شن الجيش التركي أمس عملية عسكرية واسعة النطاق مدعومة بطائرات مقاتلة عبر الحدود مع شمال العراق للقضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي يخوض حرب عصابات مع أنقرة منذ عقود· وبدأ الجيش التركي توغله البري في شمال العراق ليلة الخميس الى الجمعة بعد أن مهد الارضية بعمليات قصف جوي ومدفعي مكثف طيلة يومين في عمق الاراضي العراقية في منطقة كردستان التي اتخذها مقاتلو حزب العمالي الكردستاني الى معاقل لهم وقواعد خلفية للانسحاب· وذكرت قيادة هيئة الأركان العامة للجيش التركي في بيان أمس أن القوات المسلحة التركية التي تعطي أهمية كبيرة لسلامة الاراضي العراقية واستقرار هذا البلد ستعود إلى الوطن في أقرب وقت بعد تحقيق أهدافها· وتعد هذه ثاني عملية بهذا الحجم يقوم بها الجيش التركي منذ شهر ديسمبر الماضي حيث سبق له ان حشد قرابة عشرة آلاف جندي عبر الحدود مع شمال العراق وقاد عملية ملاحقة ضد مسلحي الحزب الكردي الانفصالي· وكانت تهديدات تركيا بمطاردة مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية أثارت أزمة حادة بين انقرة وبغداد التي رفضت أي تدخل عسكري ضد اراضيها وطالبت السلطات التركية بالتريث واعتماد الطرق الدبلوماسية لتسوية الازمة مع الحزب الانفصالي· ولكن ذلك لم يمنع تركيا التي تتعرض لضغوطات داخلية للقضاء على المتمردين الاكراد من شن عدة هجمات رئيسية في شمال العراق لدحر مقاتلي هذا الحزب الذي تعتبره الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة إرهابية· ورغم هذا الموقف الامريكي إزاء حزب الكردي إلا أن واشنطن اعتبرت لجوء الجيش التركي الى استعمال القوة في شمال العراق من شانه تاجيج الوضع الامني المتدهور اصلا في هذا البلد وهو الموقف ا لذي آثار استياء السلطات التركية في حينه· من جهتها أكدت القوات الأمريكية على لسان الأميرال جريجوري سميث المتحدث العسكري في بغداد أن هناك ادراكا بأن العملية "مدتها محدودة" وتستهدف بوجه خاص مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الاقليم الكردي في شمال العراق· وأضاف أن تركيا قدمت ضمانات بأنها ستفعل كل ما في وسعها لتجنب أي أضرار جانبية لمواطنين ابرياء أو للبنية التحتية الكردية· وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي ان حكومة بلاده لا تعلم بأي هجوم بري تركي في شمال العراق، في حين طالب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي نظيره التركي باحترام حدود العراق وتجنب المواجهة العسكرية بعد تجدد القصف التركي لشمال العراق· يأتي ذلك في وقت قبل فيه الرئيس العراقي جلال الطالباني دعوة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي مساء الخميس لزيارة تركيا·وقال المالكي أن العراق يعتبر حزب العمال الكردستاني خطرا على الحدود المشتركة للبلدين لكنه دعا للحوار لتحقيق الأمن في المنطقة· ولكن تركيا العضوة في حلف شمال الأطلسي تعتبر ان لها الحق بموجب القانون الدولي في مهاجمة متمردي حزب العمال الكردستاني الذين لجأوا الى شمال العراق وشنوا هجمات داخل تركيا أدت الى مقتل عشرات الجنود في الأشهر الأخيرة·