أكد القائمون على الأبواب المفتوحة، التي نظمتها مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في قسنطينة، بالشراكة مع مخبر الصناعات الصيدلانية "نوڤو نورديسك"، أن هذه الفعالية جاءت بغرض تحسيس وتوعية المصاب بداء السكري، بخطورة مضاعفات هذا الداء، مع تعريف غير المصابين به بسبل الوقاية منه، بعد تسجيل 14.2 بالمائة من الجزائريين مصابين بداء السكري. أوصى منظمو الفعالية، التي جاءت بمناسبة مئوية اكتشاف الأنسولين، والتي احتضنها قصر الثقافة "مالك حداد"، أول أمس، بضرورة التقيد بالغذاء الصحي المتوازن للمرضى وغير المرضى، مع أخذ الحيطة والحذر والتقليل من الأكلات السريعة، وعدم الجلوس أمام الكمبيوتر والتلفاز، واستعمال السيارة للتنقل، والكف عن التدخين والقيام بنشاط رياضي، لتجنب هذا الداء الذي وإن لم يكن خطيرا، فإن مضاعفاته تهدد الحياة، حيث أجمع عدد من مختصي التغذية والأطباء، على أن المواطن الجزائري، وتحديدا فئة العمال، لا يولون أهمية لوجباتهم الغذائية، لأن أغلبهم يشترون وجبات من محلات الأكل السريع، ويعودون سريعا إلى مناصب عملهم، معتبرين الأكل غير الصحي المتبوع بالجلوس لساعات طويلة في العمل، يؤدي إلى نتيجة واحدة، وهي الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، كالسمنة بالدرجة الأولى، التي ترفع من خطر الإصابة بداء السكري بنسبة 50 بالمئة، وإن كان المرض وراثي في العائلة، فإن النسبة ترتفع إلى 70 بالمئة، حسب مختصي التغذية. من جهته، أكد معنصري بدر الدين، مسؤول العلاقات بمخبر الصناعات الصيدلانية، أن رفض مريض السكري تقبل مرضه يزيد من تعقيد المرض، حيث قال إن عدم تقبل المرضى الإصابة بالسكري، يؤدى إلى تفاقم الحالة المرضية لديهم، وهو ما وقفنا عليه في العديد من الحالات، فمنهم من يرفض العلاج نهائيا وأخذ الأدوية، وحتى زيارة الطبيب، مما أدى إلى تفاقم وضعيتهم المرضية وتهديد حياتهم، كما شدد المتحدث على أهمية اتباع نظام غذائي صحي والعلاج المنتظم وممارسة الرياضة، كسلوك يعالج المرض بشكل سليم، حيث نصح المواطنين بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر والتعامل جيدا مع المرض. وقد عرفت الأبواب المفتوحة على مدار ثلاثة أيام، نصب العديد من الخيم الطبية بساحة قصر الثقافة "مالك حداد"، تظم مختصين، على غرار مختصين في التغذية الصحية الذين قدموا نصائح وإرشادات للمصابين بداء السكري، مع شرح نظام التغذية لديهم، وما يسمح له بتناوله بشكل عادي، وما ينصح بتناوله بحذر. أما الخيمة الثانية، فخصصت للتكفل بالتشخيص المبكر للمرض، توافد عليها عدد كبير من المواطنين، لمعرفة ما إذا كانوا يعانون من داء السكري، فضلا عن تخصيص أخرى لقياس مستوى السكر في الدم للمصابين بعين المكان، وأخرى للتوعية، أين قام مكلفون من مخبر الصناعات الصيدلانية، رفقة مختصي تغذية وأطباء نفسانيين وأطباء عامين، بشرح كيفية استعمال آلات قياس السكر في الدم للمصابين بهذا المرض، مع تمكين المواطنين من الحصول على مطويات تحتوي على معلومات مبسطة، حول المواضيع سالفة الذكر باللغتين العربية والفرنسية، فيما خصصت خيمة أخرى ليشرح فيها أخصائيون كيفية الاعتناء بقدم المصاب بداء السكري، لتجنب مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى بترها، منها اختيار جوارب وأحذية خاصة، والنظافة وطريقة تقليم الأظافر وكذا كيفية الوضوء وطرق تنشيف القدمين. أما خلية الإعلام والاتصال بالمديرية، فأكدت أن الأبواب المفتوحة، تسعى أيضا إلى التعريف بأسباب المرض وسبل الوقاية والعلاج، حيث أكد مسؤول الإعلام، أن الفحوصات الطبية الخاصة بالكشف عن داء السكري، تعرف ارتفاعا ملحوظا سنويا، بعد أن بلغ إجمالي الفحوصات التي قامت بها الوحدات الصحية والخاصة بالكشف عن داء السكري في الولاية، 26 ألف فحص طبي السنة الفارطة. للإشارة، لقيت المبادرة ترحيبا من قبل المواطنين الذين توافدوا على "قصر الثقافة" طلبا للتشخيص، وهو مايكشف حسب القائمين على التظاهرة الصحية عن مدى الوعي بالجانب الصحي، الذي اعتبروا أنه مؤشر إيجابي.