تعتبر استعادة قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية السيطرة على مدينة غريان الاستراتيجية الواقعة على بعد (100 كلم) جنوب غرب العاصمة طرابلس بداية لإحباط محاولة الانقلاب على الشرعية في ليبيا، وسط استغراب الحكومة من موقف الاتحاد الإفريقي الصامت أمام العدوان العسكري الذي تشنه قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس. وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في بيان تناقلته تقارير صحفية، أن تحرير مدينة غريان بداية البشائر لإحباط محاولة الانقلاب التي استهدفت الاستيلاء على السلطة واجهاض آمال الليبيين في بناء دولة مدنية وديمقراطية . واستعادت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية مدينة غريان التي كانت قوات حفتر تسيطر عليها وتتّخذها مقرّاً لقيادة عملياتها العسكرية، منذ اعلانها في الرابع إبريل الماضي عن عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، وقابلتها حكومة الوفاق بعملية بركان الغضب لصد الهجوم، وسط تنديد دولي ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في هذا البلد. وفي هذا السياق، أعلنت مصادر عسكرية تابعة لحكومة الوفاق الليبية أمس أنها تمكنت من السيطرة على كامل مدينة غريان ودخول مقر غرفة العمليات الرئيسية لقوات حفتر، التي يدار منها الهجوم على العاصمة الليبية والتي تعد أيضا المركز الذي تصل إليه الإمدادات من الشرق الليبي ، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع قوات حفتر. وقال مصطفى المجعي، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة ، في تصريح له، إن مدينة غريان تحت السيطرة بالكامل مضيفا أن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خسرت في المعركة عشرات القتلى . وتابع أن قواتنا فرضت سيطرتها بشكل كلي على مدينة غريان عاصمة الجبل الغربي بعد معارك عنيفة منذ ساعات الصباح الأولى ضد قوات حفتر ، مضيفا القول: قواتنا أحكمت السيطرة على مدينة هامة وفق خطة عسكرية متكاملة ومشيرا الى استمرار العمليات العسكرية في المناطق التي تتواجد بها قواته جنوبطرابلس. ونقلت تقارير صحفية عن مصادر عملية بركان الغضب ، تأكيدها أن قواتها سيطرت على 7 آليات مسلحة وقبضت على 12 عنصرا من التابعين لحفتر . وتقدمت، بحسب تقارير صحفية - مفرزة من مشاة قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية عدة كيلومترات في محور خلة الفرجان وسط اشتباكات عنيفة مع قوات حفتر، استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة وقذائف الهاون . وأشارت التقارير الى فرار عبد السلام الحاسي قائد غرفة العمليات الرئيسية التابع لحفتر رفقة عدد من أفراد قواته . أما سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق، فشن 4 غارات على تمركزات حفتر جنوبطرابلس وفي محيط غريان ، بحسب الناطق باسم الجيش الليبي التابع للوفاق، محمد قنونو. ومن جهته، أكد مصدر طبي من مدينة غريان مقتل عادل دعاب وهو أحد أبرز القيادات الداعمة لحفتر في المدينة جراء الاشتباكات ، كما أفادت أنباء أن قوات الوفاق صادرت من قوات حفتر مركبات وغيرها من العتاد . وتتواصل جهود رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج لبحث سبل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة في بلاده أمام العدوان العسكري الذي تشنه قوات حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس. وقد عرض فايز السراج الأحد الماضي مبادرة سياسية ترتكز على تشكيل ملتقى وطني يدعو لإجراء انتخابات عامة قبل نهاية العام الجاري بإشراف الأمم المتحدة. لكن السراج ، استغرب ما وصفه ب صمت الاتحاد الافريقي أمام العدوان العسكري الذي تشنه قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، وعدم اتخاذ التكتل الاقليمي موقفا حازما تجاه المعتدي ، داعيا لجنة الاتحاد رفيعة المستوى إلى التحرك لتصحيح هذا الموقف .