كشف، أمس، مصدر دبلوماسي فرنسي، أن بلاده لم تتلق إنذارا مسبقا بتقدم الجيش الوطني الليبي في شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس، نافيا سعي باريس لتقويض عملية السلام في البلاد. وأضاف نفس المصدر لوكالة رويترز ، أن الحاجة الملحة في ليبيا هي حماية السكان المدنيين، ووضع حد للقتال وإعادة كل الأطراف الليبية الرئيسية إلى طاولة الحوار، مضيفا أن فرنسا ليس لها أجندة سرية في المنطقة. وتأتي تصريحات الدبلوماسي الفرنسي على خلفية توجيه أصابع الاتهام لفرنسا ودولا أخرى بالوقوف وراء محاولة حفتر نقل عمليات القتال في غرب ليبيا على الحدود الجزائرية، وسعيها لزعرعة استقرار أمن المنطقة بأكملها واستهداف الحراك الشعبي في الجزائر، وهو ما أثار الجزائريين والتونسيين على حد سواء، الذين اعتبروا خرجة حفتر وفي هذا التوقيت مثيرة للشك وتستوجب الحذر. وأثار إعلان اللواء المنشق، خليفة حفتر، شن هجوم عسكري على العاصمة الليبية طرابلس، توجسا لدى الجزائريين، كان ظاهرا في تحيللات الخبراء، وذلك بسبب تزامنه مع الحراك الشعبي الذي تشهده بلادنا. وأعلن حفتر، الخميس الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، قبيل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع بمدينة غدامس، تحت رعاية أممية، مما أثار استنكارا محليا ودوليا واسعا. وردا على ذلك، أمر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، سلاح الجو بقصف كل من يهدد الحياة المدنية بالتزامن مع تقدم قوات حفتر لغرب البلاد. واعتبر خبراء ونشطاء جزائريون، أن رغبة حفتر بالسيطرة على طرابلس في هذا التوقيت بالذات ليست بريئة، وأهداف تحركه تتجاوز الداخل الليبي. وينظر في الجزائر لحفتر، بنظرة سلبية، بعدما هدد في سبتمبر 2018، بنقل الحرب إلى الجزائر في ظرف وجيز بسبب مشاكل حول ضبط الحدود. وعقب ذلك، اعتذر الناطق الرسمي باسم ما يعرف ب الجيش الليبي ، أحمد المسماري، للجزائر عما صدر من قائده حفتر، متهما منابر إعلامية عربية بمحاولة نشر الفوضى في المنطقة.