قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، بالسجن المؤبد في حق متهم يوجد في حالة فرار ويدعى (ح/ز) وب 6 سنوات سجنا نافذا في حق شقيقه (ح.ع)، المتابعين بتهمة محاولة القتل العمدي، في الوقت الذي استفاد الأخ الثالث، من البراءة التامة. وقائع هذه القضية تعود إلى ليلة 15 ديسمبر 2008 عندما تلقت مصالح الشرطة بحي الياسمين معلومات بوقوع شجار دامٍ، بين الاخوة الثلاثة من جهة، وأخوين آخرين من جهة أخرى، نظرا لسوء التفاهم الدائم بينهم حول مكان لعرض سلع تجارية على الرصيف، وهو الأمر الذي جعل الإخوة الثلاثة يتربصون بالأخوين الآخرين وينهالون عليهما ضربا مستعملين العصي والخناجر، مما تسبب في إحداث جروح خطيرة للضحيتين على مستوى كافة أجزاء الجسد، لاسيما على مستوى الرأس والبطن واليد بالنسبة للضحية الأولى (ز.ع) فيما تعرض الأخ الثاني لطعنة خنجر على مستوى البطن، مما جعل الطبيب الشرعي يقدر عجزه الصحي بستين يوما. خلال جلسة المحاكمة اعترف المتهمان الحاضران بالشجار الذي حصل مع الضحيتين بسبب المنافسة غير الشريفة والشرسة في احتلال الرصيف بالحي وعرض السلع التجارية للبيع، غير أنهما أكدا أنهما ليسا من قام بالاعتداء، ولكنهما كانا في حالة دفاع شرعية عن النفس بعد تعرضهما للاعتداء من طرف الضحيتين اللذين طبقا المثل الشعبي القائل "ضربني وبكى، سبقني واشتكى" ومن ثم فإنه ومن خلال ازدياد حدة الغضب حصل ما لاتحمد عقباه، باللجوء للدفاع عن النفس، بكل الوسائل المتوفرة ولكن النية - كما قال المتهمان - لم تكن القصد منها إحداث الضرر بالضحايا، كما أن التهمة الموجهة لأخهما الموجود في حالة فرار لا أساس لها من الصحة بسبب عدم وجوده بمكان الجريمة يوم حدوثها، وأن اتهامه جاء بناء على تصريحات كاذبة الهدف منها إغراق العائلة في جملة من المشاكل، التي لاطائل من ورائها، زيادة على أنه أثبت بالأدلة أنه وقت حدوث الشجار كان بمقر عمله، وهو ما يؤكده زملاؤه بالعمل ورئيس المصلحة شخصيا أما الضحيتان فقد أكدا أن المشكل الموجود بين العائلتين والسبب الرئيسي لحدوث الشجار هو رفضهما توقف سيارة المتهمين أمام منزلهما، وأنهما قاما بالاعتداء عليهما بمجرد الاستفسار، ليوجهوا لهما الضربات واللكمات والطعنات التي كادت أن تودي بحياة الاخ الذي يوجد في حالة عجز. ممثل الحق العام خلال مرافعته أكد ترصد المتهمين لضحاياهم وهم مدججين بالسلاح الأبيض والعصي، كما هو مدون في التقرير واعتديا على الضحايا، تحت طائلة العنف محاولين قتلهما بكل بشاعة، مع محاولتهما تضليل الوقائع وتزييفها لمحاولة الإفلات من العقوبة، ليطالب هيئة المحكمة بإدانتهما بأقصى العقوبات، وهو مارفضه اعضاء هيئة الدفاع الذين أكدوا أن أقوال الضحايا غير مؤسسة، وفيها الكثير من التزييف للحقيقة، لتتقدم بمطالبة هيئة المحكمة بالبراءة التامة للإخوة المتهمين لتنطق المحكمة بالحكم سالف الذكر.