كان على منتج "عندما تتمرد الأخلاق" أن يتوخّى الدقة في اختياراته تزورون الجزائر لثاني مرة، فبعد مهرجان الفيلم العربي انتم اليوم ضيف شرف الطبعة السادسة لتظاهرة الفنك الذهبي؟ هذا صحيح، أحضر اليوم في إطار تظاهرة الفنك الذهبي التي أعتقد أنها نشاط ثقافي وإبداعي تتوج من خلاله أعمال المبدعين وتشكر جهودهم المبذولة وما تركوه من أثر، وأعتقد أن هذا النوع من المهرجانات ضروري لإعطاء جرعة من النشاط للحقل الثقافي والإبداعي. من بين الأعمال المطروحة للتكريم اليوم مسلسل "عندما تتمرد الأخلاق" وهو إنتاج جزائري سوري مشترك هل يمكن أن نعرف تقييمكم لهذا العمل ؟ في الحقيقة أنا لم أشاهد العمل للأسف بل أجزاء منه فقط، لكن من حيث المبدأ أرى أنه إذا كان هناك تلاقي بين مكانين في الوطن العربي أو أكثر لإنتاج مشروع ثقافي مشترك، فمن الأفضل أن يقوم هذا التواجد على روابط عضوية يتطلبها العمل نفسه لا أن يقحم بشكل مفتعل، بحجة أننا أمة واحدة ونسعى بالفن إلى تحقيق ما عجزت عنه السياسة، لأن ذلك سيكون له انعكاس مباشر على العمل. أما إذا كان هذا التواجد للطرفين في عمل عضوي وكيميائي وبشكل جيد فأنا أعتبره مشروعا هاما. لكن مسلسل "عندما تتمرد الأخلاق" تعرض للعديد من الانتقادات عند عرضه في الجزائر بسبب الضعف الذي ظهر به العمل مقارنة بالمستوى الذي تعرف به الدراما السورية؟ هذا الموضوع يخضع لعقلية كل إنتاج، من ينتج العمل؟ من يختار الأطراف المشاركة فيه؟ لأنه دائما هناك مسألة التفاوت في الإمكانيات، فإذا كان للطرف الإنتاجي خيارات أدت إلى هذه النتيجة فلابد من إعادة الحسابات والتساؤل لماذا الدراما السورية جيدة ولم يستطع هذا العمل أن يظهر بالمستوى المطلوب، فيجب أن نعيد الحسابات بطريقة التعامل مع عناصر العمل ليؤدي إلى إنتاج أكثر أهمية، وهذا السؤال يطرح على الجانب الإنتاجي. الفنان بسام كوسا معروف بأعماله السينمائية والدرامية، هل لديكم فكرة عن الإنتاج الدرامي الجزائري أو حتى السينمائي؟ كان لي تصور عن الواقع السينمائي الجزائري سابقا، حيث كان في الريادة بالنسبة للعالم العربي، لكن الظروف حالت دون أن تتطور هذه التجربة وآمل أن تستعيد الحركة السينمائية الجزائرية عافيتها كما في كل مناحي الحياة الأخرى، نحن بحاجة إلى جزائر واقفة على قدميها ومتماسكة البنية. تحدثنا عن الإنتاج الجزائري السوري المشترك هل يمكن أن نرى الفنان بسام كوسة الدقيق في خياراته في عمل مشترك مع الجزائر؟ هذا يفرضه العمل نفسه إذا كان هناك عمل مكتوب بشكل لائق والظروف الفنية والإبداعية جيدة، فلن أتوانى عن العمل، أما إذا لم تتوفر فلن أكون. في أي ثوب سنرى الفنان بسام كوسا خلال رمضان المقبل؟ انتهيت من تصوير عملين تلفزيونيين أحدهما "سحابة صيف" لإيناس عيد، إخراج مروان بركات، ومسلسل ثان بعنوان "زمن العار" لحسن سامي يوسف وإخراج رشا شربتجي.