يعد داء السكري من بين الأمراض المزمنة التي تسبّب مضاعفات صحية خطيرة بما فيها فشل الكلى، وأمراض القلب والعمى.. وغيرها من الأمراض الأخرى، إلا ان هذه الأخيرة تزداد خطورة في ظل جهل الكثيرين بإصابتهم وعليه تعمل الجمعية الجزائرية لمرضى السكري على مستوى العاصمة بعملية التوعية والتحسيس لتفادي مضاعفات هذا الداء وكيفية الوقاية منه، لتجنّب الإصابة به. وللتعرف عن قرب على الأنشطة التي تعمل من خلالها الجمعية قصارى جهدها لتحقيق أهدافها المسطّرة، حاورت السياسي رئيس الجمعية، أوحدة فيصل، الذي أكد على ضرورة الفحص المبكّر لتفادي الآثار الجانبية للسكري. بداية، متى كان تأسيس جمعية مرضى السكري بالجزائر؟ - تعد جمعية مرضى السكري من بين الجمعيات الوطنية التي تعمل على حث المواطنين من مخاطر مضاعفات السكري، تأسّست في 1993، تضم حوالي 30 ألف منخرط مصاب بداء السكري، تنشط في الجانب التحسيسي، التوعوي لتفادي الإصابة بداء السكري الذي أصبح اليوم يسمى بداء العصر في ظل ارتفاع عدد الإصابات بهذا الداء. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - نقوم بكل ما يخص التحسيس والتوعية حيث أننا خصصنا قافلة تجوب العاصمة، الأحياء، الأسواق، الملاعب وحتى المساجد نوزع منشورات نقوم بفحص ميداني بإشراف أطباء ومختصين، بالإضافة الى الأيام التحسيسية التي نقوم بها كل مرة عبر شوارع العاصمة مثل التي كانت مؤخرا في ساحة في شارع محمد بلوزداد حيث نظمنا أبوابا مفتوحة حضرها أكثر من 380 شخص من اجل تشخيص داء السكري والضغط الدموي كما نظمنا بالتنسيق مع المؤسسة الاستشفائية للصحة العمومية للقبة، العناصر، أبوابا مفتوحة تحت شعار رمضان وداء السكري في مسجد الفلاح بحي العافية وكان الهدف منها تقديم نصائح وإرشادات صحية بحضور شاحنة مخصصة لحملة التبرع بالدم وطاقم طبي لمستشفى لكاسطور بالعناصر، قمنا خلالها بعملية توزيع منشورات لداء السكري ورمضان والتغذية الصحية. وبالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر يوم تحسيسي وتوعوي حول رمضان وداء السكري تحت إشراف أطباء وأخصائيين في التغذية ونفسانيين في دار المسنين بسيدي موسى وباب الزوار. وقمنا بإطلاق قافلة خلال شهر رمضان الكريم تحت شعار رمضان وداء السكري وقمنا بنفس العمل التوعوي خلال عيد الأضحى المبارك حيث قمنا بإعطاء إرشادات ونصائح حول التغذية الصحية خلال العيد وتفادي الإصابة بالمضاعفات الصحية. وبمناسبة اليوم العالمي للطفولة، شاركت جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر في مهرجان الطفولة من خلال التشخيص المبكّر لداء السكري وتقديم نصائح وإرشادات للمرضى وشرح كيفية التعامل مع داء السكري أثناء رمضان عن طريق أخصائيين في الصحة والتغذية وتوزيع منشورات حول الوقاية من مضاعفاته وكيفية تجنّب الإصابة بداء السكري بمشاركة الأمن الوطني والحماية المدنية وجمعية حراء والمنظمة من طرف جمعية قدماء الكشافة الإسلامية، فرع الآمال بالمدنية، كما ننظم في كل مرة أياما علمية بمشاركة أطباء وأخصائيين حول الداء والمضاعفات الصحية التي يتسبّب فيها وكيفية الوقاية منه. وماذا عن نشاطاتكم الخاصة باليوم العالمي لداء السكري؟ - بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكري، قمنا بتنظيم أيام مفتوحة للتحسيس بمخاطر مضاعفات داء السكري وذلك تحت شعار التغذية السليمة تبدأ من فطور الصباح ، حيث بلغ عدد المصابين في العالم 371 مصاب وتتصدر الدول العربية نسبة الإصابة بهذا الداء حيث يقدّر عدد المصابين في البحرين ب26 بالمائة من إجمالي السكان والسعودية ب24 بالمائة، أما الجزائر، فقدر ب20 بالمئة حيث أننا أحصينا 15 ألف إصابة جديدة سنويا في الجزائر وهو ما يقارب ال4 مليون مصاب حيث ان العدد ارتفع من 8 بالمئة الى 16 بالمائة خلال السنوات الأخيرة ورشحت منظمة الصحة العالمية هذا العدد الى الارتفاع خلال 2030 ب522 مليون مصاب هذا ما دفعنا الى تكثيف النشاطات التوعوية. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - الهدف الرئيسي هو التقليص من نسبة الإصابة بداء السكري بما ان العدد في ارتفاع هائل سنويا من خلال النظام الغذائي ونصح المرضى بالتوقف عن التدخين وتفادي مسببات المرض ومضاعفاته، حيث ان العدد مخيف جدا والامر يخصنا جميعا وليس فقط المريض، فهناك عدد كبير من الناس يجهلون إصابتهم بالداء وهذا ما يجعلنا نكثّف من النشاطات التوعوية، التحسيسية. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - بالنسبة للدعم، فإنه مرتبط بنوع النشاط حيث ان كل نشاط له ممول خاص به، فيقوم بالتغطية المالية للعمل. هل من مشاكل تعاني منها الجمعية؟ - المشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي غياب التأمين لدى المريض حيث ان هناك حوالي 20 بالمئة من المرضى غير مؤمّنين ما يشكّل خطرا عليهم، لذا نطالب بتأمين شامل للمريض حتى يخضع للعلاج اللازم. هل من مشاريع أنتم بصدد التحضير لها؟ - خصصنا هذا الشهر من اجل الأيام التحسيسية حول الداء، حيث سنقوم يوم غد بتنظيم يوم تحسيسي بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي لأمن ولاية الجزائر، ويوم تحسيسي حول التغذية ويومي 21 و22 من الشهر الجاري أيام تحسيسية في ولاية وهران، كما سطّرنا برنامجا خاصا بهذا الغرض في كل من السويدانية، الرحمانية واسطاوالي في أواخر الشهر. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة وأتمنى ان نساهم جميعا في الحد من انتشار هذا الداء.