كشف وزير تنمية الاستثمار المصري محمود صفوت محي الدين عن عرض قدمته الحكومة الجزائرية للطرف المصري يقضي ببناء 30 الف سكن في إطار برنامج المليون سكن، مشيرا إلى ان الطرف الجزائري رحب بقدوم عمالة مصرية للمساهمة في انجاز هذا المشروع· وعبر الوزير المصري الذي ترأس وفدا زار الجزائر نهاية الشهر الماضي عن رضاه على نتائج هاته الزيارة، وقال انه لاقى ترحيبا كبيرا من طرف السلطات الجزائرية، مشيرا إلى انه سلم رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك الى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تم فيها بالخصوص التأكيد على ضرورة دعم التعاون الثنائي وترقية الاستثمارات بين البلدين· لكن المسؤول المصري الذي كان رفقة بعض رجال الأعمال المصريين ضيف حصة "البيت بيتك" على القناة المصرية الفضائية ليلة أول أمس اعترف بوجود "منافسة شديدة" في السوق الجزائرية وقال "يكفي القول ان نصف ركاب الطائرة التي حملتنا إلى الجزائر كانوا من جنسيات مختلفة اغلبها اسياوية من الصين والهند وكذا تركيا···وهذا دليل على وجود منافسة كبيرة على السوق الجزائرية"· إلا انه بدا مطمئنا من إيجاد مكانة لائقة للاستثمارات المصرية مشددا على الجانب التاريخي في العلاقات بين البلدين وكذا "دعم مصر لفكرة التعاون ذي الاتجاهين" ، حيث ذكر بأن الوفد المصري اقترح عددا من المشاريع المصرية على المستثمرين الجزائريين· نفس الانطباع خرج به رجال الأعمال المصريون الذين كانوا ضمن الوفد الذي زار الجزائر، إذ أشاروا إلى وجود منافسة في الجزائر تحتم عليهم الإسراع في اقتحام السوق التي مازالت واعدة في عدة مجالات لاسيما العقار والسياحة·ولم يتردد رئيس شركة الأهلي للتنمية العقارية في القول ان تفكير المستثمرين المصريين في العمل خارج حدود مصر جاء لأن "السوق المصرية أصبحت لاتكفينا، ونحن نأمل في التوسع وليس في تهريب رؤوس أموال" مضيفا بأن البقاء في دائرة مغلقة "غلط"· وأكد انه ورغم كون الهدف من الزيارة كان "استكشافيا" فإنها مكنت من القيام باتصالات وحتى الاتفاق على إقامة مشاريع مع مستثمرين جزائريين، معترفا بأن الفضل في ذلك يعود إلى ما وصفه "الغطاء الحكومي الهائل" الذي ميز الزيارة· وقال ان الوفد المصري عُرضت عليه مشاريع عديدة للاستثمار في قطاعي العقار والسياحة· ولاحظ وجود فراغ كبير في مجال الهندسة الاستشارية وإدارة المشاريع بالجزائر بالرغم من برمجة مشاريع بالملايير في مجال الهياكل القاعدية التي تحتاج إلى مثل هذه الخدمات· وفي رد عن سؤال حول سبب اتجاه المستثمرين المصريين إلى أسواق خارجية كالجزائر في وقت مازالت السوق المصرية بحاجة إلى مثل هذه الاستثمارات، قال وزير تنمية الاستثمار، إن بعض المشاريع التي تحتاج إلى استخدام حجم كبير من الطاقة لا يمكن للسوق المصرية ان تستوعبها مثل مشاريع إنتاج الحديد أوالأسمدة·من جانب آخر تمت الإشارة إلى ان الاستثمار الخارجي يمكن من توظيف عمالة مصرية· هذه الأخيرة كما قال الوزير المصري ميزتها في بلد مثل الجزائر أنها ليست دائمة أي أنها تعمل لفترة محددة ثم تعود إلى مصر عكس ما يحدث في بلدان أخرى· للتذكير فإن زيارة الوفد الاقتصادي المصري لبلادنا مؤخرا سمحت بالحديث عن إنشاء محور الجزائر -القاهرة، حيث تم التأكيد على ضرورة بعث وتدعيم التعاون الثنائي بين البلدين إلى مستويات أعلى تكون في نفس مستوى العلاقات السياسية الجيدة· ومن المقرر أن تحتضن الجزائر في العام الجاري قمة اللجنة الثنائية المشتركة برئاسة رئيسي البلدين· وهي المرة الأولى التي يرفع فيها مستوى تمثيل اللجنة إلى أعلى هرم السلطة وهو ماجسد الإرادة الثنائية في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر ومصر·هذه الأخيرة بلغ حجم استثماراتها المباشرة بالجزائر إلى 4 ملايير دولار ويوجد على طاولة وكالة ترقية الاستثمار ملفات لمشاريع مصرية جديدة بالجزائر تصل قيمتها الإجمالية إلى 4 ملايير دولار·