إستطاعت الدراما السورية الجزائرية ''عندما تتمرد الأخلاق'' من افتكاك حصة الأسد بفوزها بعديد الجوائز في مسابقة ''الفنك الذهبي'' الذي احتضنه ركح محي الدين بشطارزي أول أمس الخميس بحضور جمهور غفير ونخبة من كبار الفنانين الذين صنعوا الدراما الجزائرية.. رغم ما تميزت به الشاشة الجزائرية من عروض متنوعة لمسلسلات وطنية، إلا أن ''الفنك الذهبي'' في طبعته السادسة عرف منافسة باهتة بين 04 مسلسلات هي ''قلوب في صراع''، ''أشواك المدينة''، ''البذرة'' و''عندما تتمرد الأخلاق'' في حين تم إقصاء مسلسلات صنعت الحدث وسط الأسرة الجزائرية، وتمكنت بلا منازع من جلب إعجاب الجمهور والالتفاف طيلة شهر رمضان حول القناة الجزائرية خاصة لما تعرفه هذه الأخيرة من عزوف عن مشاهدتها. فقد غابت ''عائلة الجمعي'' لقاسم جعفر عن المنافسة وهو الانتاج الكوميدي الذي تمكن من افتكاك جائزتي أحسن ديكور وأحسن إضاءة في مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وكان سيكون منافسا قويا في مسابقة الفنك الذهبي إلى جانب ''عمارة الحاج لخضر'' التي غابت بدورها عن المنافسة. مسابقة الفنك الذهبي وإن بدأت مشوارها الخماسي بأسلوب جديد أثناء تقديم الجوائز إلا أنها تميزت بنوع من الفتور، وغاب عنها ذلك الحماس المعهود الممزوج بالتوتر أثناء تقديم اسم الفائز، وكأن القائمون على المؤسسة أرادوا فقط تنظيم المسابقة حتى لا تغيب عن مشاهديها.. محمد عجايمي، مصطفى لعريبي وباسم ياخور هي الأسماء التي تنافست على أحسن أول دور رجالي لتكون المفاجأة بفوز الفنان السوري باسم ياخور عن دوره في مسلسل ''عندما تتمرد الأخلاق'' ويطيح بعملاق الشاشة الجزائرية محمد عجايمي الذي أبدع في عديد الأدوار آخرها مسلسل البذرة في جزئه الثاني، كما تمكنت ''كندة حنه'' من افتكاك جائزة أحسن أول دور نسائي عن مسلسلها ''عندما تتمرد الأخلاق''، ولم تتمكن الفنانة القديرة صاحبة الأدوار الصارمة سليمة لعبيدي النيل من الفنك الذهبي لتختطفه منها ''نسيمة شمس'' التي أبدعت في مسلسل ''قلوب في صراع'' فنالت جائزة ''أحسن دور ثانوي نسائي'' واستطاع رضا لغواطي نيل جائزة ''أحسن دور ثانوي رجالي'' لدوره في مسلسل ''عندما تتمرد الأخلاق''، في حين عادت جائزة أحسن سيناريو لسميحة سعيد خليفة منتجة فيلم ''عندما تتمرد الأخلاق''، وتنفس محمد عجايمي الصعداء عندما أعلنت المنشطة فوز محمد حازورلي بجائزة أحسن إخراج عن مسلسل ''البذرة'' . إلى جانب ذلك فقد عادت جائزة ''أحسن تركيب'' لكل من الهاشمي ملياني وزهير لوراري عن مسلسلهما ''البذرة''، وافتك سعيد بوشلوش عن ''قلوب في صراع'' جائزة أحسن موسيقى تصويرية، أما أحسن صوت فقذ نالها حكيم تومي أيضا عن مسلسل ''قلوب في صراع''، وقام كل من عز الدين ميهوبي وعبد القادر العلمي بتقديم شهادات شرفية لضيفي الجزائر الفنان السوري بسام كوسا والفنانة المصرية بوسي.. تعددت الطبعات.. والأخطاء واحدة ''ألا تكفي 06 سنوات لتدارك الأخطاء؟ رأيت أنه من الأجدر أن أبدأ كلامي بهذا السؤال الذي اختلج مخيلتي وأنا أشاهد مسابقة الفنك الذهبي.. 06 طبعات يعني 06 سنوات ونحن نشاهد نفس الهفوات التي لم يتمكن القائمون على مؤسسة الفنك تداركها، لتصبح تقليدا راسخا تعود المشاهد الجزائري على رؤيتها، بداياتها تلك الكلمات المبعثرة التي لم يستطع جل فنانينا ومبدعينا لم شتاتها وهم يتسلمون الجوائز، فقد يكون كما يقولون التوتر هو السبب لكن ذلك لا يمنع من قول ولو جملة واحدة مفيدة ف''خير الكلام ما قل ودل''، والأدهى من ذلك أن هناك من تحدث باللغة الفرنسية فخانتهم كلماتهم أيضا، وتناسوا أن بالقاعة ضيوفا قدموا من دول عربية لهم الحق في فهم ما يُقال، وإن كانت المنشطة تترجم ما يقولونه إلا أن ذلك كان بالعامية لا باللغة العربية فأتبثت بذلك مقولة ''لمن تقرأ زابورك ياداوود''، ولا محالة وأنت تشاهد ''الفنك الذهبي'' يتبادر إلى ذهنك تلك المسابقات التي تنظم بالدول العربية.. تنظيم محكم، كلام في متناول الجميع، وتنشيط في المستوى، هذا الأخير حدث ولا حرج وإن كانت المنشطة هنا أحسن من سابقاتها إلا أنها سقطت في هفوات كثيرة كان بإمكانها تجاوزها وأخص بالذكر هنا عدم معرفتها للإسم الكامل لضيف الجزائر بسام كوسا، فتوقفت عند ذكر ''بسام'' وبقيت تنتظر الفرج لعل هناك من يجود عليها بإسمه الكامل لكن لا حياة لمن تنادي. أخطاء مسابقة ''الفنك الذهبي'' لا تعد ولا تحصى كان بالإمكان تداركها فمتى نرتقي إلى مصاف المسابقات العربية