قصفت مروحيات إيرانية أمس قرى حدودية في إقليم كردستان العراق بشمال البلاد في خطوة أخرى قد تفتح المزيد من التوتر الأمني في هذا الجزء من الأراضي العراقية المستهدف من قبل المدفعية التركية. وتعد هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها مناطق شمال العراق إلى قصف الطيران الحربي الإيراني بعدما كانت مستهدفة فقط من قبل سلاح الجو والمدفعية التركية بهدف القضاء على متمردي حزب العمال الكردستاني المتمركز بالمناطق الجبلية الكردية. وقال مسؤول في الحرس الحدودي العراقي رفض الكشف عن هويته أن المروحيات الإيرانية قصفت في الساعات الأولى من فجر أمس ثلاث قرى كردية في محافظة السليمانية (330 كلم شمال بغداد) دون أن تخلف ضحايا. وأكد المسؤول الكردي أن الغارات الإيرانية على إقليم كردستان العراق تعتبر الأولى من نوعها. وتهاجم القوات الإيرانية بين الفترة والأخرى عناصر حزب الحياة الحرة "بيجاك" المنضوي ضمن حزب العمال الكردستاني التركي والتي تتخذ من جبال اقليم كردستان العراق الوعرة معقلا لها. وقد أكد المسؤول العراقي أن المناطق التي استهدفتها المروحيات الإيرانية لا تعتبر معقلا لمسلحي بيجاك الذين يتمركزون بكثرة في أقصى الشمال العراقي. وتأتي الغارات الإيرانية بعد أسبوع من مقتل 26 شخصا في معارك ضارية بين عناصر الشرطة الإيرانية ومتمردين أكراد بالقرب من الحدود العراقية من بينهم 18 شرطيا. وقال الحيار مليك شاهي رئيس العدالة في محافظة كرمانشاه أن 18 شرطيا لقوا مصرعهم في حين أصيب 10 آخرون في هذه المعارك. وأضاف أن جثث ثمانية عناصر من حركة بيجاك وجدت في ميدان المعركة في حين تم اعتقال خمسة مشتبه فيهم. للإشارة فإن محافظة كرمانشاه تقع في المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان العراق وتقطنها أقلية كردية وتحولت الى مسرح لمواجهات دورية بين قوات الجيش الإيراني وعناصر الحزب الكردي الانفصالي. وتتهم إيرانالولاياتالمتحدة بدعم عناصر بيجاك إضافة إلى عدد من المنظمات العرقية النشطة عبر الحدود وهو الأمر الذي تنفيه واشنطن دائما. للإشارة فإن حزب الحياة الحرة الانفصالي تأسس عام 2003 في جبال إقليم كردستان العراق الحدودية وعقد ثلاث مؤتمرات تم في آخرها انتخاب عبد الرحمان حاجي أحمدي الذي يعيش في أوروبا رئيسا له.