استحوذ الفنانون السوريون على أهم جوائز الطبعة السادسة لمسابقة الفنك الذهبي التي احتضنها المسرح الوطني محي الدين بشطارزي سهرة الخميس الماضي بحضور كل من كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي ومدير التلفزيون الجزائري عبد القادر علمي وكوكبة كبيرة من الفنانين الجزائريين إلى جانب نجمي السهرة، الفنان السوري الكبير بسام كوسا والفنانة المصرية بوسي. وقد عادت جائزة أحسن أداء رجالي للفنان السوري المعروف باسم ياخور عن دوره في مسلسل "عندما تتمرد الأخلاق" الذي أنتجه التلفزيون الجزائري بالاشتراك مع الشقيقة سوريا، كما عادت جائزة أحسن أداء نسائي للفنانة السورية أيضا كندا حنا عن دور البطولة في العمل، في الوقت الذي غاب فيه كل فريق المسلسل من السوريين عن سهرة الفنك الذهبي. كما عادت جائزة السيناريو للسيناريست الجزائريةالشابة المقيمة بسوريا سميحة سعيد خليفة عن نفس العمل، ليتقاسم الفنانون الجزائريون باقي الجوائز بما فيها جائزة أحسن إخراج التي ظفر بها المخرج التلفزيوني محمد حازورلي عن مسلسله "البذرة 2". هذا الترشيح غير المتكافئ أثار استهجان بعض الفنانين الجزائريين حيث رأى بعضهم أن ترشيح فنان في قامة السوري باسم ياخور الذي يضم رصيده الفني العديد من الأعمال الدرامية إلى جانب كل من الفنان الجزائري محمد عجايمي ومصطفى لعريبي إجحاف في حق الفنانين، في الوقت الذي رأى بعضهم كون الفنانين المتوّجين من سوريا لا يعني أنهما يستحقان بالضرورة جائزة أحسن أداء خاصة وأن الفنانة كندا حنا هي أيضا فنانة مبتدئة ولا تملك رصيدا فنيا كبيرا، كما أكد فريق ثالث أن مسابقة الفنك الذهبي هي المنبر الوحيدة الذي تقيم فيه الأعمال الدرامية الجزائرية والفنانون الجزائريون ينتظرونها طوال السنة، فمن غير المعقول أن يزاحمهم فيها فنانون آخرون ومن سوريا التي تعيش الدراما التلفزيونية فيها عصرها الذهبي. وأكد الفنان محمد عجايمي ل "المساء" أنه ليس منزعجا من عدم تتويجه بالفنك الذهبي، في حين قال الفنان مصطفى لعريبي أنه كان يعلق آمالا على لجنة التحكيم التي فصلت في الموضوع، وهو يحترم اختيارها خاصة وأن الفنان باسم ياخور لا يستهان بقدراته، على أن الشقيقة سوريا تنظم هي أيضا -يقول لعريبي- مسابقات مثيلة تكرّم فيها الفنانين الجزائريين. أما رئيسة لجنة التحكيم المخرجة يمينة بشير شويخ، فقد أكدت من جهتها أن اللجنة لم تأخذ بعين الاعتبار أسماء الفنانين ولا مستوياتهم ولا انتماءاتهم لكنها تعاملت مع الفنانين من زاوية العمل المطروح للمنافسة وفقط. ورغم ذلك فقد شهدت الطبعة السادسة للفنك الذهبي حجب ثلاث جوائز هي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أحسن ديكور وكذا جائزة الجمهور التي كانت تفتح أسابيع قبل حلول ليلة الفصل ليتسنى للمشاهدين المشاركة في الاختيار، كما عودتنا عليه الطبعات السابقة للمسابقة. من جهة أخرى شهدت سهرة الفنك الذهبي تكريم كل من الفنان السوري المتألق بسام كوسا الذي يزور الجزائر لثاني مرة بعد أن حل ضيفا على الطبعة الأولى لمهرجان الفيلم العربي بوهران في 2007، وقد عبر الفنان الذي عشقه الجمهور العربي عبر عديد الأدوار التي أداها لا سيما دور "نصار ابن عريبي" في مسلسل الخوالي، و"المخرز" في "ليالي الصالحية " والايداشري في "باب الحارة1"، عن سعادته بوجوده في الجزائر قائلا وهو يعتلي خشبة بيت محي الدين بشطارزي، انه جاء من بلد الأمير عبد القادر إلى بلد الأمير عبد القادر التي يتمنى أن يراها دائما معافاة، مضيفا: "نحن بحاجة لجزائر صحيحة ومعافاة التي افتقدناها منذ زمن". وكرمت السهرة كذلك الفنانة المصرية "بوسي" التي تزور الجزائر لأول مرة رفقة إحدى ابنتيها من الفنان المعروف نور الشريف. وقد سعى المشرفون على مسابقة الفنك التي يشترك في تنظيمها كل من مؤسسة الفنك الذهبي التي يديرها المدير السابق للتلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي والتلفزيون الجزائري، إلى المحافظة على البريق والأبهة التي ظهرت بها الطبعات السابقة للتظاهرة باستقدام السجاد الأحمر وسيارة "ليموزين"، رغم غياب ملتقى الشيراطون حول الدراما المصاحب للتظاهرة والذي كان يستضيف زبدة النقاد والمختصين في الدراما العربية وكذا تغيب جائزة الدراسات الأكاديمية حول الدراما، واقتصار الحضور العربي على فنانين فقط في الوقت الذي شهدت الطبعات الفارطة استضافة نجوم مصر وسوريا ولبنان... وأسماء لامعة بثقل يحيى الفخراني ومحمود ياسين وعزت العلايلي وسوزان نجم الدين وسلمى المصري وصباح الجزائري... كما لم تشهد الطبعة السادسة سهرة حالمة يحييها فنانون كبار من طراز ماجدة الرومي وديانا حداد ...