تعتزم الحكومة رسميا تجميد عملية استيراد حديد الخرسانة بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي في السوق الوطنية وتمكن المصانع المحلية ممثلة في الحجار بعنابة وبلارة بجيجل وتوشيالي من إحراز فائض يفوق احتياجات السوق بمليوني طن، حيث تم توقيع اتفاقية أمس بين الشركة الجزائرية القطرية للصلب وشركة "بوسكو" الكورية لتصدير 150 ألف طن من الحديد، مع العلم أن نسبة كبيرة من الإنتاج الوطني ستوجه لتموين مشاريع السكن ومصانع الميكانيك والإلكترونيك والتجهيزات الكهرومنزلية. وفي السياق، كشف الرئيس المدير العام لمجمع إيميتال، طارق بوسلامة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي للجزائر في مجال إنتاج الحديد بفعل مركبات ومصانع الحجار بعنابة وبلارة بجيجل وتوشيالي بوهران، حيث يتجاوز الإنتاج حاجة السوق الوطنية بمليوني طن سنويا، وهو ما يدفع الحكومة إلى التوجه خلال المرحلة المقبلة للتصدير نحو الخارج، ووقف استيراد بعض أصناف الحديد، مؤكدا أن الأصناف المنتجة محليا ستوجه أيضا لتموين ورشات البناء ومصانع الميكانيك والإلكترونيك مستقبلا. ويؤكد بوسلامة توقيع اتفاقية شراكة مع الشركة الكورية الجنوبية المتخصصة في مجال الحديد بوسكو، لتصدير 150 ألف طن من الحديد خلال السنة الجارية، وهي الاتفاقية الموقعة بين الشركة الجزائرية القطرية للصلب والشركة الكورية بوسكو، التي تعد شريكا عالميا يمتلك إمكانات كبرى في مجال تصدير واستيراد الحديد، خاصة وأن العرض اليوم يفوق الطلب في السوق الوطنية، مع العلم أن مركب بلارة سينتج بداية من السنة الجارية مليوني طن من الحديد، وهي الطاقة الإنتاجية المعلن عنها عند بداية المشروع، بعد ما دخل هذا المصنع اليوم مرحلة الإنتاج الحقيقية. وشدد بوسلامة على أن مركب الحجار بدوره يقوم اليوم بالتصدير، حيث أحصى تصدير ما قيمته 68 مليون دولار من الحديد خلال السنة الماضية، لاسيما في ظل التشبع من مختلف أصناف الحديد الذي تشهده السوق الوطنية. من جهته، يؤكد رئيس مجلس إدارة شركة الجزائرية القطرية للصلب محمد لمين لبو أن الاتفاقية الموقعة أمس مع شركة بوسكو الكورية، ستسمح بتصدير ما يصل 150 ألف طن من الحديد وهي عبارة عن حديد الخرسانة وقضبان الحديد خلال سنة 2021، كما كشف عن مفاوضات مع عدد من الدول لتصدير الحديد الجزائري بحر السنة الجارية، وقال أن إنتاج مركب بلارة بجيجل يصل مليوني طن من الحديد، بعد دخوله مرحلة الإنتاج النهائية بتاريخ 8 فيفري المقبل، مشددا على المراحل السابقة هي مراحل ما قبل الإنتاج والإنتاج الأولي، والمرحلة المقبلة تشهد دخول وحدة الاختزال حيز الخدمة. وشدد المتحدث على وجود مفاوضات في كل مرة لتثبيت السعر في السوق الدولية، ثم التصدير نظرا للوفرة التي يشهدها الحديد في السوق الجزائرية، كما يتم الإنتاج على مستوى مركب بلارة حسب نسبة الطلب، حيث يتم إنتاج فقط الكميات التي تباع، في حين أكد أن العرض والطلب هما المتحكمان الوحيدان في السوق.