتبار صاروخ الحوثيين باتجاه الرياض أمرًا طبيعيًا”، مشددًا على أن ”لبنان أمامه تحديات” كبيرة في ظل وجود حزب الله”، وشدّد على أنّه ليس ”ضد ”حزب الله” السياسي ولا اتوجه ضد ان يكون حزب سياسي ولكن ليس معناه ان الحزب يخرب لبنان بتدخلاته الخارجية”، مشيراً الى أنه ”ليس لدينا مشكلة بالأحزاب السياسية ولكن هل هذه الاحزاب تلعب دورا خارجيا وهل يمكننا ان نتحمل وزر ما يقوم به حزب الله؟”. وأشار رئيس الوزراء اللبناني المستقيل الى أنّ ”علاقتي مع قيادات السعودية الحالية والسابقة مبنية على الاحترام المتبادل”.” وأنّ ”السعودية تحب بيروت ولكن لن تحب بيروت اكثر من الرياض، واذا كان هناك فريق في لبنان حاول ضرب الاستقرار الخليجي فلن يحب الخليجيون بيروت أكثر من بلدانهم”. وأكد ان ”كلامي موجه للجميع انه علينا حماية لبنان واستقرار لبنان”، معتبراً أن ”هذا الاستقرار أساس لمحمد بن سلمان والسعوديين”. وأوضح ان ”المتغير اليوم هو أن السعودي اليوم يموت وهناك فريق لبناني ملام ويتحمل مسؤولية ذلك”. وأكد ”أنني لن اسمح لأحد ان يقوم بحرب على لبنان في اطار الحسابات الاقليمية”، مشددا على أن ”مصلحة لبنان العليا هي أن لا نذهب الى مخطط محوري”. وقال الحريري إن رئيس البلاد الحالي العماد ميشال عون ” رجل محب فعلا” وأنّ العلاقة التي بدأت بينهما ” خاصة مع هذه التسوية بدأت على الصدق بكل شيء والرئيس عون يعتبرني فعلا كابنه” ”وستكمل هذه العلاقة وسأعود لنتفق على مصلحة البلد واعرف ان كل ما يريده الرئيس عون ان يرى لبنان مجوهر لديه اقتصاد قوي وسيد ومستقل”، معتبراً ”أننا كنا على خلافات سياسية كبيرة ولكن اليوم متفقون على الكثير من الامور”. ورأى ان ”زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى السعودية تاريخية وهي دليل على انفتاح المملكة”، سائلاً: ”قبل تدخل حزب الله في اليمن هل كان هناك مواقف بحق لبنان؟”. ولفت الى أن ”هناك العديد من الأسباب لا يمكن كشفها حاليا أدت الى الاستقالة سأناقشها مع الرئيس عون”. وعن الانتخابات اكد الحريري ”انها لم تطير” وسيتم اجرائها. وكان الرئيس اللبناني ميشيل عون صرّج يوم الأحد إن حريّة رئيس وزرائه سعد الحريري المستقيل مؤخراً، مقيدة في الرياض. وأكد عون ”على الظروف الغامضة والملتبسة التي يعيش فيها الحريري في الرياض منذ يوم السبت الماضي”. وأشار عون أن الرياض فرضت شروطاً على إقامة الحريري في الرياض. وقال إن: ”هذه الظروف وصلت إلى درجة الحد من حرية الرئيس الحريري وفرض شروط على إقامته وعلى التواصل معه حتى من أفراد عائلته”. وجاء تصريح عون قبيل بث لقاء الحريري. بعدما ظنّ اللبنانيون أنّ التموضعات قدولّت، ها هي تعود من جديد وبدى الحريري في المقابلة متعبا، كما غيّر من نبرة حديثه التهكمية على إيران مقارنة بخطاب الاستقالة، وأعرب عن يقينه من أنّ تقديمه الاستقالة من خارج لبنان خطوة غير دستورية، وأشار رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل إلى اليمن صراحة و لمرات عدّة، وفُهم من أنّ الكلام موجه لنصر الله كي يقنع المسؤولين الايرانيين برفع نفوذهم عن اليمن والتفاوض مع المملكة السعودية بشأنه. ولفت موقع ”النشرة” اللبناني إلى أنّ الرضوخ السعودي هو نتيجة الضغط الأميركي على الرياض الذي عبّر عنه بيان البيت الابيض وكلام وزارة الخارجية، فضلا عن مساعٍ مصرية واوروبية وأممية أدّت في مجملها الى التراجع السعودي من سقف كلام وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان الى النأي بالنفس الذي طرحه الحريري. لكن الرياض اشترطت على الحريري كما بدا في مضمون مواقفه أن يغيّر شروط التسوية إزاء حزب الله، ولاحقًا رص صفوف 14 أذار في الانتخابات النيابية مجتمعة ضد قوى 8 اذار. ما يعني ان الجدل السياسي سيعود وفق اصطفافي 8 و14 اذار، بعدما ظنّ اللبنانيون أنّ التموضعات الماضية دُفنت. ها هي تعود من جديد” باريس تدعو لعدم التدخل في الازمة ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى “عدم التدخل” في لبنان. وقال لودريان عند وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل :”لكي يكون هناك حل سياسي في لبنان، يجب ان يكون كل من المسؤولين السياسيين بالتأكيد حريته الكاملة في التحرك وان يكون عدم التدخل هو المبدأ الاساسي”. وصرّح الرئيس اللبناني ميشيل عون يوم الأحد إن حريّة رئيس وزرائه سعد الحريري المستقيل مؤخراً، مقيدة في الرياض. وأكد عون ”على الظروف الغامضة والملتبسة التي يعيش فيها الحريري في الرياض منذ يوم السبت الماضي”. وأشار عون أن الرياض فرضت شروطاً على إقامة الحريري في الرياض. وقال إن: ”هذه الظروف وصلت إلى درجة الحد من حرية الرئيس الحريري وفرض شروط على إقامته وعلى التواصل معه حتى من أفراد عائلته”. وجاء تصريح عون قبيل بث لقاء الحريري. وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري (46 عاما)، أعلن استقالته من رئاسة الحكومة، متهما إيران وحزب الله بالتدخل في الشؤون اللبنانية وفي البلدان العربية. وجاءت استقالة الحريري بشكل مفاجئ بعد عام من تقلده منصبه، خلال تواجده بالعاصمة السعودية الرياض. وكانت زيارة الحريري للسعودية هي الثانية في ظرف أيام، التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقال الحريري في خطاب الاستقالة: ”لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي”، واصفاً الأجواء في لبنان ب”ما كان عليه الحال خلال المرحلة التي سبقت اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وأكد الحريري أنّ لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي، مؤكدا على رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرا إلى أن ”تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي”. وفي الصدد عقدت كتلة ”المستقبل” والمكتب السياسي ل”تيار المستقبل”، مساء الخميس، اجتماعاً ترأسه رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة، الأزمة السياسية التي يمر بها لبنان في غياب رئيس الوزراء سعد الحريري. وأكدت الكتلة ومكتبها السياسي، في بيان، نشر على الموقع الرسمي لتيار المستقبل، أن ”عودة رئيس الحكومة اللبنانية الزعيم الوطني سعد الحريري ورئيس ”تيار المستقبل” ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، وذلك في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللاحترام للشرعيتين العربية والدولية”.