ستنطلق في الأسابيع القليلة القادمة دورة تكوينية تخص الوقاية من الإصابة وانتقال داء الملاريا برعاية الصندوق العالمي لمكافحة الايدز، السل والملاريا التابع للهيئة الأممية بهدف تخفيض الوفيات بهذا الداء الى النصف في العالم بحلول 2010، ومن المنتظر أن تتبع الورشة التكوينية بخمس دورات أخرى في نفس الموضوع حسب ما صرح به تصريح الدكتور محمد وحدي مدير الوقاية بوزارة الصحة ل"المساء" على هامش الاحتفال باليوم العالمي للملاريا المنعقد أمس بمعهد الصحة العمومية بالعاصمة. ويسجل في الجزائر أن معظم حالات الإصابة بداء الملاريا القابل للشفاء تنتقل إلى أرض الوطن من دول الجوار الجنوبية التي يتفشى ويتوطن فيها المرض بكثرة على المستوى الإفريقي وذلك بنسبة 90? . وتظهر إحصائيات مديرية الوقاية بوزارة الصحة لسنة 2008 تسجيل 196 حالة إصابة بداء حمى المستنقعات (الملاريا) منها 4 حالات إصابة فقط محلية والبقية كلها "مستوردة" من دول الجوار لافريقيا جنوب الصحراء، بحسب المسؤول الذي أكد أن الجزائر تصنف كدولة عبور للداء ووضعية محاربة الملاريا تحت السيطرة "غير أن هذا لا يعني التفاؤل الكلي وإنما لابد من اليقظة تحسبا لأي طارئ". وتبقى أحسن طريقة للمواجهة، دعم الدراسات المتخصصة في محاربة انتشار الأمراض عن طريق الحشرات من جهة، وكذا دعم نظام الإعلام الجغرافي لمراقبة الحدود خاصة في مجال تنقل البعوض الحامل للأوبئة من جهة أخرى، دون إغفال جانب المراقبة الوبائية برشّ بؤر انتشار الحشرات بالمبيدات أو حتى أماكن يحتمل أن تتعرض لأسراب الحشرات الحاملة للمرض، والمراقبة الوبائية للأشخاص المعرضين للوباء. وبحسب المسؤول، فإن البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لسنة 1963 قد أعطى ثماره منذ بداية تطبيقه، بحيث ساهم في التقليل من نسبة الإصابة بشكل كبير. وسجلت الجزائر خلال الفترة الممتدة ما بين 2000 و2007 أكثر من 2500 حالة اغلبها في المناطق الجنوبية والصحراوية، مما يعكس نجاح البرنامج خاصة وأن السلطات المعنية توصلت إلى القضاء نهائيا على انتشار الإصابة على مستوى بعض الولايات مثل تمنراست، أدرار، ور?لة وغرداية،وهي نفس الولايات التي سجلت بها نسبة عالية من حمى المستنقعات قبل بدء تطبيق البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا. و يهدد داء الملاريا المتنقل عن طريق لسعة البعوض 40 بالمائة من سكان العالم، حيث يصيب سنويا من 350 إلى 500 مليون شخص عبر العالم، 59 بالمائة منها في إفريقيا و38 بالمائة في آسيا و3 بالمائة فقط في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد رصد الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، السل والملاريا للفترة 2008 - 2012 ميزانية خاصة لتطبيق برنامج جديد لمكافحة الملاريا قدرها 3.7 مليار دولار منها 46 مليون دولار للمبيدات الحشرية بغية تعميم استخدامها لإنقاذ حياة حوالي 500 مليون شخص سنويا عبر العالم غالبيتهم أطفال ونساء حوامل، ما يجعل الداء يصنف في المرتبة الثالثة لأهم الأمراض المعدية في العالم بمعدل انتشار يصل إلى 2.3 بالمائة و9 بالمائة على مستوى إفريقيا. يشار إلى أن انتقال هذا النوع من المرض ، المنتشر بكثرة في دول جنوب إفريقيا، نحو المناطق الجنوبية للوطن يأتي نتيجة عبور سكانها عن طريق الهجرة غير الشرعية واحتكاكهم بالسكان الأصليين، لكن مع جهود السلطات المحلية لتكثيف المراقبة الطبية عبر الحدود الجنوبية وتطعيم كل المواطنين المقبلين على التوجه نحو الدول الإفريقية تراجعت نسبة الإصابة بالداء، مما حاول دون انتشاره وزحفه نحو المناطق الشمالية.