أكد وزير الصناعة، أحمد زغدار، أن الدولة عازمة على مرافقة كل المستثمرين الراغبين في ولوج الأسواق الخارجية وتصدير منتجاتهم، ضمن استراتيجية تشجيع الانتاج الوطني. وأبرز الوزير في تصريح خلال زيارة عمل و تفقد قادته، أمس، إلى ولاية جيجل أهمية الانفتاح على الأسواق الخارجية الأفريقية خاصة منها أسواق دول الجوار باعتبارها أسواقا واعدة لتصدير المنتجات المصنعة محليا، مؤكدا على المرافقة و التسهيلات الكبيرة التي ستقدمها الدولة للمصدرين. وخلال تفقده لشركة "بريلاكس" لإنتاج مواد التنظيف بمنطقة "بورمل"، التابعة لمستثمر خاص، أكد ذات المسؤول على وجود قدرات وكفاءات جزائرية محلية، على غرار المخابر الجامعية التي بإمكانها أن ترفع التحدي اقتصاديا ما يستدعي استغلالها في مختلف الاستثمارات، مشيدا في ذات السياق بالدور الكبير الذي لعبته هذه الشركة الخاصة في مرافقتها للسلطات المحلية في ظل انتشار جائحة كوفيد-19 بتوفيرها لمواد التنظيف ومختلف المعقمات محليا وحتى وطنيا بعد أن تمكنت من تلبية 35 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية في هذا المجال. من جانب آخر، شدد وزير الصناعة على ضرورة دخول مصنع استخراج وطحن البذور الزيتية "نيتريس" ببلدية الطاهير مرحلة الإنتاج في أقرب الآجال، وأبرز لدى معاينته مختلف وحدات هذا المصنع الذي تقدمت أشغال إنجازه بنسبة 70 بالمائة الأهمية التي توليها الحكومة لاستكمال هذا المشروع الذي عادت ملكيته للدولة لكي يدخل الإنتاج في أقرب الآجال الممكنة. وبعد استماعه لعرض حول الوضع العام للمصنع، قال ذات المسؤول إن نقل ملكية المصنع لفائدة الشركة العمومية الجزائرية القابضة "مادار" من شأنه أن يعطي دفعا إضافيا لوتيرة أشغال إنجاز المشروع بعد توقف دام لأكثر من سنتين"، كما من شأنه بعد دخوله الإنتاج أن يضع حدا للمضاربة والاحتكار في ماتي زيت المائدة والأعلاف. وبعد دخول المصنع مرحلة الإنتاج سيتم توفير حوالي 40 بالمئة من احتياجات السوق الوطنية من زيت المائدة و70 بالمئة من أعلاف الأنعام، حسب ما اكده ، خالد بولعبايز مسؤول تقني بذات المصنع. ضرورة مراجعة أسعار حديد البناء، كما دعا وزير الصناعة المتعاملين والمختصين في صناعة الصلب إلى ضرورة "مراجعة أسعار حديد البناء" خاصة بعد تسجيل انخفاض أسعاره في الأسواق الدولية. ولدى معاينته لوحدات الإنتاج بالشركة الجزائرية القطرية للصلب ببلارة بالميلية، قال زغدار أنه "يتعين على المصنعين من مركب بلارة بجيجل و سيدار الحجار (عنابة) ومركب الحديد والصلب توسيالي (وهران) مراجعة أسعار الحديد وكذا الحرص على تقليل تكلفة الإنتاج بما يتوافق وأسعار الأسواق الدولية". وبعد أن أثنى الوزير على الشراكة الجزائرية القطرية بمركب بلارة واصفا إياها بالاستثمار "رابح رابح"، قال إنه "تمت إعادة بعث كل المشاريع المتوقفة بعد تسجيل تعاف من انتشار جائحة كورونا خاصة البرامج السكنية وكذا مختلف التجهيزات العمومية ومن ثمة وجب على مصنعي الحديد المحليين مراجعة أسعار البيع بعد أن عرفت ارتفاعا في الأشهر الماضية و ذلك للسماح بتنفيذ مختلف البرامج". وتطرق الوزير قبل ذلك للمجهودات المبذولة من طرف الطاقم الساهر على إنتاج وتوفير مادة الأكسجين الطبي بمركب بلارة، حيث ارتفعت القدرة الإنتاجية به من 40 ألف لترا يوميا إلى 120 ألف لتر يوميا بسواعد جزائرية مما يعكس، كما قال، "وجود كفاءات حقيقية بإمكانها إعطاء الإضافة اللازمة في مختلف المجالات". بدوره صرح يوسف المهندي الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية القطرية للصلب أن المركب "ثمرة شراكة رابحة جزائرية قطرية باستثمار يزيد عن 2 مليار دولار وقدرة إنتاج سنوية تزيد عن 2 مليون طن وفق المقاييس العالمية"، مشيرا إلى أن المركب هو "مؤسسة مواطنة" ساهم خلال الجائحة بتزويد مختلف المؤسسات الاستشفائية بما يزيد عن 3 ملايين لتر من الأوكسجين الطبي.