أعطى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة صباح أمس إشارة انطلاق الاستغلال التجاري لقطار الضاحية الذي يربط الجزائر بالثنية والجزائر بالعفرون، كما دشن خطين جديدين لقطار ذاتي الدفع باتجاه بجايةوسطيف، وذلك بعد أن ترحم على أرواح عمال ميناء الجزائر الذين سقطوا ضحايا غدر الاستعمار الفرنسي في الثاني من شهر ماي 1962. فقد استهل الرئيس بوتفليقة زيارته الميدانية بالعاصمة بوضع إكليل من الزهور والوقوف دقيقة صمت وقراءة فاتحة الكتاب أمام النصب التذكاري المقام قرب مدخل ميناء الجزائر ترحما على أرواح العمال الجزائريين بالميناء الذين سقطوا منذ47 سنة ضحايا للعملية الإجرامية التي اقترفتها في حقهم منظمة الجيش السري الاستعمارية "أو- أ - أس". وقد شارك في إحياء هذه الذكرى مجاهدون ومسؤولو وعمال ميناء الجزائر إلى جانب ممثلين عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين. ويجدر التذكير بأن نحو 200 عامل بميناء الجزائر سقطوا بين قتيل وجريح خلال العملية الإرهابية التي استهدفتهم في 2 ماي 1962، ووقعتها المنظمة الإرهابية المعروفة باسم منظمة الجيش السري بواسطة سيارة مفخخة، بعد ذلك توجه رئيس الجمهورية إلى محطة "آغا" للقطارات حيث أشرف على تشغيل خطين جديدين يربطان الجزائر بكل من بجايةوسطيف ويتم استغلالهما بقطارات الدفع الذاتي التي تم اقتناؤها لدى الشركة الإسبانية "كاف" في إطار مشروع عصرنة السكة الحديدية. وقد بلغت قيمة هذا البرنامج الإستثماري الذي يتضمن اقتناء 17 قطارا ذاتي الدفع علاوة على تجهيزات الصيانة، وإعداد برنامج تكويني لفائدة التقنيين الجزائريين نحو 10 ملايير دينار. ويسمح القطار الجديد الرابط بين الجزائروبجاية من قطع المسافة الفاصلة بين المدينتين (260 كلم) في مدة أقصاها 3 ساعات و53 دقيقة، بعد أن كانت المسافة تقطع في أكثر من 6 ساعات. وكان رئيس الجمهورية قد أشرف في شهر أوت من السنة الماضية على انطلاق خط الجزائر- الشلف بواسطة قطار الدفع الذاتي، فيما يرتقب حسبما كشف عنه وزير النقل السيد عمار تو أن يتم بداية من الأسبوع القادم تشغيل خطوط جديدة انطلاقا من مدينة قسنطينة، وتربط هذه الأخيرة بكل من جيجل، سطيف، سكيكدة، برج بوعريريج وتبسة. وتصل قدرة استيعاب قطارات الدفع الذاتي التي استلمت منها المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لحد الآن 16 قطارا في انتظار استلام القطار الأخير الشهر الجاري، الى نحو 200 مسافر، وتصل سرعتها إلى حدود 160 كلم في الساعة. كما أعطى الرئيس بوتفليقة أمس إشارة انطلاق الاستغلال التجاري للقطار المكهرب لضاحيتي الجزائرالشرقية والغربية، والذي يربط محطة آغا بكل من الثنية والعفرون عبر شبكة مكهربة يصل طولها إلى 350 كلم، منها 68 كلم مزدوجة على خط الجزائر- العفرون، يضاف إليها شطران مضاعفان من خط الجزائر الثنية وخط الربط بين وادي السمار وجسر قسنطينة. وإلى جانب وضع منظومة الأسلاك الكهربائية على السكة وربطها بالقاطرات، يشمل مشروع قطار الضواحي الذي تقدر كلفته ب12 مليار دينار، محطة التحكم والمراقبة عن بعد تمت تهيئتها بالمحطة المركزية "آغا" وتأهيل نظام الإشارات الخاصة، وإنجاز شبكة اتصالات متخصصة، وكذا تكوين التقنيين على هذا النوع الجديد من القطارات، علاوة على إنجاز ثلاث محطات للتمويل بالكهرباء بكل من الحامة، بني مراد والرغاية، وكذا التموين ب64 قطارا مكهربا بمعدل قطارين في الشهر، حيث بلغ عدد القطارات التي تم استلامها لحد الآن من المؤسسة السويسرية "ستادلير" إلى 22 قطارا. وأبرز السيد دحمان بدوي مدير مشروع كهربة الضاحية العاصمية التابع للوكالة الوطنية لدراسات ومتابعة الاستثمارات الخاصة بالسكك الحديدية أهمية هذه الوسيلة الحديثة للنقل في توفير الراحة والرفاهية للمسافرين، علاوة على السرعة في توفير القطارات، حيث يرتقب أن تصل المدة الفاصلة بين قطارين بعد التشغيل التام لكل القطارات إلى 7 دقائق. كاشفا في سياق متصل عن مشروعين مماثلين يجري تجسيدهما لربط محطة باب الزوار بمطار هواري بومدين ومنطقة زرالدة ببئر توتة مرورا بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، بينما تم الانطلاق مؤخرا في دراسات أخرى لإنجاز خطين جديدين يربطان الثنية بتيزي وزو والثنية ببرج بوعريج، وكهربة الطريق الاجتنابي الشمالي بين العفرون ووهران. وفي انتظار تجسيد كافة هذه المشاريع، سيسمح الخطان المشغلان أمس بين الجزائر والثنية والجزائر والعفرون بنقل نحو 14 مليون مسافر سنويا، في ظروف مريحة وآمنة، وبسرعة تصل في المرحلة الأولى إلى 120 كلم في الساعة، مما سيقلص مدة السفرية بين الجزائر والعفرون إلى 65 دقيقة وبين الجزائر والثنية إلى 55 دقيقة. كما طمأن السيد بداوي بأن استغلال الطاقة الكهربائية لتشغيل هذا النوع من القطارات العصرية لن يؤثر على التموين العام للسكان بالكهرباء على اعتبار أن نسبة الاستهلاك الخاصة بهذه الوسيلة الحديثة ضئيلة جدا مقارنة بالمعدل العام للاستهلاك الوطني، حيث لا تتعدى 0,7 بالمائة، كما أن فترات الاستغلال لا تلتقي مع فترة الذروة الوطنية لاستهلاك الكهرباء، مع الإشارة إلى أن المحولات الثلاثة التي تزود شبكة قطار الضاحية بالكهرباء تستقبل ما مقداره 60 ألف فولط لتحولها إلى 25 ألف فولط، وهي الشدة التي تسير بها القاطرات الجديدة، التي تعتبر مكسبا آخر للمواطن الذي طالما عانى من مشاكل النقل.