تل ما لا يقل عن 50 شخصا في هجمات مسلحة عنيفة استهدفت أول امس، ثلاث قرى متجاورة بمنطقة غاو شمال مالي بالقرب من الحدود مع النيجر، اضافة الى تدمير عدة منازل وإضرام النار في منازل أخرى ونهب مواشي أصحابها. وذكرت مصادر محلية مقتل 51 شخصا ضمن حصيلة أولية في هجمات متزامنة استهدفت قرى كارو ووتاغونا وداوتيجيفت بمنطقة غاو، في حين أكد مسؤول أمني أن "الارهابيين هاجموا هذه القرى ودمروا كل شيء فيها". وأضاف نفس المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية مقتل 20 شخصا في قرية كارو و14 آخرين في وتاغونا والعديد الآخرين قتلوا في وداوتيجيفت. وأضاف أن المسلحين قدموا على متن درجات نارية وهاجموا القرى وسكانها العزل مخلفين وراءهم مجزرة حقيقية راح ضحيتها عشرات الابرياء من المدنيين العزل، علاوة على الدمار الهائل الذي لحق بممتلكات السكان من منازل واحراق ومواشيهم. وأدانت قوة الأممالمتحدة في مالي "مينوسما" بشدة "الهجمات البربرية التي تستهدف السكان المدنيين"، وأبدت استعدادها لتقديم "المساعدة في فتح تحقيق من أجل تحديد الظروف التي ارتكبت فيها هذه الهجمات الفظيعة". وتزامنت هذه الهجمات الدامية مع مصرع 12 جنديا بوركينابيا على الأقل واصابة ثمانية آخرون بجروح في هجوم شنه مسلحون في شمال غرب بوركينافاسو بالقرب من الحدود مع مالي. وقال وزير الاتصال في بوركينافاسو، أوسيني تامبورا، في بيان أنه "تعرض جنود ومجموعة العمل السريع للمراقبة والتدخل لكمين في منطقة بوكل دو موهون شمال غرب البلاد". وأضاف أن "الحصيلة الأولية تشير إلى مقتل 12 جنديا وجرح ثمانية وفقدان سبعة آخرين"، قبل ان يشير في وقت لاحق الى انه تم العثور على سبعة جنود فقدوا في نفس الهجوم هجوم أحدهم مصاب. ووقع الكمين قرب قرية دونكون التابعة لبلدية تويني في إقليم سورو، حيث قال المتحدث باسم الحكومة البوركينابية إن "عمليات البحث جارية وتم إجلاء الجرحى، مستنكرا "بأشد العبارات هذا الهجوم الهمجي". وكتب رئيس بوركينا فاسو، روش مارك كريستيان كابوري، في تغريدة على تويتر "سنواصل الحرب التي فرضتها علينا القوات الظلامية والوحشية في بلادنا بلا هوادة... تحية لجنودنا الذين سقطوا في تويني ونتمنى التعافي السريع للجرحى". وتشهد مالي ومعها كل دول منطقة الساحل في السنوات الأخيرة تناميا خطيرا للجماعات المسلحة وتلك التي أبدت ولائها لتنظيمات ارهابية على غرار "داعش" و"القاعدة" غالبا ما تستهدف الأهداف العسكرية في بلدان الساحل وقوات الفرنسية المنتشرة هناك والقبعات الزرق. لكن في الفترة الأخيرة أخذت منعرجا خطيرا باستهداف المزيد من المدنيين العزل سواء في مالي او بوركينافاسووالنيجر وتشاد وغيرها.