❊ دعوة المانحين للإسراع في توفير 606 ملايين دولار أطلق الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، أمس، نداء عاجلا لمساعدة أفغانستان الواقع مجددا تحت سلطة حركة طالبان التي عادت الى سدة الحكم منتصف الشهر الماضي، بالتزامن مع الانسحاب العسكري الأمريكي النهائي من هذا البلد المضطرب بعد 20سنة منغزوه. وقال الأمين العام الأممي في كلمته أمام مؤتمر المانحين الذي نظمته أمس، الأممالمتحدة بمدينة جنيف السويسرية، إن "الأفغان بحاجة الى عوامة النجدة" من أجل مواجهة ما يمكن أن تشكل "الأوقات الأكثر خطورة". وبعد أن ذكر بأن اقتصاد أفغانستان على وشك الانهيار يضاف له معاناتها من جفاف حاد وجائحة كورونا وهي التي خرجت لتوها من اتون حرب دامت 20 عاما، أشار الى أن المنظمات الانسانية بحاجة الى 606 ملايين دولار مع نهاية العام من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية ل11 مليون أفغاني من أصل 38 مليون تعداد سكان هذا البلد. وبينما أعلن أن الأممالمتحدة نفسها ستجمع 20 مليون دولار من صندوق مساعدات الطوارئ لدعم العمل الإنساني على الفور، طالب بضمان ممر لإيصال المساعدات وأيضا ممر آمن نحو المناطق التي هي بحاجة الى المساعدة العاجلة. كما شدد على الحاجة للحفاظ على حقوق النساء والفتيات الأفغان بما فيها تمكينهن من التعليم وخدمات أخرى ضرورية، مشيرا في هذا السياق الى أن "واحدة من النقاط الايجابية اليوم في أفغانستان جيل جديد من القادة المتعلمين ورجال الأعمال الذين تضاعفوا خلال العقدين الماضيين". ليختم في الأخير بالتأكيد على أن ندوة أمس "ليس فقط ما سنعطيه للأفغان، بل هو أيضا ما ندين لهم به". وحدد غوتيريس، للمانحين الدوليين أربعة مجالات أساسية "لمواصلة جهودنا لإنقاذ الأرواح في أفغانستان أولها التمويل الذي يجب أن يكون سريعا ومرنا بما يكفي للتكيف مع الظروف سريعة التغير على الأرض". ويتمثل المجال الثاني في إنشاء "جسر جوي مع العاصمة كابل ومراكز أخرى في أفغانستان لنقل المساعدات الإنسانية". أما المجال الثالث فيتضمن "حماية حقوق النساء والفتيات في أفغانستان وفتح المجال للوصول إلى التعليم والخدمات الأساسية الأخرى"، فيما يتمثل الرابع "ضمان أن تحافظ استجابتنا الإنسانية على سبل العيش بالبلاد". وعقدت الأممالمتحدة أمس، بمقرها بجنيف، مؤتمرا دوليا للمناحين لدعم افغانستان حضره قرابة 40 وزيرا من مختلف الدول وعرف مشاركة اطراف أخرى عبر تقنية التحاضر عن بعد، طالبت فيه بزيادة سريعة في التمويل لاستمرار العملية الإنسانية لإنقاذ الحياة والدعوة إلى وصول إنساني كامل وبدون عراقيل لضمان استمرار حصول المواطنين الأفغان على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها.