أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، أمس، ترشحه للانتخابات الرئاسية المنتظر إجراؤها في ليبيا يوم 24 ديسمبر القادم في إطار تطبيق خارطة طريقة تسوية المعضلة الليبية المستمرة منذ عشرية كاملة. وقال حفتر في خطاب "أعلن ترشحي للانتخابات الرئاسية ليس طلبا للسلطة أو بحثا عن مكان، بل لقيادة شعبنا في مرحلة مصيرية نحو العزة والتقدم والازدهار". وشدّد على أن انتخابات ديسمبر هي السبيل الوحيد لإخراج ليبيا من الفوضى وقناعته في ذلك أن "ليبيا تتواجد اليوم في مفترق طرق، إما التوجه نحو الحرية والاستقلال أو باتجاه الفساد والفوضى". وكان قرار ترشح، خليفة حفتر، مسألة وقت فقط بعد أن كان تنحى في 22 سبتمبر الماضي من منصبه في قيادة "الجيش الوطني الليبي" وذلك ثلاثة أشهر قبل إجراء الانتخابات، بما يتوافق والمهلة القانونية المحددة في قانون الانتخابات الذي صادق عليه مجلس النواب المتواجد مقره في طبرق والموالي لحفتر والذي يسمح لهذا الأخير بالترشح للرئاسة واستعادة منصبه العسكري إذا لم يتم انتخابه. ويأتي إعلان حفتر ترشحه، يومين بعد إعلان سيف الاسلام القذافي نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ترشحه لهذا الاستحقاق الهام في مسار تسوية الأزمة الليبية. ويثير ترشح حفتر مثله مثل ترشح سيف الإسلام القذافي حالة من الجدل والتساؤلات في ليبيا حول مدى أحقية هذين الرجلين في قيادة الشعب الليبي ولكل منهما ماضيه المثير، بداية بسيف الإسلام الذي انتفض الشارع الليبي ضد نظام والده إلى غاية الإطاحة به وما صاحب ذلك من فوضى استمرت عشرة سنوات كاملة. ثم أن اللواء، خليفة حفتر الذي ظهر في خضم الثورة الشعبية التي أطاحت بالقذافي، وقدم حينها على أنه "منقذ" الشعب الليبي، تلاحقه هو وقواته اتهامات بالتورط في "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" منذ استفحال الصراع الليبي بداية عام 2014. ويرى متتبعون للشأن الليبي أن قوات حفتر ستتدخل في العملية الانتخابية لتكون لصالحه، وهو الذي فشل عسكريا في فرض سيطرته على كامل الأراضي الليبية عندما شن عملية عسكرية عام 2019 للاستيلاء على العاصمة طرابلس، لكن قواته فشلت بعد استعانة حكومة الوفاق الليبية السابقة التي كان يقودها فايز السراج حينها بالدعم العسكري التركي الذي كبح تقدم قوات حفتر بل واضطرت إلى التراجع إلى معاقلها الرئيسة في شرق البلاد. وحتى وإن كان حفتر، الذي يحظى بدعم قوى إقليمية، قبل بعدها بالعملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة إلا أنه يبقى عاملا له وزنه في انتخابات ديسمبر التي بدء سباق المنافسة فيها يتضح بعد أكثر من أسبوع من فتح باب الترشح في ظل مشاركة عديد الأسماء المعروفة على الساحة الليبية. للإشارة فإن المفوضية الليبية العليا للانتخابات أشارت إلى أنه يتوافد على مكاتبها المزيد من المرشحين لتقديم أوراق ترشحهم لمنصب رئاسة الدولة. وأعلنت أن مكتب الإدارة الانتخابية بالعاصمة طرابلس كان استقبل، أول أمس، كلا من أسعد محسن زهيو وفيضان عيد حمزة والسنوسي عبد السلام الزوي مصحوبين بمستنداتهم ووثائقهم الخاصة للتقدم بطلب الترشح المبدئي. ويعد قبول طلبات الترشح مبدئيا إلى حين التحقق من بياناتهم، حيث من المقرر أن تعلن المفوضية بعد إغلاق باب الترشح القوائم المبدئية للمرشحين وتنشر بوسائل الإعلام وموقعها الرسمي.