عراقة وصداقة بين الجزائر وإيطاليا

الرئيسان تبون وماتاريلا يؤكدان العلاقات المتينة والاستراتيجية

❊ الرئيس تبون: تطابق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية
❊ التعاون الاقتصادي بين البلدين يعد محورا رئيسيا في الشراكة
❊ إيطاليا وقفت مع الجزائر خلال ثورة التحرير والعشرية السوداء
❊ ماتاريلا: الجزائر فاعل رئيسي بمنطقة المتوسط وإفريقيا
❊ توسيع التعاون إلى مجالات وقطاعات أخرى غير التقليدية
❊ دفع الاتحاد الأوروبي لتفعيل دوره في منطقة جنوب المتوسط
❊ التوقيع على 3 اتفاقيات تخص التربية والعدل والتراث الثقافي
وقعت الجزائر وإيطاليا، أمس، على ثلاث اتفاقيات تخص قطاعات التربية والعدالة وحماية التراث، وذلك في أعقاب المحادثات التي جمعت رئيسي البلدين السيدين عبد المجيد تبون وسيرجيو ماتاريلا، اللذان وصفا العلاقات الثنائية بالمتينة والاستراتيجية، مؤكدان العمل على تعزيزها وتمتينها أكثر. وقال الرئيس تبون في لقاء صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي: "لقد اتفقنا بخصوص كل شيء"، مضيفا أن العلاقات بين البلدين "قوية وسوف تتوطد أكثر في المستقبل القريب".
وأشار الرئيس تبون إلى وجود تطابق في الرؤى بين الجزائر وإيطاليا في مجال التعاون الاقتصادي لا سيما وأن إيطاليا معروفة باقتصاد متكون أساسا من مؤسسات اقتصادية صغيرة ومتوسطة"، معربا عن "تفاؤله" في أن يخرج "اجتماع اللجنة العليا بين البلدين بنتائج ايجابية وحقيقية وميدانية". وبخصوص تعزيز الصناعة الجزائرية لاسيما المتعلقة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ذكر الرئيس أنه قد "سبق أن أوفدنا إلى ايطاليا الوزيرين المنتدبين المكلفان بالمؤسسات المصغرة والمؤسسات الناشئة".
واغتنم رئيس الجمهورية الفرصة للتأكيد على علاقات العراقة والصداقة القوية بين الجزائر وايطاليا، مبرزا أن "العلاقات الإيطالية الجزائرية ليس وليدة اليوم فهي قديمة وتوطدت أكثر أثناء الثورة التحريرية ناهيك عن المساعدات التي تلقيناها من أصدقاء ايطاليين في العشرية السوداء".وأكد أن ايطاليا كانت "من بين الدول القليلة جدا التي وقفت إلى جانبنا آنذاك". وكشف الرئيس تبون أنه تطرق أيضا مع نظيره الإيطالي إلى المسائل الإقليمية والدولية، مشيرا إلى "تطابق وجهات النظر وبالأخص حول الملف الليبي". من جهته، أشار الرئيس ماتاريلا عقب محادثاته مع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون إلى أن "العلاقات الإيطالية الجزائرية هي علاقات متينة وقديمة العهد وهي علاقات استراتيجية ونحن نريد أن نعمل على تعزيزها وتمتينها".
وفي ندوة صحفية مشتركة مع الرئيس تبون، أشار السيد ماتاريلا الذي يقوم بزيارة دولة إلى الجزائر تدوم يومين، أن البلدين يودان توسيع نطاق التعاون بينهما، ليشمل مجالات وقطاعات أخرى غير القطاعات التقليدية التي نتعاون فيها"، قبل أن يضيف بقوله، "نود أيضا ان نعزز علاقاتنا الثقافية"، معربا عن أمله في أن يتم في المستقبل القريب عقد القمة الحكومية الايطالية الجزائرية، "وهذا الأمر سيساهم في تمتين وتعزيز التعاون المشترك". وأشار الرئيس الايطالي، على صعيد أخر، إلى أن المباحثات التي أجراها مع الرئيس تبون تطرقت أيضا الى مجهودات بلده لدفع الاتحاد الأوروبي من أجل تفعيل دوره في منطقة جنوب المتوسط، "لأنه باب تعاون يفتح على القارة الإفريقية و الجزائر محور هاما في المنطقة".
وقال الرئيس الإيطالي ، أنه "مسرور جدا" بقيامه اليوم الأحد بزيارة مدينة عنابة حيث تتواجد الحديقة التي تحمل اسم "انريكو ماتيي"، كونها تعكس أهمية العلاقات القائمة بين البلدين. وقد تباحث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، على انفراد مع نظيره الإيطالي، السيد سيرجيو ماتاريلا، قبل أن تتوسع المحادثات لتشمل أعضاء وفدي البلدين. وعقب المحادثات التي جرت بمقر رئاسة الجمهورية، وقع الطرفان على ثلاث اتفاقيات تخص قطاعات التربية والعدالة وحماية التراث. ويتمثل الاتفاق الأول في فتح مدرسة دولية إيطالية بالجزائر العاصمة، حيث وقعه عن الجانب الجزائري وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة وعن الجانب الإيطالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، لويجي دي مايو. كما تم التوقيع على بروتوكول توأمة بين المدرستين العليتين للقضاء لكل من الجزائر وإيطاليا، وقعه المدير العام للمدرسة العليا للقضاء عبد الكريم جادي ورئيس المدرسة العليا للقضاء بإيطاليا، جيورجيو لاتانزي.
وتم التوقيع أيضا على اتفاق إطار بين المدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها بتيبازة (الجزائر) والمعهد المركزي للترميم بروما (إيطاليا)، حيث وقعه على التوالي مدير المدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها، محمد شريف حمزة ومديرة المعهد المركزي للترميم، ألكسندرا مريون. وحل الرئيس الإيطالي بالجزائر في وقت سابق في زيارة دولة تدوم يومين، حيث كان في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي، الرئيس تبون. كما كان في استقبال ضيف الجزائر، رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي والوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان و وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمارة ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة. واستمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين للبلدين، قبل أن يستعرضا تشكيلات من الحرس الجمهوري والجيش الوطني الشعبي التي أدت لهما التحية الشرفية.
وترحم رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، بعد ظهر أمس ، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، على أرواح شهداء الثورة التحريرية، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء ثروة أول نوفمبر المجيدة. وتندرج زيارة الرئيس الإيطالي إلى الجزائر، في إطار تمتين الشراكة وتعزيز علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين الصديقين وفتح آفاق جديدة بما يعود بالمنفعة على الشعبين. وتتسم العلاقات الجزائرية-الإيطالية العريقة بالود والاحترام المتبادل، وهي مدعوة إلى أن تتعزز أكثر بمناسبة هذه الزيارة، لا سيما فيما يتعلق بمواصلة الحوار السياسي القائم بين البلدين منذ سنوات، مع تفضيل شراكة متينة واستراتيجية في مختلف المجالات و القطاعات بهدف التصدي للتحديات الإقليمية.
وكانت الجزائر وإيطاليا قد وقعتا في ديسمبر 2020 على مذكرة تفاهم حول الحوار الاستراتيجي الخاص بالعلاقات الثنائية والمسائل السياسية والأمن الشامل مما سمح بتعزيز الحوار الثنائي والتعاون الرامي إلى تطوير الشراكة بين الطرفين من خلال التزامهما بالمضي قدما نحو تطوير التعاون في مختلف القطاعات.
تطور الميزان التجاري بين الجزائر وإيطاليا منذ 2010
بلغ حجم التبادلات التجارية بين الجزائر وإيطاليا منذ بداية 2010 إلى غاية نهاية السداسي الأول 2021 أكثر من 127,54 مليار دولار، مع ميزان تجاري لصالح الجزائر. وفيما يلي تطور الميزان التجاري بين البلدين وفقا لأرقام الجمارك الجزائرية. (الوحدة: مليار دولار)
السنوات الواردات الصادرات الحجم الإجمالي الرصيد
2010 95,3 87,6 83,10 92,2
2011 61,4 91,9 52,14 30,5
2012 34,4 69,11 04,16 34,7
2013 64,5 00,9 65,14 35,3
2014 98,4 36,8 35,13 38,3
2015 82,4 16,6 99,10 33,1
2016 64,4 21,5 85,9 56,0
2017 75,3 54,5 30,9 79,1
2018 65,3 12,6 78,9 47,2
2019 41,3 62,4 03,8 21,1
2020 42,2 50,3 92,5 07,1
السداسي الأول 2021 23,1 90,2 14,4 67,1
أنبوب الغاز الذي يمون إيطاليا بالغاز الجزائري "ترانسميد"
دخل أنبوب الغاز الذي يمون إيطاليا بالغاز الجزائري "ترانسميد" حيز الخدمة سنة 1983 مرورا بتونس، حيث يحمل هذا الأنبوب اسم أنريكو ماتي، الشخصية البارزة للتعاون الاقتصادي ورمز الصداقة بين الجزائر وإيطاليا، اللتان تعملان اليوم على تعزيز علاقاتهما أكثر، لا سيما من خلال زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الى الجزائر.
- تم التوقيع على الاتفاق المبدئي الأول حول أنبوب الغاز هذا بين الجزائر وإيطاليا سنة 1972. وفي سنة 1977 تم إبرام عقد بيع بين مجمع سوناطراك والمجمع الإيطالي "ايني" حول تصدير 12,3 مليار متر مكعب سنويا على مدار 25 سنة.
- تم تجديد العقد مع رفع الحجم في سنة 1990 ليتم بعد ذلك تمديده في ماي 2019 إلى غاية 2027 مع إضافة سنتين الى غاية 2029.
- مقابل عبور أنبوب الغاز بترابها وصيانة الجزء الخاص بها تتسلم تونس نحو 6 بالمئة من الغاز المنقول.
- يتكون نظام نقل وتصدير الغاز الطبيعي للجزائر نحو إيطاليا من ثلاثة أجزاء من أنابيب الغاز ويتعلق الأمر ب:
* الجزء الموجود بالتراب الجزائري ( أنبوب الغاز أنريكو ماتي) الرابط بين حقول الإنتاج لحاسي الرمل بمحطة عداد الغاز لوادي صفصاف الواقعة على الحدود الجزائرية التونسية.
* الجزء الموجود بالتراب التونسي (أنبوب الغاز TTPC العابر لتونس) والذي يربط بين محطة ضغط الغاز بمنطقة فريانة على الحدود الجزائرية التونسية ومحطة ضغط الغاز بكاب بون على البحر الأبيض المتوسط.
* الجزء المغمور بالبحر "sea-line": وهو أنبوب غازي مغمور بالبحر يعبر مضيق صقيلية لكاب بون إلى مازارا ديل فالو نقطة الدخول إلى إيطاليا.
- طاقات النقل لأنبوب الغاز أنريكو ماتي تقدر ب33,15 مليار متر مكعب سنويا.
- في سنة 2020 صدرت الجزائر نحو إيطاليا 14,8 مليار متر مكعب من الغاز أي بزيادة نسبتها 12 بالمئة مقارنة بسنة 2019. وعليه ارتفعت حصتها في السوق الايطالية ب22 بالمئة في سنة 2020 مقابل 18 بالمئة في 2019.