شيعت أمس، بمقبرة العالية، جنازة العقيد الحاج محمد بن علة، الرئيس الأسبق للمجلس الوطني الذي وافته المنية أول أمس بالجزائر عن عمر يناهز 84 سنة. وقد جرت مراسيم الجنازة بحضور السادة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة وعبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني وعبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الدولة ونور الدين زرهوني وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية ومحمد الشريف عباس وزير المجاهدين وبوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف. كما حضر مراسيم الدفن، شخصيات وطنية ورؤساء أحزاب سياسة ورفقاء سلاح الفقيد بالإضافة إلى أفراد عائلته. وقد أشاد وزير المجاهدين في كلمة تأبينية بالرجل الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة. الحاج محمد بن علة له مسار حافل بالنضال الثوري والسياسي، ولد سنة 1923 بوادان في وهران، غادر مقاعد الدراسة بعد نيله شهادة الدراسات الابتدائية، وعمل منذ سن ال 14 في مصنع للعجائن الغذائية ثم ساع للبريد، فميكانيكي وبعد ذلك ككاتب محامي. انضم إلى حزب الشعب الجزائري وأصبح عضوا فيه سنة 1937 وأصبح عسكريا وضابط صف في الجيش الفرنسي بعد انزال الحلفاء سنة 1943 إلى سنة 1945. وفي عام 1948، صار الحاج بن علة عضوا في المنظمة السرية ليحكم عليه بالإعدام ثلاث مرات. وفور الإفراج عنه، انضم إلى كفاح التحرير الوطني في نوفمبر 1954 ليصبح مساعدا للعربي بن مهيدي بالمنطقة الخامسة (وهران) وبعد أن أصبح عضوا في قيادة الولاية الخامسة لجبهة التحرير الوطني تم توقيفه في 16 نوفمبر 1956، ليتم إطلاق سراحه بعد أربع سنوات، وفي سنة 1960 التحق بجيش التحرير الوطني وأصبح رائدا في صفوفه سنة 1961، ثم عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية سنة 1962. عند الاستقلال، عين الحاج بن علة عضوا في المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني ثم مسؤولا للحزب يوم 9 ماي 1963، وتولى رئاسة المجلس الوطني التأسيسي بالنيابة بعد استقالة فرحات عباس في أوت 1963 إلى غاية انتخابه على رأس المجلس في الفاتح أكتوبر من العام نفسه، ليتم إعادة انتخابه على رأس المجلس يوم 7 أكتوبر 1964 عقب الانتخابات التشريعية التي نظمت في 20 سبتمبر 1964. وفي 19 جوان 1965. تم وضع الحاج بن علة، تحت الإقامة الجبرية ببسكرة وتم الإفراج عنه سنة1978. وفي برقية تعزية، نوه رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح بإخلاص وتفاني الرئيس الأسبق للمجلس الوطني، المجاهد الحاج محمد بن علة، وقال "التحق الأخ العزيز بن علة بالرفيق الأعلى.. ونودع في ذلك الرجل الذي أظهر في صباه المبكر الحماس الوطني، منخرطا في الحركة الوطنية منذ إرهاصاتها الأولى، حيث عرف في خضمها بنشاط متميز لافت". وبعث السيد بن صالح، أمس ببرقية تعزية ومواساة إلى عائلة الفقيد، جاء فيها "نحن نعيش معكم هذا المصاب الأليم بكل جوارحنا، نغالب مشاعر الأسى والحزن، ونحتمي بالصبر والثبات ونحتسب إلى المولى عز وجل الذي كتب للأعمار آجالا، نتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن ينزل على النفوس الطمأنينة ويثبت الأفئدة أمام جزع المآل المحتوم". ومن جانبه، تقدم رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري بأصدق التعازي وأخلص المواساة إلى عائلة الرئيس الأسبق للمجلس الوطني، ونوه في برقية تعزية بمناقب وخصال الفقيد الذي "كان أحد الوطنيين المخلصين الذين جعلوا من تحرير الجزائر واسترجاع السيادة قضية مركزية في حياتهم. وأوضح السيد زياري أن المرحوم، كان منذ طلائع العمر يدافع بإخلاص ويقدم التضحيات ويعمل دون هواة من أجل الجزائر حيث تقلد مسؤوليات عالية في الدولة، من بينها رئيس المجلس الوطني الذي سير شؤونه بحكمة وحنكة وكفاءة وأسهم بفعالية في وضع الأسس الأولى للتشريع الجزائري بعد الاستقلال. كما تقدم السيد زياري باسمه ونيابة عن كافة النواب بأصدق التعازي وأخلص المواساة إلى أسرة الفقيد، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد روحه الزكية بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه ويلهم ذويه الصبر والسلوان. ومن جهتها، تقدمت المنظمة الوطنية للمجاهدين، أمس، إلى كل رفاق الفقيد بأصدق التعازي وأجمل المواساة، داعية المولى عزو وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته.