تعرف منطقة بن زايت أو الحلوفة التي تبعد عن عاصمة الولاية إيليزي بحوالي 15 كيلومترا، بخصوبة أراضيها، مما جعلها محط أنظار العديد من الفلاحين الذين أغرتهم خصوبتها فجسدوا العديد من المستثمرات الفلاحية بها، ومع أن هؤلاء الفلاحين متفائلون بخصوبة اراضي الحلوفة وبنجاح الزراعة بها، إلا أنهم مستاؤون من وجود العديد من المشاكل التي تعرقلهم. ... ومن أهمها نقص اليد العاملة، وهو ما يؤدي ببعض اصحاب هذه المستثمرات، إلى الاستنجاد بالفلاحين الشباب الذين يشترطون اقتسام الربح مناصفة بينهم وبين صاحب الأرض لقاء عملهم بالمستثمرات وهو ما يخضع له أصحاب الاراضي على مضض. كما يعاني الفلاح بالحلوفة كذلك من مشكل الرمال الذي يحيط المستثمرات من كل الجهات، مما يتسبب في هلاك الزرع، وهو ما يستوجب كراء آلة خاصة بإبعاد الرمال والتي يطالب ملاكها بدفع 4500 دينار للساعة الواحدة، وهذا ما لا يلائم اصحاب هذه المستثمرات، لا سميا وأن ابعاد الرمال عن الاراضي المزروعة يتطلب عمل الآلة على مدار ثلاثة ايام او اكثر، هذا بالإضافة الى مشكل عدم توفر الكهرباء بشكل يكفي جميع المستثمرات الفلاحية هناك، اذ تتقاسم اكثر من خمس مستثمرات عدادا كهربائيا واحدا، مما يجعل المنتوج الفلاحي ضئيلا مقارنة بقدرة الارض على الإنتاج، وهذا بالضغط على العدادات زيادة على بعد عدة مستثمرات عن مكان وجود العدادات لمسافة قد تزيد عن الكيلومتر الواحد وهو يجعل الكهرباء غير قوية الشيء الذي يجعل المضخات غير قادرة على اخراج او ضخ المياه الباطنية لسقي الاراضي بكمية كافية، وبالتالي حدوث خسائر في المنتوج الفلاحي. وتجدر الإشارة هنا الى ان المضخات المتوفرة من النوع الصغير اذ لا يمكن للفلاح اقتناء الكبيرة منها لأن طاقة الكهرباء المتاحة تعجز عن تشغيل مضخات كبيرة الحجم، كما أن مجموعة الفلاحين المشتركين في عداد واحد يسددون فاتورة كهرباء واحدة مشتركة بينهم بنفس المبلغ ويتساوى بالتالي الذي استهلك الكهرباء بشكل كبير والذي استهلكها بشكل معقول، وعلى حد قول احد فلاحي الحلوفة، فإنه في كل عام يزيد عدد المستثمرات فيما يبقى عدد العدادات على حاله.. مؤكدا على وجوب توفر عداد لكل مستثمرة ويكون قرب بئر السقي. مشكل آخر يضاف الى المشاكل المذكورة آنفا، والمتمثل في انعدام احواض السقي التي تستعمل لتخفيف الضغط عن المضخات، كما تساهم في تبريد المياه. ومن جهة أخرى، أوضح فلاحو هذه المنطقة، ان المسلك الرابط بين المنطقة وبين عاصمة الولاية إيليزي وعر ويصعب على سائق عادي سلكه، إلا إذا كان سائقا محترفا وقادرا على السياقة على الكثبان الرملية والمسالك الوعرة وعلى الحجارة، وأيضا لابد أن تكون السيارة رباعية الدفع وإلا فإنها لن تتمكن من دخول المنطقة أساسا، وهو ما يعرقل عملية تسويق منتوجاتهم الفلاحية بوسط مدينة ايليزي، التي يستحيل الوصول إليها في اغلب الاوقات. الأدوية النباتية والاسمدة هي الاخرى، غير متوفرة بإيليزي، مما جعل الفلاحين متخوفين من فساد محاصيلهم، لا سيما وأن هناك حشرات تهاجم المزروعات وعلى رأسها دودة العسيلة التي تقضي في وقت قصير على النباتات والمنتوجات الفلاحية، وعلى رأسها السلطة والبشنة والبطيخ وغيرها. ومن جهتها، أكدت المديرية الولائية للمصالح الفلاحية بإيليزي، أن الفلاحين بالحلوفة يعانون فعلا من هذه المشاكل، وبخصوص إيصال الكهرباء الريفية فقد تم مؤخرا تسجيل عملية على مستوى مديرية الطاقة والمناجم وتمت الدراسة الخاصة بالعملية وينتظر رصد المبلغ لإنجاز المشروع ومن المتوقع أن ينتهي هذا المشكل نهائيا في اطار البرنامج الخماسي الجديد. ودعا مدير الفلاحة، السيد ابراهيمي احمد، جميع الفلاحين إلى التقرب من مندوبيات المصالح الفلاحية، قصد الانخراط في البرنامج الجديد الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أثناء لقائه بالفلاحين في الثامن والعشرين من فبراير الفارط بالقاعة المتعددة الرياضات ببسكرة، والذي يتضمن الدعم الفلاحي - سابقا - في إطار الصندوق الوطني لتنمية الاستثمار الفلاحي. مضيفا أنه توجد مدونة مشاريع في هذا السياق تتضمن تدعيم الفلاحين بالأحواض وبالآبار وبقنوات سقي وغيرها. وفيما يتصل بإنجاز مسلك مؤد الى المستثمرات الفلاحية الواقعة بمحيط بن زايت، فقد اكد ذات المسؤول أن المصالح الفلاحية سوف تنجز مستقبلا مسلكا على مسافة خمسة كيلومترات. أما عن مشكل غلاء البذور ونقص توفرها، فأجاب مدير الفلاحة بولاية إيليزي، أن المديرية لا تمون الفلاح بالبذور، وشراؤها يكون على عاتق الفلاحين، وبالنسبة لمشكل نقص الأسمدة أفاد السيد ابراهيمي بأن الفلاح يسيء استعمالها، مما يجعلها خطرا على المحاصيل الزراعية، ولهذا السبب فإن هناك اجراءات جديدة فيما يتعلق بتزويد الفلاحين بالأسمدة، لذا يجب عليهم الاتصال بتعاونية الحبوب الواقعة بورقلة لاقتنائها وفق شروط محددة. مشيرا الى أن الادوية النباتية متوفرة على مستوى جميع المندوبيات.. كما أن المرشدين والتقنيين الفلاحيين يزورون المستثمرات، وما على الفلاح إلا التقرب من المندوبيات وطلب الأدوية ونصائح المرشدين والتقنيين.