تحول الملعب البلدي الذي أنجزته بلدية القبة وسط حي 1216 مسكن بالمنظر الجميل "2"، إلى مصدر قلق للسكان، بعد أن أصبح مقصدا لشباب العديد من البلديات لتنظيم دورات في كرة القدم، بحضور عدد كبير من المناصرين الذين قلبوا موازين الحي من السكون إلى الحركة الدائمة، والمناوشات التي تتحول غالبا إلى شجارات وسط ارتفاع حالات سرقة السيارات وتخريب الأملاك الخاصة والعمومية، وأمام تفاقم الأمر هدد السكان بغلق الملعب، في الوقت الذي ترفض فيه السلطات المحلية التدخل لحل الإشكال. انقلبت الأوضاع بحي 1216 مسكن بالمنظر الجميل رأسا على عقب، فبعد أن كان الهدوء والسكينة من أبرز سمات الحي، تحول في السنوات الأخيرة إلى ملعب بلدي بكل ما تحمله الكلمة من مواصفات الملاعب، التي تتميز بالضجيج والحركة والمناوشات بين المناصرين، وحسب تعبير السكان الذين راسلوا السلطات المحلية أكثر من مرة للتدخل وإيجاد حل للملعب، فقد أصبح العيش بالحي لا يطاق وغالبا ما يفضل أرباب العائلات قضاء أكبر وقت خارج سكناتهم، التي لا يعودون إليها إلا بعد مغيب الشمس، تفاديا للضجيج الصادر من الملعب الذي يتوسط الحي. ويشير السكان في احتجاجهم إلى أن الملعب حول عن مهامه الأولى، حيث كان هدف إنجازه من طرف السلطات المحلية، أن يكون فضاء جديدا لأطفال الحي الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة، لكن الكبار استحوذوا على المساحة غير المحروسة لتنظيم دورات في كرة القدم تدوم طوال أيام الأسبوع منذ الساعة الثامنة صباحا إلى نهاية اليوم، وهو ما حرم على نساء الحي الخروج إلى الشرفات، حتى الأطفال فقدوا مساحات اللعب التي تعودوا عليها، وتفضل الأمهات حاليا" حجز" الأطفال داخل البيت خوفا عليهم من رفقة السوء، خاصة وأن الشباب والمناصرين ليسوا من أبناء الحي، وما زاد الطين بلة، استغلال بعض الوافدين المباريات في عملية تسويق المخدرات مع تناول الكحول أمام الملأ وعند تدخل سكان الحي تحدث مناوشات وشجارات. انشغال السكان تعقد في الفترة الأخيرة، بعد توسع دائرة الوافدين إلى الملعب لتبلغ بلديات الحراش وباب الزوار والدار البيضاء، حيث استغل بعض شباب هذه البلديات غياب الرقابة للاستحواذ على الملعب في دوراتهم الكروية التي تدوم طوال اليوم وسط الضجيج اللا متناهي، مع استخدام كل عبارات الشتم والسب، وهو ما ارق حياة السكان على حد تعبيرهم، فحتى السيارات لم تسلم من انعكاسات زحف الشباب على الحي، حيث يضطر السكان لركنها بعيدا عن عماراتهم خوفا من تعرضها للسرقة أو التخريب.. علما أن الكرة غالبا ما تدخل إلى الشقق المطلة على الملعب بالخطأ أو ترتطم بأحد المارة. وأمام تفاقم الوضع، رفع السكان مراسلات احتجاجية إلى السلطات المحلية قصد التدخل واقتراح حلول للوضع الذي تأزم في الأيام الأخيرة، وبعد تماطل بلدية القبة في الرد، قال بعض السكان أنهم قد يضطرون لغلق الملعب نهائيا، علما أن مثل هذه المبادرة قاموا بها منذ أكثر من سنة، قبل أن تتدخل مصالح الأمن وتعيد فتح الملعب أمام الوافدين عليه، لكن الأمور عادت إلى الأوضاع السابقة، وهو ما دفع السكان إلى المطالبة بتعيين حارس للملعب يقوم بغلق أبوابه خارج أوقات لعب الأطفال وفتحها في نهاية النهار وخلال أيام العطل والأعياد، حتى يؤدي الملعب هدفه. المصالح المختصة على مستوى بلدية القبة، تؤكد علمها بالإشكال وتؤكد أنها لن تبادر بغلق الملعب حاليا، من منطلق أن إنجازه يدخل ضمن أوامر رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، التي تقضي بتخصيص مساحات خضراء وأخرى للعب وسط كل الأحياء الشعبية لإعطائها طابعا حيويا. وعن اقتراح تخصيص عون لحراسة الملعب، أشارت مصادرنا من البلدية، إلى أن العملية يمكن أن تسند مستقبلا إلى لجان الأحياء التي تعود إليها مهام تسيير الملاعب وسط الأحياء السكنية وعليها السهر على تطبيق القانون المتعلق بتخصيص هذه المساحات لأطفال الحي لا غير.