حضر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس، أول تشغيل للقطار الكهربائي السريع لضاحية الجزائر العاصمة باتجاه كل من الثنية والعفرون وكذا القطار السريع ذاتي الدفع الرابط بين الجزائر وبجاية وبين الجزائر وسطيف، في انتظار تشغيل الخطوط الرابطة بين قسنطينة وكل من جيجل وسكيكدة وتبسة الأسبوع المقبل، وكذا تشغيل الخط الذي يربط الجزائر العاصمة بتيزي وزو نهاية الشهر الجاري. اختار الرئيس بوتفليقة أن يبدأ أولى خرجاته التفقدية للعهدة الجديدة من الجزائر العاصمة التي نزل إليها أمس لتدشين عدد من المشاريع الاقتصادية الحيوية التي كثيرا ما انتظرها المواطن وفي مقدمتها مشروع عصرنة خطوط السكة الحديدية، وقد توقف بوتفليقة أمس بمحطة آغا ليشرف على أول تشغيل لخطي السكة الحديدية للقطار ذاتي الدفع، حيث سيربط الخط الأول بين الجزائر وسطيف على مسافة 300 كم، بينما يربط الخط الثاني بين الجزائر وبجاية على مسافة 256 كم وحرص بوتفليقة الذي كان مرفوقا ببعض أعضاء الطاقم الحكومي وكبار المسؤولين في المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على الصعود إلى القطار وتفقد عرباته بالنظر لأهمية المشروع الذي تراهن عليه الحكومة لتسهيل حركة تنقل المسافرين لا سيما من حيث المدة الزمنية للرحلة والتي لن تتجاوز ثلاث ساعات ونصف. وفي نفس الإطار أعطى بوتفليقة إشارة انطلاق القطار السريع المكهرب للضاحيتين الشرقية والغربية للجزائر العاصمة والذي يتضمن خطين الأول يربط بين العاصمة والثنية بينما يربط الثاني بين العاصمة والعفرون بعين الدفلى، وحسب وزير النقل عمار تو في تصريح للصحافة على هامش الزيارة فإنه بداية من الأسبوع المقبل سيتم تشغيل خطوط جديدة للقطار ذاتي الدفع والتي تربط بين قسنطينةوجيجل وبين قسنطينة وسكيكدة وبين قسنطينة وتبسة وقسنطينة ومسيلة عبر باتنة، معلنا في الوقت نفسه تشغيل خط السكة الحديدية الرابط بين الجزائر وتيزي وزو نهاية الشهر الجاري في انتظار كهربة هذا الخط، بينما تشغيل الخط الرباط بين تيزي وزو ووادي عيسي سيكون نهاية شهر جوان، وأكد الوزير اتخاذ الإجراءات الضرورية والاستعانة بعناصر الدرك الوطني وأعوان الأمن لتعزيز الأمن في محطات القطار وداخل العربات لمنع الاعتداء على المسافرين أو ممتلكاتهم. أما بخصوص تسعيرة تذكرة النقل عبر خطوط السكة الحديدية المكهربة وذاتية الدفع فقد رفض الوزير الخوض فيها، واكتفى بالقول إن عديد من الفئات ستستفيد من تخفيضات على التذاكر مثل الأقل من 26 سنة والأطفال والأسر كبيرة العدد وفئة الطلبة وكذا ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي المقابل أوضح الوزير أن سعر التذكرة في الخطوط القديمة أي العادية فستظل نفسها. و يندرج مشروع كهربة خطوط السكة الحديدة والذي دشن رئيس الجمهورية أمس جزءه الأول في إطار برنامج دعم الإنعاش الاقتصادي، وقد بلغت كلفته 14 مليار دينار و ابرم مع الصانع السويسري ستادلير لوسنانغ أ-جي، حيث أوضح دحمان بدوي مدير مشروع كهربة منطقة الجزائر التابع للوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة الاستثمارات الخاصة بالسكك الحديدة أن اقتناء هذه القطارات سيسمح لشركة النقل بالسكك الحديدية التكفل بشكل أفضل بانشغالات زبائنها وضمان الرفاهية والسرعة في النقل، وقال إنه من المنتظر انجاز خطوط مماثلة مثل الخط الرابط باب الزوار ومطار هواري بومدين وبين زرالدة وبئر توتة مرورا بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، إلى جانب مشروع يتضمن كهربة الطريق الاجتنابي شمال الجزائر العاصمة بسعة 25 كيلو فولط. كما تتضمن الصفقة المبرمة مع الصانع السويسري توفير مقلدة قيادة بمجموعة تجهيزات وأدوات خاصة والمساعدة التقنية لاستغلال وصيانة القاطرات خلال السنوات الثلاثة الأولى، وكذا تكوين مستخدمي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدة، وفيما يتعلق بخطي القاطرات ذاتية الدفع فقد اقتنتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدة في إطار صفقة مبرمة مع الصانع الاسباني صناعات و ملحقات السكك الحديدة (أس-أ) المتضمنة توفير 17 قاطرة و عتاد خاص ومساعدة تقنية لمتابعة صيانة القاطرات ويسمح هذا المشروع الذي قدرت كلفته ب9 ملايير دينار للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدة بمواصلة عصرنة خطوط المساحات الطويلة بشكل تدريجي. وتجدر الإشارة إلى أن بوتفليقة استهل جولته التفقدية بالعاصمة أمس بالتوجه إلى ميناء الجزائر للترحم على أرواح عمال ميناء الجزائر العاصمة الذين راحوا ضحية العملية الإجرامية التي اقترفتها المنظمة السرية المسلحة (أو. أ. أس) يوم 2 ماي 1962، وقد وضع الرئيس بوتفليقة الذي كان مرفوقا بمسؤولين سامين للدولة إكليلا من الزهور على النصب التذكاري خارج ميناء الجزائر حيث وقف دقيقة صمت و قرأ فاتحة الكتاب على أرواح الضحايا.