اعتبر وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، "تلاحم الشعب الجزائري في مجابهة الحرائق التي أضرمتها يد الغدر، ما هو إلى امتداد للوحدة والتلاحم الذي انتهجه الأجداد لدحض المستعمر الغاشم الذي انتهج ذات السبل بإهلاك الأرض والنسل في سبيل زرع الفتنة والشتات بين أبناء الوطن الواحد". وأكد ربيقة، لدى استضافته أول أمس، في برنامج "لقاء اليوم" للقناة الإذاعية الأولى، أن الشعب الجزائري "يستمد قوته من تاريخه وذاكرته الوطنية، ومن مكونات الهوية التي تستوجب الانخراط في مسار التجديد الذي يواكبه تغير على كافة المستويات"، معتبرا الذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام التي جاءت هذه السنة في ظرف استثنائي، "مناسبة للوقوف عند الدلالات الرمزية التي يسترجع من خلالها شبابنا القيم والمبادئ النبيلة التي قامت عليها هذه المحطات التاريخية التي غيّرت مسار الثورة المجيدة، ومكنتها من الوصول إلى المبتغى السامي وهو الحرية و الاستقلال". وأردف الوزير قائلا، "الجزائر اليوم أيضا اقتحمت معركة التجديد والإصلاح والتغيير، وهذا ما نستشفه ونلاحظه من خلال التزامات السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ال54 ذات الدلالة والمرجعية لتاريخ الفاتح من نوفمبر 54 من خلال تعديل الدستور الذي يهدف إلى التجديد والذهاب إلى مؤسسات دولة قائمة لها أهداف تتعلق بالتنمية وتطوير الاقتصاد الوطني، والثبات في مواقف الجزائر في كل القضايا الداخلية والخارجية وعلى رأسها قضايا تقرير المصير." ونوّه ربيقة، بما تضمنه الدستور الجزائري في ديباجته من مسائل تتعلق بالذاكرة الوطنية وملفاتها التي تشهد نقلة نوعية من حيث الدراسة والتناول والمتابعة، كما أشار إلى المادة 80 في فقرتها الأخيرة التي تناولت ضرورة تعليم التاريخ الوطني، "وهي مسألة غاية في الأهمية ومعيار لمدى اهتمام الدولة بموضوع تدريس التاريخ الوطني للأجيال الناشئة لتغذيتهم فكريا والذود بهم عن كل ما من شأنه التعتيم على أفكارهم". أما عن المشاريع المستقبلية التي تعمد الوزارة الوصية إلى تجسيدها على أرض الواقع، فأشار الزير إلى أنه "تأتي في مقدمتها موسوعة تاريخ الجزائر التي ستوكل مهمتها إلى مجموعة من ذوي الاختصاص من مؤرخين وباحثين ومفكرين، لتكون بذلك مادة خصبة تتكفل بإشباع القارئ وكل مهتم بتاريخ الجزائر من الفترة "1830" إلى الفترة "1962". م. ب وزيرا المجاهدين والتضامن يزوران مجاهدة وأرملة شهيد تكريس عرفان الدولة بتضحيات أبنائها قام وزيرا المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، والتضامن الوطني والاسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، أول أمس، بالجزائر العاصمة، بزيارة إلى المجاهدة شملي جكجيكة وأرملة الشهيد سوساوي عائشة، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة يوم المجاهد 20 أوت 1955/ 20 أوت 1956. وكانت المحطة الأولى من هذه الزيارة منزل المجاهدة وأرملة المجاهد شملي جكجيكة بزرالدة، التي استقبلت الوفد الوزاري بالزغاريد مرددة "الله يرحم الشهداء ويطول في عمر المجاهدين"، داعية الله عز وجل إلى لم الشمل الجزائريين وحماية الوطن وابنائه. وشملت المحطة الثانية منزل أرملة الشهيد سوساوي عائشة بشارع الشهداء، حيث أشارت هذه المجاهدة صاحبة 90 حولا، إلى الدور والنشاطات التي كانت تقوم بها الى جانب زوجها خلال الثورة التحريرية.وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، بالمناسبة أن إحياء ذكرى الهجومات على الشمال القسنطيني 1955وانعقاد مؤتمر الصمام 1956، تعد "محطتان عزيزتان على الشعب الجزائري وعرفانا للمجاهدين والشهداء وأسرهم "، مشيرا إلى أن الدولة أقرت هذا اليوم الوطني لتأسيس مفهوم العرفان الحقيقي اتجاه هذه الفئة الخاصة. واعتبر في هذا الإطار أن "رسالة الوحدة الوطنية والتكاثف والتآزر بين الجزائريين من أهم الرسائل التي يمكن استخلاصها من هذه الذكرى، وأن الدولة ستعمل كل ما عليها لضمان حقوق هذه الفئة". وبخصوص ملفات المفقودين من الشهداء، أكد الوزير أنها "تعد إحدى عناصر الذاكرة الوطنية التي تجتهد الوزارة وتحظى بالعناية والدراسة". وأشارت بدورها وزيرة التضامن الوطني، أن هذه الزيارة تعد عينة و«رمزا للكفاح من أجل إبراز تضحياتهن إلى جانب الشهداء ليكنّ قدوة للحاضر والمستقبل". واعتبرت المسؤولة الحكومية، أن "الأجيال الصاعدة من النساء على العهد باقيات حافظات لأواصر الأخوة والتضامن والوحدة الوطنية التي هي "أمانة للشهيدات والمجاهدات وكل الشهداء الأبرار"، مشيرة في هذا الإطار إلى تضامن الشعب الجزائري خلال موجة الحرائق التي عرفتها عدة ولايات، "مما أكد الأخوة والتضامن والوحدة الوطنية التي تبقى قناعة راسخة لديه". وقدم الوزيران بالمناسبة شهادات اعتراف وتقدير للمجاهدة شملي وأرملة الشهيد سوساوي نظير دورهما خلال الثورة. كما قاما بمرافقة الأطفال التابعين للمؤسسات تحت وصاية وزارة التضامن الوطني، في جولة استطلاعية الى المتحف الوطني للمجاهد ، حيث قدمت لهؤلاء الاطفال شروحات وافية حول المراحل التاريخية لمختلف الانتفاضات الشعبية وثورة التحرير الوطني وأكد الوزيران، بهذه المناسبة حرصهما على مبدأ المحافظة على الثوابت الوطنية وتلقينها للأجيال الصاعدة. س. س