كشف سامي قلي، المدير العام للأنشطة التجارية وتنظيمها على مستوى وزارة التجارة، أمس، عن إحصاء أكثر من 2400 مهني يعملون في مجال أنظمة الأمن والبيئة ومكافحة الحرائق من بينهم 958 مؤسسة، بما يكفي لتغطية الحاجيات الوطنية وحتى تصدير هذه الخدمات إلى الخارج. وأرجع قلي، تزايد الاهتمام بهذا التخصص إلى الطلب المتزايد والرغبة في توفير الأمن للممتلكات والأفراد، والبحث عن منتجات ذات نوعية ترقى إلى مستوى المعايير الدولية، وهو ما جعله يؤكد على الأهمية التي تكتسيها عودة الصالون الدولي لأنظمة الأمن وحماية البيئة ومكافحة الحرائق في طبعته الثالثة، بعد غياب فرضه تفشي جائحة كورونا على مدار سنتين. وقال إن افتتاح المعرض يعكس اهتمام السلطات العمومية ووزارة التجارة بشكل خاص بهذه المسألة، كونه فرصة مواتية للمهنيين لتبادل الخبرات وعقد اتفاقيات شراكة. ويشارك في الطبعة الثالثة لهذا الصالون الذي انطلقت فعالياته أمس، ويدوم إلى غاية 18 من الشهر الجاري، 60 عارضا من الجزائر وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، ممثلين عن مؤسسات منتجة وأخرى مستوردة لتجهيزات الأمن، إضافة إلى هيئات وطنية معنية مثل الحماية المدنية والأمن الوطني والجمارك. واختارت شركة "أم. أس. بوب" منظمة هذا الصالون "الابتكار" شعارا لهذه الطبعة رغبة منها في تسليط الضوء على الشركات المبتكرة في هذا المجال. ويأتي تنظيم الصالون في وقت عرفت فيه البلاد تسجيل أخطار متعددة الأوجه، حيث بلغت تكلفة تدخلات مواجهة مختلف الكوارث، 545 مليار دينار منذ سنة 2004 تاريخ صدور قانون الوقاية من المخاطر الكبرى وإدارة الكوارث إلى غاية سنة 2019. وتحصي الجزائر 4000 منشأة صناعية واقعة في المناطق الحضرية، ما يشكل خطرا حقيقيا على الأفراد والبيئة، حيث تم تسجيل 60 حادثا تكنولوجيا وصناعيا منذ سنة 2004، معظمها في مناطق صناعية موجودة في ضواحي المدن الكبرى. وتشير هذه المعطيات الى وجود سوق هامة تحتاج الى تزويدها بالأنظمة الامنية الكفيلة بالوقاية من الحوادث والأخطار، مهما كانت مسبباتها وهو ما يعوّل العارضون على استغلاله لتسويق منتجاتهم والترويج لها. وقال سفيان خرباش، المسؤول التقني لشركة "أوكوافيم" المتخصصة في أجهزة مكافحة الحرائق، إن العمل متواصل منذ سنوات لتوفير تجهيزات ذات نوعية لفائدة المؤسسات لمكافحة الحرائق، إما عبر استيرادها أو تركيبها داخل الوطن بشراكة مع متعاملين من البرتغال وإسبانيا والدانمارك وفرنسا. وأكد ممثل مجموعة "أس. أس. بي" لأنظمة الأمن، وجود طلب متزايد على هذه الخدمات سواء من طرف المؤسسات أو الأفراد، حيث تقوم شركته بتوفير أجهزة حماية الممتلكات، باستعمال أجهزة الإنذار الصوتية والكاميرات. وقال بوجود طلب متزايد في الفترة الأخيرة على مستوى الأحياء السكنية الجديدة. ولأن شعار الصالون لهذا العام كان "الابتكار" فقد شكل "الروبوت" المصنّع من طرف شركة "بيكا فاير" محط أنظار الزوار. وقال خالد باسطا، مسير الشركة التي تأسست سنة 2015 وتشغل 35 عاملا أن ابتكار رجل الآلي " ايكوزيوم" المختص في مكافحة الحرائق جاء ثمرة عمل متواصل لمدة عامين، مؤكدا أن المنتوج جزائري بنسبة 80 بالمئة ويمكنه مساعدة وحماية رجل الإطفاء، حيث يمكن التحكم فيه على بعد 300 متر وله قدرة قذف الماء على مسافة 80 مترا لمدة ست ساعات كاملة مدة استقلاليته الطاقوية، بالإضافة إلى إمكانية تحويله إلى ناقلة للجرحى والمصابين. ولم يخف خالد باسطا، في تصريح ل"المساء" طموح شركته اقتحام الأسواق الخارجية بهذا المنتوج بالنظر إلى الطلب الكبير على مثل هذه الروبوتات في الخارج، مع امكانية تزويد السوق الوطنية بهذا الابتكار، لاسيما لفائدة مصالح الحماية المدنية. وتعتزم شركة "أس. أس. بي" لهذا الغرض عرض نموذج روبوت " ايكوزيوم" في صالون خاص ينتظر، أن تحتضنه مدينة دبي الإماراتية شهر جانفي القادم، عله يكون منطلقا لاقتحام الأسوق الدولية. وكشف أن للشركة الفتية مشاريع طموحة لعل أهمها إنتاج طائرة مسيرة "درون" لمكافحة الحرائق يتوقع عرضها خلال الطبعة القادمة للصالون. وستعرف فعاليات المعرض برمجة محاضرات تتناول مواضيع ذات صلة بالابتكار في مجال الأمن، من بينها "تسيير المخاطر الكبرى" وأمن التجهيزات الكهربائية" و"الوضع المناخي والتلوث بوسط الجزائر".